من حرك قطعة الجبن الخاصة بي – الاعتماد على المورد الواحد يعني الفشل
(كين بلانشارد) من كتّاب الإدارة المعاصرين، يعتمد على توصيل مفاهيمه الإدارية بالأسلوب القصصي القصير، وهو أسلوب له جمهوره وناجح على مستوى عالمي، ولا سيما لمن ليس لديه وقت لقراءة الكتب العلمية الكبيرة، (بلانشارد) كتابا أسماه (من حرك قطعة الجبن الخاصة بي)؛ لتوصيل مفاهيم أهمية التغيير والتطور وعدم الوقوف على مصدر أو مورد واحد.
وتبدأ القصة في أن رجلين وفأرين دخلوا متاهة من أجل البحث عن الطعام، والفأران بغريزتهما الحيوانية وسرعتهما في المتاهة استطاعا الوصول إلى كمية كبيرة من الجبن، وبعد ذلك وصل الرجلان إلى هذا الجبن، وجلسا يأكلان منه لفترة زمنية كبيرة، ولكن الجديد في الأمر أن الجبن بدأ يتناقص، ولم يعوض أحد الكميات المفقودة حتى أوشك الجبن على النفاد، فحدث حوار بين الرجلين فكان أحدهما يؤيد أن يتركا المكان ويذهبا للبحث عن مصدر جديد للجبن؛ لأنه إذا انتهى فلا يوجد مصدر للأكل، وهذا سيؤدي بهما إلى الهلاك، وأما الآخر فرأيه أن يمكثا في مكانهما وينتظرا فمن وضع الجبن سيأتي ويضع غيره، وأيضا قد لا يضمنان أن يجدا النوعية الجيدة نفسها من الجبن، الفأران بطبيعتهما الحيوانية خرجا للبحث في المتاهة عن مصدر جديد للجبن، أما الرجلان فالمؤيد منهما المؤيد للخروج للبحث عن الجبن يئس من صاحبه، وقرر الخروج وحده للبحث عن الجبن في المتاهة، وبعد ضياع وجهد عظيم في المتاهة استطاع أن يجد جبناً جديداً وبأنواع أفضل من السابق وكميات أكثر، وطبعا وجد الفأرين قد سبقاه إلى هذا المكان، وبعد التقاط أنفاسه والتغذية الجيدة ذهب إلى صاحبه الجالس في انتظار الجبن في المكان نفسه، إلا أنه -مع الأسف- وجده ميتا من الجوع. بالطبع هذه القصة ترينا أهمية التطور والتغيير والعمل الجاد وعدم الاعتماد على الآخرين والثقة بالنفس، وأن المصادر الوحيدة للطعام أو الدخل شيء خطر جدا، وأنها في يوم من الأيام ستنضب مهما كان حجمها... وهذه قصة رائعة لنا، أن النفط لن يستمر بوصفه مصدراً للدخل، وإلى أننا -عاجلا أو أجلا- يجب أن تكون لنا استراتيجية لبناء مصادر أخرى للدخل، وأن يكون لنا اقتصاد إنتاجي يوفر الوظائف والمال لنا ولأولادنا ... فهل من متعظ؟!
لاتوجد تعليقات