رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبد العزيز أحمد العباد 19 مارس، 2012 0 تعليق

من فوائد الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير في شرح موطأ الإمام مالك

 

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ففي هذا الموضوع جمعت بعضا من أبرز فوائد الشيخ عبدالكريم الخضير في شرح الموطأ، ثم كتبت معها تعليقات فيها بعض الفوائد الأخرى.

 

الفائدة الأولى

حول روايات موطأ الامام مالك عموما، وراوية يحيى بن يحيى.

       قال الشيخ عبدالكريم: حفظت بعض الروايات عن الإمام مالك، وبقي كثير منها إلى يومنا هذا منها رواية يحيى بن يحيى المصمودي التي عليها أكثر الشراح، واعتماد أهل العلم عليها في الغالب، ومنها رواية محمد بن الحسن الشيباني، وقد انفردت ببعض الزيادات على رواية يحيى. ومنها: رواية أبي مصعب الزهري، وفيها أيضاً زيادات، ومنها... روايات كثيرة ذكر منها صاحب الحِطة ست عشرة رواية، وأثبت بعض الزيادات التي في بعضها على بعض.

        وقال الشيخ في موضع آخر: «يحيى بن يحيى الليثي»، وهو غير يحيى بن يحيى التميمي الذي أكثر الإمام مسلم من الرواية عنه، فذاك من رجال الكتب الستة، وهذا ذكره في كتب رجال الكتب الستة من أجل تمييزه عن ذاك، ليست له رواية في الكتب الستة.

التعليق: أولا: عدد من روى عن الإمام مالك كتاب الموطأ:

روى كتاب الموطأ عدد كبير من تلاميذ الإمام مالك رحمهم الله جميعا، وقد صنف بعض أهل العلم كتبا في ذكر وترجمة رواة الموطأ فمن ذلك:

1ـ محمد بن مخلد العطار في كتاب مما رواه الأكابــر عــن مالك.

2ـ الــدارقطني علـي بن عمــر بـن أحـمد في كتابه الرواة عن مالك.

3 ـ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن الحذاء في كتاب التعريف برواة الموطأ.

4 ـ كتاب أبي نُعيم الأصفهاني الذي ذكره ابن ناصر الدين في قائمة الفقهاء الذين ألف كل واحـد منهم كتاباً في الطبقات عن رواة الموطأ.

5- الخطيب البغدادي في كتاب الرواة عن مالك، وما ألفه يحيى بن علي بن عبد الله العطار حول كتاب الخطيب الذي سماه: ما أغفله الخطيب في الرواة عن مالك.

6 ـ كتاب تسمية رواة الموطأ لأبي محمد هبة الله بن الأكفاني، هبة الله بن أحمد بن محمد ابن هبة الله الأنصاري الدمشقي.

7- كتاب «إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك» لابن ناصر الدين الدمشقي وأوصلهم إلى 79 روايا كما ذكر القاضي عياض في كتابه (ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك) .

8- بعض الاسماء المجردة أفضل من جمع أسماء الرواة فيما أعلم هو الشيخ الأعظمي في تحقيقه للموطأ، وقد أوصلهم إلى (100) راو.

ثانيا: بعض أبرز الروايات المحفوظة للموطأ، أو التي حفظ شيء منها، مخطوطة أو مطبوعة:

رواية كل من: أبي مصعب الزهري، أحمد بن أبي بكر بن القاسم الزهري من ذرية عبدالرحمن بن عوف.

عبدالله بن مسلمة القعنبي.

سويد بن سعيد، أبي محمد الحدثاني.

أبي الحسن ابن زياد، علي بن زياد العبسي.

عبدالرحمن بن القاسم.

محمد بن الحسن الشيباني.

ابن بكير، يحيى بن عبدالله بن بكير.

يحيى بن يحيى الليثي.

      بعض هذه الروايات طبع في كتاب مستقل، كما طبع في سنة 1424 هـ تحقيق يُنسب إلى الشيخ سليم الهلالي، لكتاب الموطأ برواياته (يحيى الليثي، القعنبي، أبي مصعب الزهري، الحدثاني، ابن بكير، ابن القاسم، ابن زياد) بزياداتها، وزوائدها، واختلاف ألفاظها في خمسة مجلدات، وهو عبارة عن جمع للكتب المطبوعة وليس فيه استخدام مخطوطات ونحو ذلك، كذلك يوجد طبعة بيت الأفكار الدولية اعتنى بها حسان عبد المنان لعام 2004، وفيها أيضا جمع لروايات مطبوعة.

ثالثا: من أسباب اعتماد أكثر أهل العلم على رواية يحيى بن يحيى:

اعتمد أغلب شراح الموطأ رواية يحيى بن يحيى الليثي، قيل في سبب ذلك:

- أن مالكا رحمه الله كان دائم المراجعة لكتابه، وكان يحيى من أواخر من سمع الموطأ من مالك.

- ذكر ابن خلكان أن روايته هي أكمل الروايات.

- أن حاكم الأندلس كان يتبنى مذهب مالك، وقد نشر رواية يحيى لمكانة يحيى.

رابعا: مآخذ على رواية يحيى:

       يوجد في الرواية أوهام تنسب إلى يحيى أغلبها في الأسانيد وبعضها في المتون، أفردها بعض أهل العلم في مصنفات كمثل كتاب «أغاليط يحيى بن يحيى الليثي» لمحمد ابن خلفون الأزدي وعدد فيه48 موضعا أخطأ فيه يحيى، كما جمع أحد المغاربة، هو الدكتور عز الدين المعيار الإدريسي، هذه الأوهام في مصنف أسماه «أوهام وأخطاء منسوبة إلى يحيى بن يحيى الليثي في روايته للموطأ» طبع سنة 2009م، فعدها في 70 موضعا.

الفائدة الثانية

       يحيى الليثي هو صاحب القصة التي يتناقلها عدد من المشايخ أن واليا (وهو عبدالرحمن بن الحكم المرواني صاحب الأندلس) نظر إلى جارية له في رمضان نهارا، فلم يملك نفسه أن واقعها، ثم ندم، وطلب الفقهاء، وسألهم عن توبته، فقال يحيى بن يحيى: صم شهرين متتابعين، فسكت العلماء، فلما خرجوا، قالوا ليحيى: ما لك لم تفته بمذهبنا عن مالك أنه مخير بين العتق والصوم والإطعام؟ قال: لو فتحنا له هذا الباب، لسهل عليه أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة، فحملته على أصعب الأمور لئلا يعود.

(وفيات الأعيان 6 / 145، وترتيب المدارك 2 / 542، ونفح الطيب « 2 / 10، 11، وسير أعلام النبلاء 10 / 521).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك