من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح .. مسيرة مباركة ودعوة راسخة (الحلقة الثانية)
- من ثمار الدعوة السلفية إعداد جيل من العلماء والدعاة وتثبيت المبادئ والقيم الإسلامية الصحيحة وتعزيز الوسطية
- نشأ الشيخ عبدالعزيز حمادة متديناً بالفطرة، كما نشأ الكثير من أبناء المجتمع الكويتي في تلك الفترة على ذلك، وظل يواصل مسيرة التعلم والتعليم منذ نعومة أظفاره وحتى آخر أيام حياته
- أبرز منطلقات الدعوة السلفية وأهدافها:
- نشر التوحيد الخالص لله، واتباع منهج السلف الصالح في العقيدة والعبادة.
- الالتزام بالكتاب والسنة، والابتعاد عن البدع والخرافات.
- يقول الشيخ عبدالعزيز حمادة رحمه الله في بيان أهمية التوحيد: «إن لهذا القرآن سلطاناً على نفوس الذين يفهمونه، وتأثيراً حسيا في قلوب الذين يتدبرون آياته، وقد أنزله الله -تعالى- لمقاصد شريفة، وغايات نبيلة
ذكرنا في الحلقة الماضية أن دولة الكويت، شهدت -منذ بداياتها الحديثة وحتى يومنا هذا- حركة علمية ودعوية نشطة في ترسيخ عقيدة السلف الصالح، وأن ثلة من علمائها الأفاضل أسهموا في صياغة الهوية الدينية للمجتمع الكويتي، وأن تلك الجهود لم تقتصر على الخطاب الديني فحسب؛ بل امتدت إلى مجالات التعليم والتأليف، والعمل الاجتماعي، لتؤكد على الدور المركزي والإيجابي لعقيدة السلف في البناء الديني والثقافي والاجتماعي، وتربية الأجيال الناشئة. ثم عرّجنا على جذور الدعوة السلفية في الكويت، وحقيقة التواصل العلمي مع علماء المملكة العربية السعودية وآثار ذلك، ثم كان ال حديث عن مرتكزات الدعوة السلفية وأعلامها.
وقبل أن نبدأ في استكمال ذكر أعلام الدعوة السلفية في الكويت بعد أن استعرضنا في الحلقة الماضية سيرا موجزة عن كل من: الشيخ عبدالجليل الطبطبائي والشيخ العلامة عبدالله بن خلف الدحيان - والشيخ العلاّمة عبدالعزيز الرشيد (مؤرخ الكويت) - يرحمهم الله جميعا - دعونا نؤكد على الأسس التالية:أبرز منطلقات الدعوة السلفية وأهدافها:
- نشر التوحيد الخالص لله، واتباع منهج السلف الصالح في العقيدة والعبادة.
- الالتزام بالكتاب والسنة، والابتعاد عن البدع والخرافات.
- الدعوة إلى التوحيد وفهم العقيدة على منهج السلف الصالح.
- الاعتدال والوسطية في الفكر والسلوك، والابتعاد عن الغلو والتطرف.
- الحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة والتعاليم الشرعية.
أبرز جهود الدعوة السلفية:
- نشر العلم الشرعي، وتعاهد العلماء والدعاة على منهج السلف.
- تنظيم الدروس والمحاضرات والندوات الدعوية في المساجد والمراكز الإسلامية.
- إصدار الكتب والكتيبات التي تبين مبادئ الدعوة السلفية وتوضح مفاهيمها.
- تعزيز القيم الأخلاقية، وتربية الأجيال على المبادئ الإسلامية الصحيحة.
- المشاركة في الجهود الدعوية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها..
- التعاون مع المؤسسات الرسمية لنشر الدعوة الإسلامية.

من ثمار الدعوة السلفية:
- إعداد جيل من العلماء والدعاة:
- انتشار التعليم الشرعي:
- تطوير الوعي الديني:
- المساهمة في استقرار المجتمع:
- تعزيز دور المرأة في العمل الدعوي:
- إطلاق الجمعيات والمؤسسات الدعوية:
- التصدي للأفكار المتطرفة وتعزيز الوسطية:
- التفاعل مع المجتمع والتوجيه في القضايا المعاصرة:
مسيرة أعلام السلفية:
ونستكمل فيما يلي التعريف بأبرز علماء الكويت الذين كان لهم دور كبير في نشر العقيدة الصحيحة في المجتمع، وذلك اعتمادا على كتابي (جهود علماء الكويت في تقريرعقيدة أهل السنة والجماعة) من تأليف الدكتور خالد بن فلاح العازمي، وكتاب (أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف) من تأليف الدكتور دغش بن شبيب العجمي:الشيخ عبدالعزيز حمادة - رحمه الله -

