رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 15 مارس، 2016 0 تعليق

من المستحيلات- هجوم الليبراليين هل يدفع الشباب إلى التطرف؟

أتت جميع الرسالات لتخرج الناس من الظلمات إلى النور؛ ظلمات الباطل إلى نور الحق ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن ظلمات الجور إلى نور العدل، ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الواحد الأحد.

     فمحور الأديان جميعها الإنسان، بناء الإنسان وتكريم الإنسان {  وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}(الإسراء: 70)، وحمايته من كل الشرور الظاهرة والباطنة، شرور الأفكار المنحرفة من الوثنية، والكفر والإلحاد، إلى عبث الشيوعية والليبرالية والعلمانية، إلى فساد الإباحية والحرية المطلقة.

     ولعل أفسد هذه الشرور ما ينتشر في هذه الأيام من التطرف والإرهاب والتكفير الذي انتقل من تكفير الأفراد إلى تكفير المجتمعات والدول، بل إنشاء دول تحتضن التكفير والإرهاب؛ مما استدعى أن تقف الدول شرقيها وغربيها فتتنادى لمحاربة الإرهاب وما يبثه من أفكار هدامة في المجتمعات الآمنة، ولاسيما بين الشباب الذي غُرر به؛ فاندفع في عمليات انتحارية أكلت الأخضر واليابس، ولم يقصر العلماء الشرعيون في بيان هذا الفكر المنحرف، بل سعوا بكل ما يملكون من علم لبيان فساد الإرهاب وانحراف التطرف، وأنه يخالف صريح القرآن وصحيح السنة، وأن هذه الأمة -على مر الأجيال- إنما وظيفتها حماية الدين من مثل هذه الأفكار المتطرفة المنحرفة.

     ومن التطرف أيضا سعي العلمانيين والليبراليين إلى الهجوم على ثوابت الدين، والاستهزاء بقيمه والاعتراض على تعاليمه، حتى قال بعضهم: إن الدساتير الوضعية هي من يحكم حياة الناس وليس القرآن والسنة، وأننا ملزمون بتطبيق الدساتير لا النصوص الشرعية من القرآن والسنة، وأن الدين للأفراد في مساجدهم، ولا مكان له في حياتهم وشؤون معيشتهم، وليس له مكان في أمور الدولة؛ فالدين لا يمكن في نظرهم أن يهيمن على الدولة.

     ومثل هذه المقولات التي تخرج من هنا وهناك ممن يحملون شهادات عليا، أو يتبؤون مراكز مرموقة في الدولة، قد تؤثر سلبا علي بعض الشباب؛ فيبدأ في الهجوم الكلامي، ثم السعي إلى تبني طرح أكثر حدة، بل قد يصل إلى الإرهاب والتطرف؛ لذا على الحكومات أن تضبط هؤلاء؛ لتحمي الدين؛ فلا تجعل أحداً يسب نبيا أو صحابيا، أو يستهزئ بالدين وشرائعه ورجاله، ولا ينتقص من مكانته أو مكانة الأنبياء والصحابة والعلماء، وحماية الدين تكون بالاهتمام بالدعوة الصحيحة القائمة على القرآن والسنة، والاهتمام بكل أركانه وتعاليمه، فتنشىء كليات للشريعة وتحث عليها، وكذلك المعاهد الشرعية ضمانا لتخريج شباب وفق المنهج الشرعي السليم؛ فيجب حماية كليات الشريعة وعدم التهديد بإغلاقها، وكذلك دعم الجمعيات الإسلامية وما تقوم عليه من نشر الدعوة السليمة وتعليم الناس القرآن الكريم وتحفيظهم إياه، والحض على ذلك، وكذلك الحديث الشريف وأمور الفقه والشريعة وغيرها.

والواجب دعم الجمعيات الخيرية وفروعها لاحتضان الشباب وحمايتهم من الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة التي تنخر في المجتمع وأركانه.

     إن بناء الدول لا يقوم على إهانة الفرد وإذلاله وتجريده من أهم مقومات بقائه ألا وهو الدين، ولا يقوم على الانتقاص من الثوابت الأصلية في الدين الحق، بل يقوم على البناء الكامل للشخصية وأولها تأكيد بقاء الضرورات الخمس من الدين والنفس والعقل والعرض والمال؛ فقد سعت الشريعة للمحافظة عليها جميعها وقدمت الدين؛ لأنه لا يقوم غيرها إلا به، ثم حفظ النفس ثم العرض ثم المال ثم العقل، والدين هو المقصود الأعظم، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات: 56)؛ ولأن ثمرة الدين أكمل الثمرات وهو يمثل السعادة في الدنيا والخلود في الجنة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك