من المستحيلات- هل سيكون عيد الصنعانيين عيدين؟
احتفل العدنيون بعيد الفطر الماضي (الجمعة 17/7/2015) بتحرير عدن من الهيمنة المليشاوية الحوثية وقوات الرئيس المخلوع صالح، فهل يحتفل الصنعانيون بعيد الأضحى القادم يوم الأربعاء (23/9/2015) بتحرير صنعاء من ربقة الاحتلال وهيمنة الخارجين عن الشرعية.
المؤشرات كلها تدل على ذلك ولاسيما بعد ما أكدته المصادر الاعلامية من أن اليمن يشهد تدفق قوات برية عربية من الامارات والسعودية وقطر وغيرها من الدول إلى مأرب ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية، استعدادا للمعركة الفاصلة في العاصمة صنعاء؛ لتخليصها من المتمردين الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي رهن اليمن بمشروع خارجي مناوئ لليمن ولدول الخليج فقط رغبة في البقاء في السلطة وبسط النفوذ على اليمن.
وكان يوم الجمعة (4/9/2015) من الأيام الفاصلة في الحرب الدائرة في اليمن حيث توفي 60 جنديا من قوات التحالف العربي متمركزين في منطقة صافر في محافظة مأرب؛ حيث استهدف صاروخ أرض أرض مخزنا للذخيرة، في حين زعمت مصادر المليشيات الحوثية أنها أطلقت صاروخا بالستيا من نوع توشكا روسي المنشأ ضد قوات التحالف؛ مما أودى بحياة 45 جنديا إماراتيا و5 جنود بحرينيين و10 جنود سعوديين وصاروخ توشكا Tochka الذي يسميه الناتو SS-21 هو صاروخ أرض - أرض، تكتيكي، قصير المدى، مجهز على عربة، أقصى مدى له 120 كم، ونصف قطر التدمير يبلغ 160 م، عالي الدقة برأس حربي 500 كجم.
وقد جاءت ردة الفعل الإمارتية على لسان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في حسابه على تويتر قائلا: إن «تضحيات شهداء الواجب تزيدنا فخرا واعتزازا بوقفة الإمارات مع شقيقتها السعودية بصد العدوان عن اليمن والمنطقة».
في حين أعلن المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف، العميد أحمد عسيري، نقل تركيز عمليات قوات التحالف العسكرية من عدن إلى مدينتي تعز ومأرب. كما وستتم إعادة هيكلة عدد من الوحدات بعد حادثة مأرب.
ومن جهة أخرى جاء الدعم السياسي الكامل من المنظومة العربية؛ حيث أكد مجلس جامعة الدول العربية (9/9/2015) وفي ختام دورته الـ144 على مستوى المندوبين الدائمين، الدعم المطلق والمساندة الكاملة للشرعية الدستورية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وشدد مشروع قرار بشأن تطورات الوضع في اليمن أقره المجلس على التأييد والدعم الكاملين للإجراءات العسكرية الاضطرارية التي تقوم بها قوات التحالف العربي ابتداءً من القرار الشجاع بعاصفة الحزم وإعادة الأمل والسهم الذهبي في أن تؤدي إلى استئناف الحوار والعملية السياسية استنادًا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216، وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن والتصدي لأية أعمال من شأنها تهديد الأمن القومي العربي وأمن دول المنطقة.
وفي الوقت ذاته طالب مجلس جامعة الدول العربية إيران بالكف عن تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، التي من شأنها أن ترفض بناء الثقة، وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ووافق مجلس الجامعة على مشروع قرار تحت عنوان (التدخل الإيراني في دول الجوار)، يؤكد أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. وأعرب المجلس في مشروع قراره عن إدانته التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية كونه انتهاكًا لقواعد القانون الدولي، ولمبدأ حسن الجوار.
يبدو أن الحشد العسكري والسياسي قد اكتمل لإعادة الشرعية كاملة إلى اليمن بعد سقوط صنعاء قبل سنة تقريبا (21/9/2014)، وبعد أن أثبتت المليشيات الانقلابية الحوثية ومن يساندها أنها غير قادرة على إدارة الدولة، بل إنها أدخلت اليمن في صراع طائفي ومناطقي وقبلي، وعجزت عن أن توفر أبسط مقومات العيش الكريم للمواطن اليمني، وأصبحت اليمن قاب قوسين أو أدنى من كارثة إنسانية كبيرة.
لاتوجد تعليقات