أعماله:
- أولاً: في مجال التدريس والإدارة:
- تدريسه في مدرسة والده.
- تدريسه في مدرسة السعادة.
- تدريسه لأئمة المساجد.
- سعيه في إنشاء المعهد الديني وتدريسه فيه.
- ثانياً: في مجال الإمامة والخطابة:
- ثالثاً: في مجال القضاء:
- رابعاً: عضويته في مجلس الأوقاف:
- خامساً: مجالسه العلمية:
مؤلفاته:
للشيخ مجموعة من الخطب المنبرية، ومجموعة من الفتاوى طبعت في مطبعة الحكومة.
موقفه من الدعوة السلفية:
يقول الشيخ عبدالعزيز حمادة -رحمه الله- في بيان أهمية التوحيد: «إن لهذا القرآن سلطاناً على نفوس الذين يفهمونه، وتأثيراً حسيا في قلوب الذين يتدبرون آياته، وقد أنزله الله -تعالى- لمقاصد شريفة، وغايات نبيلة، أولها توحيد الله -عز وجل-؛ ولأجل التوحيد أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل، وأسست الأديان فأنقذت المخلوقات بها من ظلمات الشرك والوثنية، وانجلت بأنوارها ظلم الإلحاد في كل أمة وكل زمن». وقال - رحمه الله - في التحذير من اتخاذ القبور مساجد: «المقابر على هيئتها وحالتها تجلب الموعظة والتذكير ولين القلب، زوروا المقابر تذكركم الآخرة، ونهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أن تتخذ القبور مساجد، ولعن من فعل ذلك، فإذا كان اتخاذ المساجد -التي هي موضع الصلاة والعبادة- ممنوعاً على القبور، فكيف اتخاذها لغير ذلك؟!».وفاته:
توفى -رحمه الله- بعد مرض اشتد عليه، وكانت وفاته يوم 27 من ربيع الآخر سنة 1328هـ الموافق 26/9/ 1962م، أسكنه الله فسيح جناته.الشيخ يوسف بن عيسى القناعي -رحمه الله-

- تحصيله العلمي:
من أعماله:
- أولاً: في مجال الإصلاح التعليمي:
- ثانياً: توليه القضاء:
مؤلفاته المطبوعة:
(1) المذكرة الفقهية في الأحكام الشرعية. (2) الملتقطات (حكم وفقه وأدب وطرائف). (3) صفحات من تاريخ الكويت.
موقفه من الدعوة السلفية:
- قال عن نفسه: نشأت في الكويت... وكان لِمُؤلَّفات الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومجلة المنار الغراء أكبر أثر في إنارة السبيل أمامي، وإماطة الستار الذي أبصرتُ من خلفه الحق واضحا فنفرت بعده مِن كُلِّ ما أَلِفتُهُ مما لا يتَّفِقُ والدين في شيء»
- قال عنه -صاحبه وزميله- الشيخ عبدالعزيز الرشيد: معتدل في آرائه ليس بالجامد الذي لا تهضم فكرته الصالح من الجديد، ولا بالمجدّد المتطرف الذي يُعادي القديم بأجْمَعِه، جمع بين الثقافتين الدينية والعصرية، وأمدّ الحركة العلمية والفكرية بروح من عنده.
- وقال عنه: لا يوجد مشروع في وطنه قائم على دعائم البر إلا وله فيه يد، ولا طريق من طرق الإحسان إلا وله فيه أثر، وكانت نوافِحُهُ في كُلِّ ذلك تَفُوقُ نوافح من سواه من أبناء جلدَتِهِ وما كان بأكثرهم مالا ولا بأوسعهم ثروة، وإنما هو الشعور بالواجب الذي تَصَامَمَ عنه كثيرٌ مِن أبناءِ جِنْسِهِ.
- وقد تأثر الشيخ يوسف القناعي تأثرًا كبيرًا بفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله - وعلمه الغزير، فكان منتهجا لطريقته، سالِكًا مَسْلَكَهُ، فجاءت فتاواه وأحاديثه صريحةً واضِحَةً، وجريئةً مُتَسَامِحَةٌ، وكانَ مِن رُوَّاد النهضة العلمية في الكويت كما هو معلوم؛ بل يرجع فضل تأسيس المدارس في الكويت -بعد الله- له وللرشيد بالدرجة الأولى؛ فإنَّ المباركية أسست (سنة۱۳۳۰هـ - ۱۹۱۱م) والأحمدية أسست (سنة ۱۳۳۹هـ - ١٩٢١م)، وقد أسستا بسواعد هذين الشيخين، أرأيتم لو لم يتأثرا بهذه الكتب المباركة - كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - هل ستقوم النهضة العلمية، وهل سنرى التسامح والاجتماع والتوافق بين الناس؟!

وفاته:
فجعت به الكويت ظهر يوم الخميس 5جمادي الآخر 1393هـ الموافق السادس من يوليو سنة 1973 عن عمر يناهز 96 عاماً، وهو في جلال الشيخوخة، بعد أن قدم الكثير من صحته ووقته وماله من أجل وطنه وأمته، وقد خرجت الكويت عن بكرة أبيها تشيعه إلى قبره -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته-.
لاتوجد تعليقات