رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 16 يناير، 2023 0 تعليق

من ضوابط العمل التطوعي

 

إنّ العمل التطوعي رهين بمجموعة من الضوابط التي لا يصدق على العمل اسم التطوع من الناحية الشرعية إلا بتوفرها، ومن هذه الضوابط يلي:

إخلاص النية لله -تعالى

     فيشترط فيمن يقوم بالعمل التطوعي أن يكون مخلصًا في عمله حتى يُكتب أجره عند الله؛ فلا ينوي به الحصول على منصب أو مكافأة أو مكانة اجتماعية، قال -تعالى-: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (الزمر: ١١)، قال ابن القيم -رحمه الله-: «فأمّا النيّة فهي رأس الأمر وعموده، وأساسه وأصله الذي عليه يُبنى؛ فإنّها روح العمل وقائده وسائقه، والعمل تابع لها يبنى عليها، ويصحّ بصحّتها، ويفسد بفسادها، وبها يستجلب التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة».

أن يكون عن طيب نفس

      بأن يكون العمل صادرًا عن طيب نفس لا يخالجه تردّد؛ لأنّها من المعروف والسّخاء، فلا يجوز الإجبار على القيام بعمل وعدّه تطوعًا، كعدم إعطائهم أجرة، أو إضافة أعمال أو ساعات عمل للموظفين دون رضاهم؛ لأنّ الأصل في أموال الناس وجهودهم احترامها، فلا يحلّ لأحد مال غيره أو جهده إلا عن طيب نفس منه، مصداقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يحلُّ لامرئ من مالِ أخيه إلا ما طابت به نفسه».

طيب الأصل المتبرع به

فالله -تعالى- طيّب لا يقبل إلا الطيب، فسواء أكان الأصل المتبرّع به مالاً أم عينًا أم جهدًا، فيجب أن يكون حلالاً طيبا غير خبيث، والمجال المبذول فيه الجهد حلال وجائز قال -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (البقرة: ٢١٥). فالآية تُبيّن أنّ الإنفاق يجب أن يكون خيرًا، ولا يكون خيرًا إن كان خبيثًا: «فقوله -تعالى-: (مِن خير) إشارة إلى أن ما يُنفق يجب أن يكون طيبًا لا خبيثًا؛ إذ لفظ الخير يدل على ذلك ويرمز إليه».

الالتزام وتحمّل المسؤولية والإتقان

     فالعمل التطوعي في أصله تبرّع، لكن متى ما دخل فيه صاحبه وجب عليه الالتزام به وتحمّل مسؤوليته حتى يتمّه على أكمل وجه، أو يعتذر عنه بما لا يُخلّ به أو يضرّ بالمتطوّع له فردًا كان أم مؤسسة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله -تعالى- يحبُّ إذا عَمِلَ أحدكم عملاً أن يُتقِنَهُ»، ومن أنواع عدم الالتزام نقض العهود والمواثيق والإخلاف بالوعد بعد الالتزام به.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك