رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 23 أغسطس، 2016 0 تعليق

من المستحيلات- من وحي الألعاب الأولمبية في ريو – المظهر الإسلامي بين اعتزاز المسلمين وتقدير الآخرين

     مما لاشك فيه أن الإسلام اهتم بالظاهر والباطن معا، وركز على الباطن؛ لأنه أساس الإيمان، والإخلاص، والنية. ففي الإيمان جعل كلمة «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» هي الفاصلة بين الإيمان والكفر، وبها يدخل الجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم : «من قال لا إله إلا الله دخل الجنة» رواه البخاري. والإيمان بحد ذاته إقرار باللسان، واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، أما الإخلاص فهو من أهم أعمال القلوب، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}(البينة: 5)، فشرط قبول الأعمال الإخلاص وموافقتها للشرع، أما النية فهي من الإخلاص قال صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات..» إلى آخر الحديث.

     والظاهر عنوان الباطن ويلازمه، وفي غالب الأمر يكون من الواجبات الشرعية؛ فالعبادات كالصلاة والحج والزكاة وغيرها من العبادات تؤدى أمام الناس، ويجب أن تكون خالصة لله لا رياء فيها ولا سمعة على ما فيها من العلانية، وذكر الله فيه إسرار وعلانية؛ فأذكار ما بعد الصلاة يرفع فيها المصلي صوته، والتلبية في الحج والعمرة كذلك. والحجاب للمرأة من الواجبات وهو أمر ظاهر، وكذا اللحية للرجل، وغير ذلك فلو التزم المسلم بهذه التوجيهات الشرعية وأظهرها في المحافل الدولية، والأماكن العامة؛ فلا تثريب عليه، ولو أظهر العزة للدين الإسلامي، فنسب نجاحه وفوزه لله فسجد شكرا له سبحانه، فهذا أمر يشكر عليه ولا يعاقب، وكذلك من قدر اسم الجلالة فرفعه عن الأرض، وصانه من العبث والمهانة فهو لاشك قد عمل أمرا محمودا، ولا ينبغي أن يحاسب، وغيرها مما هو في دائرة الغيرة على الإسلام وأهله.

     إن على المسلمين أن يعتزوا بدينهم، ولا يتخاذلوا. وهذا الاعتزاز من العامة سواء من اللاعبين أم الجمهور أم المشاهدين أم الكتاب والمثقفين وحتى المسؤولين هو من قبيل نصرة الدين، وتأييد شعائره {ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(الحج: 32)، وينبغي الحذر من الاستهزاء بشعائر الله، سواء في العقائد أم العبادات أم المعاملات؛ فإن الاستهزاء بالدين أمره خطير جدا فقد قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}(التوبة:65).

     ومن صور التخاذل أن يخفي صلاته المفروضة وقد حان وقتها؛ فيؤخرها عن وقتها لأجل أن يصلي في مكان بعيد عن أعين الناس، وهو بهذا يرتكب إثما عظيما؛ فهو يؤخر الصلاة عن وقتها الواجب مجاملة. وهناك من تنزع حجابها أو نقابها حتى لا تلفت الأنظار، وهناك من يحلق لحيته وهكذا.

     لذا ينبغي على الدول الإسلامية أن تحث مواطنيها ومن يمثلها في المؤتمرات والملتقيات على الالتزام بالشعائر الإسلامية، كما أن عليها أن تدعو اللجنة الأولمبية الدولية إلى مراعاة مشاعر مليار مسلم من 50 دولة منتشرة في جميع أنحاء العالم؛ بحيث تسمح لوائحها بمشاركة اللاعبين المسلمين وفق معتقداتهم؛ فتهيئ لهم أمكان للصلاة وتراعي، عدم إقامة المباريات والبطولات في شهر رمضان، أو في العشر الأوائل من ذي الحجة، وأن تسمح بما يتيح للاعبين من أداء مهامهم على أكمل وجه دون أي ضغوط.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك