رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 28 مارس، 2016 0 تعليق

من المستحيلات- ليس تسويغاً للإرهاب… ولكن!

     لا توجد أمة على وجه البسيطة عانت من الإرهاب والظلم أكثر من أمة الإسلام!؛ فقد عمل الاستعمار بجميع أشكاله وألوانه على إسقاط الخلافة الإسلامية عام 1924، من خلال الدسائس والمؤامرات، بل إنه في سبيل ذلك وعدوا الشريف حسين بن علي (1854- 1931) شريف مكة والحجاز إن هو وقف مع الغرب فإنهم سيقيمون له أمة عربية هو ملك عليها، فما كان إلا أن قاد الثورة العربية الكبرى متحالفا مع البريطانيين ضد الدولة العثمانية؛ لجعل الخلافة في العرب بدل الأتراك في عام 1916، ولكنهم تآمروا عليه، وأسقطوا الخلافة، ونفوه، وتقاسموا الدول في مؤتمر سايكس بيكو، وخرج الشريف حسين مقهورا مظلوما وقد تلاشى حلمه، وتبعثر أمله .

     وهكذا وبعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918) التي خسرت فيها الدولة العثمانية بدأ التآمر عليها من الداخل والخارج، وتحالفت الدول العظمي ضدها، وظهرت القوميات في العالم الإسلامي لمزيد من التفكك والتراجع، فظهرت القومية التركية من خلال مصطفى أتاتورك (1881-1939) الذي عمل على تغيير الوجه الإسلامي لتركيا. وحذا حذوه  رضا بهلوي (1878-1944) في فارس، وأيضا الشريف حسين.

     لقد كانت اتفاقية سايكس بيكو بداية المؤامرة الحقيقة على العالم العربي والإسلامي؛ حيث حيكت  خيوطها في سنة 1915 بين المستشار والسياسي البريطاني مارك سايكس(1879-1919) والدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو (1870 – 1951) ، وبعلم الإمبراطورية الروسية، وكانت عبارة عن اتفاق وتفاهم سري بين الدولتين لبدء أحداث الاضطراب والقلاقل في الدولة العربية. وقد كان؛ فلم تشهد الدول العربية بعد هذه الاتفاقية هدوءا قط، بل دخلت في مراحل التقسيم والصراعات والانقلابات العسكرية والأحزاب المدعومة من الخارج.

     ليس هذا فحسب، بل دعمت الدول الاستعمارية مجموعة من الثورات والانقلابات على الحكم وجاءت بضباط ليحكموا البلاد العربية والإسلامية ظاهرهم معاداة الغرب، وباطنهم إضعاف الأمة والعمل على انقسامها وتخلفها. بل أمعن بعضهم بالبطش والتعذيب وقتل العلماء وتهميش الدين وتشجيع التعلق بالغرب، والأخذ عنهم في العادات والتقاليد ونزع الحجاب ونشر السفور.

     وشجعت الكتاب على الخروج عن المألوف والتشكيك بثوابت الدين والأخلاق، وكرمت هؤلاء بأعلى الجوائز، بل أصبح منهم وزراء للتربية والتعليم لكي يقوموا بتكريس العلمانية والليبرالية والقضاء على الدين الإسلامي، فدعوا للاختلاط بين الرجال والنساء في دور العلم، وإلى أن تكون المرأة كالرجل في جميع الأمور مثل: أن تتولى القضاء والولايات العامة التي أجمع جمهور العلماء على تحريم توليتها للنساء.

     لقد سعت كثير من الدول العربية المرتبطة بالمستعمر إلى الحرص على الشكل فقط للدين، وتشويه صورة المؤمن والمتدين من خلال الأفلام والمسلسلات وغيرها، وسعوا إلى القبض على العلماء والزج بهم في السجون وتعذيبهم وقتلهم،  وملاحقة المصلين ولابسات النقاب فضلا عن الحجاب، حتى غدت كثير من الدول العربية والإسلامية صورة ممسوخة من الغرب، لا ترى فيها تأييدا ولا دعما للعمل الإسلامي أو الدعوة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

     هذا التضييق استمر من خلال نشر الأفكار الإلحادية كالشيوعية، والاشتراكية؛ بحيث هيمنت على وسائل الإعلام، وأخذت ملايين الشعوب المسلمة تئن تحت وطأة هذا الفكر المنحرف، بل عملت هذه الحكومات على الدخول في معارك خاسرة لتأكيد الهيمنة الصهيونية على فلسطين السليبة حتى سقط القدس بأيدي اليهود .

     ضج العالم الإسلامي، وتنامت صحوة إسلامية مباركة حمست الشباب، وذكرتهم بالله العلي العظيم، وبماضيهم التليد؛ فتدافع الشباب نحو ربهم بالصلاة والزكاة والعبادة والبذل في سبيل الله، وكان للعلماء دور كبير في ترشيد هذه الصحوة المباركة، إلا أن أعداء الله كانوا لها بالمرصاد؛ فرموْها بالإرهاب والتكفير والتطرف حتى أضحت صورة المسلم الملتزم صورة كريهة بغيضة أمام الدول والمجتمعات الغربية والشرقية إلا من بعض الدول، ثم ظهرت بعد ذلك تنظيمات تحمل أسماء إسلامية، ولكنها بعيدة عن الإسلام وسماحته زادت هذه الصورة ورسختها في عقول الغربيين ومانراه اليوم من أحداث خير شاهد على ذلك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك