من المستحيلات- مشروعية الانتخابات من وجهة نظر إسلامية
وافق مجلس الوزراء (18/10/2016) على مشروع مرسوم بشأن دعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة الكويتي في 26/11/2016، ورفعه إلى سمو الأمير، بعد أن صدر مرسوم رقم 276 لسنة 2016 بحل المجلس في يوم الأحد 16/10/2016 وفقا للمادة 107 من الدستور. وقد سبق وأن أشرت إلى هذا الحل في مقالي السابق الذي كتبته في يوم الخميس 13/10/2016 ونشر في يوم الأحد 16/10/2016.
وقد يستفسر بعض الإخوة عن مدى مشروعية الانتخابات، وهل من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم لا؟
- وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية ويرأسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن (الانتخابات التشريعية)، فأجابت: «يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكِّم الشريعة الإسلامية، أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم بالشريعة الإسلامية، وأن يقوموا بالتكاتف يدًا واحدة في مساعدة الحزب الذي يُعرف منه أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية، وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يجوز، بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر»، ولا شك أن من باب أولى المشاركة في الانتخابات التي في بلاد المسلمين التي تحكم الشريعة الاسلامية.
- وقد سئل سماحة الشيخ محمد صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية التالي: ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت علماً بان أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ فأجاب -رحمه الله-: «أنا أرى أن الانتخابات واجبة، يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً، لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر، أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر، أتباع كل ناعق، فلابد أن نختار من نراه صالحاً، فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك، نقول: لا بأس، هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة، و ألقى كلمة حق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد، ولكن ينقصنا الصدق مع الله، نعتمد على الأمور المادية الحسية، ولا ننظر إلى كلمة الله -عز وجل- فأقول: حتى لو فرض أن مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق والصواب سينفعون، لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل.
- ويسترسل سماحة الشيخ ويقول: أما القول: إن البرلمان لا يجوز و لا مشاركة الفاسقين، ولا الجلوس معهم، هل نجلس معهم لنوافقهم؟ نجلس معهم لنبين لهم الصواب. بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة؛ لأن هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف، هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟ نعم ليقيم المعوج، ويعدل المنحرف، إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية».
- أما الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين وهو من علماء المملكة العربية السعودية الكبار فقد سئل عن حكم الاندماج في الأحزاب السياسية؟ فأجاب -رحمه الله-: «يُنظر في أعمال تلك الأحزاب؛ فإذا كانوا على الحق يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المُنكر، ويُعلمون الناس ما يجهلونه فلا بأس بالاندماج معهم».
- أما الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- فقال إجابة عن أسئلة وجهت إليه ما يأتي: «ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشحين من يعادي الإسلام وفيهم مرشحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج فتصح -والحالة هذه- كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين من هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح»، وعن خروج النساء للانتخابات؟ فأجاب -رحمه الله- بقوله: «يجوز لهن الخروج بالشرط المعروف في حقهن -يقصد الستر وعدم الاختلاط- ثم أن ينتخبن من هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى».
لاتوجد تعليقات