رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 9 فبراير، 2018 0 تعليق

من مشاريع جمعية إحياء التراث الإسلامي- مركز الهداية 20 عامًا في دعوة الجاليات

 دعوة غير المسلمين إلى دين الله الحنيف واجب شرعي، وضرورة إستراتيجية ملحة؛ قال -تعالى-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ  وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(القصص: 56). وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم»، ولا شك أن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام هي رسالة هذه الأمة وواجبها الأعظم، وفيها سر رفعتها، وقد حمل مركز الهداية للتعريف بالإسلام على عاتقه أمانة تبليغ الدعوة في محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير، وبذل جهودًا مضنية في دعوة غير المسلمين، وحقق من خلال هذه الجهود نتائج كبيرة وثمارا عظيمة، وتلتقي اليوم مجلة (الفرقان) برئيس المركز عبيد سعود السبيعي في هذا الحوار عن إنجازات المركز في العام الفائت 2017.

- بداية نريد نبذة تعريفية عن المركز؟

- المركز من اللجان المختصة بدعوة الجاليات غير المسلمة؛ حيث بدأ المركز نشاطه في عام 1998م، من خلال شباب الدعوة والإرشاد (لجنة الجاليات)، وفي عام 2014م تأسس المركز من خلال اتحاد لجان الجاليات التابعة للجمعية في محافظة الأحمدي وهي (فرع الظهر وهدية والرقة والصباحية)، تحت مسمي مركز الهداية للتعريف بالإسلام- محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير، وتمت الموافقة من الجمعية الرئيسة وصدر القرار بتكوين مجلس الإدارة (بقرار رقم أت/2499 بتاريخ 7ربيع الأول 1436هـ الموافق 29 / 12 / 2014م)، وفي شهر فبراير 2017م، تم إضافة محافظة مبارك الكبير إلى المركز ليغطي المناطق التالية (فرع الظهر وهدية والرقة والصباحية وصباح السالم والقرين) وبدأنا العمل الجماعي بفضل الله، ونسأله التوفيق والإخلاص في القول والعمل.

- ما أهمية دعوة الجاليات غير المسلمة في دولة الكويت؟

- مسؤولية الدعوة إلى الله واجب يقع علينا جميعا وتاج شرف نضعه على رؤوسنا، وكيف لا تكون الدعوة بهذه المكانة وهي مهمة خير خلق الله من الرسل والأنبياء؟ قال -تعالى-: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}(يوسف:108)؛ ولقد امتدح المولى القائمين عليها؛ فقال: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}(فصلت:23)، ومن هنا فإن الداعي إلى الله ينبغي أن يكون معطاء لا يعرف اليأس إليه سبيلا، محتسبا أجره عند الله، واضعا نصب عينه قول النبي صلى الله عليه وسلم -لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه : «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»، وقوله -تعالى-: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} (آل عمران)»؛ وحيث إن الوافدين من العرب والأعاجم قد قدموا إلى بلادنا، وكفونا مؤنة السفر إلى بلادهم لدعوتهم؛ فقد تعين علينا تبليغ الدعوة وبيان الحق لهم، ولاشك أن هذا العمل العظيم يتطلب تضافر جهود العاملين من الدعاة والكفلاء وغيرهم.

- ماذا يميز مركز الهداية عن غيره من المراكز العاملة في دعوة الجاليات؟

- يتميز المركز عن غيره من المراكز العاملة في دعوة غير المسلمين من الجاليات بمزايا عدة أهمها: تنوع لغات الدعاة القائمين على الدعوة وخبرتهم في التعامل مع غير المسلمين، ومع أصناف الناس المختلفة، وحسن التواصل معهم، كذلك يتميز المركز بالتنظيم الإداري الجيد للعمل ووضوح الرؤية والأهداف، والحرص الشديد من العاملين بالمركز على احتساب الأجر، وتحقيق أفضل الإنجازات لخدمة دين الله -عز وجل- وإدخال أكبر عدد من غير المسلمين إليه، كذلك يتميز المركز بوجود فريق عمل متعاون تسوده روح الحب والعمل الجماعي وحسن توزيع المهام يبن أعضائه؛ مما سهل كثيرًا في تحقيق الكثير من الإنجازات.

- ما أفضل إنجاز حققه المركز ويفتخر بِه في عام 2017 ؟

- أكبر إنجاز تم تحقيقه هو الوصول إلى الهدف الذي وضع في بداية عام 2017، وهو إسلام  100 شخص خلال عام واحد ولله الحمد والمنة، ولاشك أن المؤسسة التي تحقق الأهداف التي وضعتها، والرؤية التي سعت إليها بدقة يعد من أفضل الإنجازات.

- هل هناك متابعات للمهتدين بعد دخولهم في الإسلام ؟

- نعم هناك متابعة مستمرة من قبل الدعاة وإدارة المركز .

- ما أشهر قصة مؤثرة حدثت معكم أثناء دعوتكم للجاليات ؟

- تقول إحدى المهتديات من الجالية الهندية: سبب دخولي في الإسلام هو القرآن الكريم؛ حيث هداني الله إلى أن أمسك إحدى النسخ المترجمة للقرآن الكريم، ووقعت عيني على قول الله -تعالى- في سورة الإخلاص: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد}، ولم أكن قد قرأت أي كتاب عن الإسلام من قبل، ووقفت كثيرًا أمام هذه الآية ومعناها، إلى أن هداني الله بعدها لنطق الشهادتين واعتنقت الإسلام .

- من خلال تجربتكم، ما أهم الوسائل المؤثرة في دخول غير المسلمين للإسلام؟

- بداية قبل أي وسيلة لابد من أن يحرص العاملون في هذا المجال من الدعوة على الإخلاص، والحرص الشديد على هداية الآخرين -بفضل الله- ودخولهم هذا الدين العظيم وإنقاذهم من النار، ثم بعد ذلك تأتي الوسائل المادية والمعنوية، ولا شك أن من أفضل الطرق تأثيرًا هي الوصول إلى غير المسلمين في أماكنهم سواء في البيوت، أم في أماكن عملهم، والحرص على إيصال هذا الخير لهم، هذا يكون مؤثرا جدًا في نفوسهم، وكذلك حسن المعاملة، والتودد لهم وإزالة كافة الشبه التي عندهم بالحكمة والموعظة الحسنة، تأتي بعد ذلك الوسائل الأخرى من توزيع الكتب والأشرطة والنشرات الدعوية والمحاضرات المختلفة.

- هل تجدون تعاونا من كفلاء الخدم والعاملين الذين تدعمونهم للإسلام؟

- هذه من أهم أسباب النجاح؛ لأنه لابد أن يكون هناك تكامل يبن دور اللجنة، ودور البيت الذي فيه ذلك المهتدي، وبفضل الله هناك تعاون كبير بيننا وبينهم، وإن كانت هناك بعض المعوقات البسيطة تقوم إدارة المركز بتذليلها ولله الحمد .

- ما أهم التحديات التي تواجهكم في عملكم في دعوة الجاليات ؟

- لا شك أن العمل الدعوي عموما لا يخلو من التحديات، وهناك ولا شك تحديات عدَّة تواجه عملنا في دعوة الجاليات، من أهم تلك التحديات: قلة الموارد المالية، ولا سيما أن المركز يتوسع وينتشر بنهج ملحوظ حتى أصبح يغطي محافظتي (الأحمدي ومبارك الكبير)؛ لذا يحتاج المركز إلى مبنى مستقل، تكون فيه قاعات للمحاضرات، ومكاتب مستقلة للدعاة .

     كذلك من ضمن أهم التحديات هو المتابعة والرعاية للمسلمين الجدد؛ فنحن نسعد بالنتائج المثمرة في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام, إلا أن هذا المهتدي الجديد  يحتاج إلى من يوجهه وينصحه ويعلمه مبادئ دينه الجديد، فإن لم يجد من يرعاه في ذلك؛  فقد يصبح فريسة سهلة  للوقوع في براثن  الارتداد مرة أخرى.

- ما أكثر الجاليات استجابة للدخول في الإسلام؟ وهل هناك سبب لذلك؟

- أكثر الجاليات استجابة للدخول في الإسلام هي الجالية الهندية، ثم الجالية الفلبينية، ويعود السبب إلى أن أعدادهم في دولة الكويت كبيرة .

- هل لديكم دعوة للنساء أم الدعوة مقتصرة فقط على الرجال؟

- نعم لدينا دعاة من النساء ولله الحمد ونسعى إلى زيادة الداعيات النسائية .

- هل واجهتكم مشكلات مع المهتدين الجدد، ولاسيما بعد عودتهم لبلادهم ومعرفة دخولهم في الإسلام؟

- عموما لا توجد مشكلات تذكر، ولا يخفى عليكم أنه لابد من المهتدي الجديد أن يواجه ضغوطات من المجتمع غير المسلم عندما يعود لبلده، ولكن يقوم  المركز بالتركيز على تقوية العقيدة لدى المهتدي قبل مغادرتة الكويت ليثبت -بإذن الله- على الإسلام.

- ما أهم المشاريع التي تقدمونها للمهتدين الجدد؟

- من أهم المشاريع توزيع المصاحف المترجمة بلغات مختلفة، ومشروع الرسائل الدعوية، ومشروع توزيع الكسوة  ومشروع (فرحة) وهو عبارة عن مواد تموينية توزع على المهتدين بشر رمضان، كذلك نقوم دورياً بعمل دروس في العقيدة وتعليم قراءة القرآن وإرسال المهتدين الجدد لأداء مناسك العمرة، وكذلك دعوتهم لحضور المخيم الربيعي واختلاطهم مع إخوانهم المسلمين ومشاركتهم بالمسابقات الثقافية والترفيهية.

- ما طموحاتكم في الفترة المقبلة؟

- لا شك أن الطموحات لخدمة دين الله -عز وجل- لا تتوقف عند حد، ولاسيما في دعوة غير المسلمين للدخول في دين الله -تعالى- أما عن طموحاتنا لمركز الهداية؛ فنتمنى بذل المزيد من الجهد لمضاعفة عدد المهتدين الجدد، وكذلك الاستقلالية بمبنى خاص لإقامة أكبر عدد من المحاضرات وزيادة عدد الدعاة.

- ما مسؤولية الدعاة في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تثار ضد الإسلام والمسلمين؟

- على الدعاة إلى الله -تعالى- مسؤولية عظيمة في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تثار ضد الإسلام والمسلمين، وذلك بإيضاح الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار عليه خلفاؤه الراشدون من بعده، وتبعهم عليه سلف الأمة، والتحذير مما يخالف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح من بعدهم، وإظهار سماحة الإسلام ويسره وإظهار ما تميز به الإسلام عن سائر الأديان من المحبة بين المسلمين، وأنواع التراحم وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وكيفية التعامل مع غير المسلمين، وغير ذلك من المحاسن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك