رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 30 مارس، 2021 0 تعليق

من روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية

 

      قد تأخُذ أحدَنا الدهشةُ وهو يَستعرِض حُجَج الواقفين، ليَرى نُبْل نُفوسِ المسلمين، ويقظة ضمائرهم، وعلو إنسانيَّتِهم، بل سلطان دينهم عليهم، وهم يتخيَّرون الأغراض الشريفة التي يَقفون لها أموالهم، ويَرجون أن تُنفَق في سبيل تحقيقها هذه الأموال، ومن ذلك نذكر بعض الأمثلة:

وقف الآنية

وقف تُشترَى منه صِحاف الخزَف الصِّيني، فكل خادم كُسِرَت آنيته، وتعرَّض لغضب مخدومه، له أن يذهب إلى إدارة الوقف فيَترك الإناء المَكسور، ويأخذ إناءً صَحيحًا بدلاً منه.

وقْف الكلاب الضالَّة

وقْف في جِهات عدَّة يُنفَق من ريعه على إطعام الكلاب التي ليس لها صاحِب؛ استنقاذًا لها مِن عذاب الجُوع، حتى تَستريح بالموت أو الاقتناء.

وقف الأعراس

      وقف لإعارة الحُلى والزِّينة في الأعراس والأفراح، يَستعير الفقراء منه ما يَلزمهم في أفراحِهم وأعراسهم، ثم يُعيدون ما استعاروه إلى مكانه، وبهذا يتيسَّر للفقير أن يَبرز يوم عرسه بحُلَّة لائقة ولعروسه أن تجلَّى في حُلَّة رائقة؛ حتى يَكتمل الشُّعور بالفرح، وتَنجبِر الخَواطِر المَكسورة.

وقف الغاضِبات

وقف يؤسَّس مِن ريعِه بيت، ويُعدُّ فيه الطعام والشراب، وما يَحتاج إليه الساكِنون، تذهب إليه الزوجة التي يقع بينها وبين زوجها نُفور، وتظلُّ آكِلةً شارِبةً إلى أن يذهب ما بينها وبين زوجها من الجفاء وتَصفو النفوس، فتعود إلى بيت الزوجيَّة من جديد.

وقف مُؤنِس المرضى والغرباء

وقف يُنفَق منه على مُؤذِّنين عدَّة، مِن كل رخيم الصوت حسن الأداء، فيُرتِّلون القصائد الدينيَّة طول الليل؛ بحيث يُرَتِّل كل منهم ساعة، حتى مطلع الفجر، سعيًا وراء التَّخفيف عن المريض الذي ليس له مَن يُخَفِّف عنه، وإيناس الغريب الذي ليس له مَن يُؤنِسه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك