رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 1 نوفمبر، 2015 0 تعليق

من المستحيلات- فيينا(2): انسحاب السعودية أم خروج الأسد

     هل سيكون مؤتمر فيينا(2) مفتاح الحل للحرب الدائرة في سوريا؟ وهل ستخرج الأطراف المجتمعة بصيغة للتعامل مع الإرهاب هناك؟ وهل ستعمل الدول على إيجاد مخرج آمن لبشار في التسوية القادمة؟ وضمان مصالح الأقليات العلوية والكردية، والحفاظ على التواجد العسكري للدول العظمى وتأمين الكيان الصهيوني من أي اعتداءات عليه؟

     يبدو أن هذه التساؤلات مشروعة في ظل آخر تصريح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل انعقاد مؤتمر فيينا الجمعة (30/10/2015)  الذي وصف محاولات حل الأزمة السورية بأنها أشبه بـ(رسم طريق للخروج من الجحيم)، كما شدد كيري على أن الحل لدعم الحرب الدائرة ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) يكون من خلال إنهاء الحرب الدائرة في سوريا.

والمؤتمر ضم -فضلا عن (الرباعية) أمريكا وروسيا والسعودية وتركيا التي اجتمعت في يوم الجمعة (23/10/2015)- كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبمشاركة إيران ومصر والعراق والأردن ولبنان.

     وبعد اجتماع (الرباعية) صرح وزير الخارجية السعودي بعدها بأن الاجتماع كان إيجابياً؛ حيث تمت مناقشة تطبيق مبادئ جنيف(1) المتضمنة إنشاء حكومة انتقالية في سورية، وضمان انتقال سلس للسلطة، وتكوين حكومة ديمقراطية وبناء مستقبل جديد لسورية لا يشمل بشار الأسد، وأكد أنه لا يزال هناك تباين فيما يتعلق بموعد رحيل بشار الأسد، وأنه سيتم التخطيط لاجتماعات مستقبلية فيما يخص إنهاء الأزمة.

أهمية مؤتمر فيينا(2) تكمن في أن كافة الأطراف الدولية التي لها دور في إنهاء الصراع كانت موجودة ولاسيما بعد قبول مشاركة إيران، وأن المؤتمر هو «أفضل فرصة لتحقيق انفتاح سياسي»، كما عبر بذلك وزير الخارجية الأمريكي لوكالة فرانس برس.

     وفي الوقت الذي دعت فيه كل من السعودية وبريطانيا من خلال لقاء الجبير ونظيره البريطاني (فيليب هاموند)  في الرياض الأربعاء 28/10 إلى تحديد موعد لخروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة؛ حذّر (الجبير) من أن حكومة بلاده قد تلجأ إلى خيارات أخرى في حال فشل محادثات فيينا تحديد موعد خروج الأسد، وأضاف لن نستمر في تلك المحادثات إن لم يكن هناك نتائج جادة، ولن نسمح بمد المفاوضات أو معاناة الشعب السوري، كما حمًل الأسد مسؤولية دخول إيران بوصفها قوة احتلال في سوريا.

ومن جهته أشار (هاموند)، أنه سيتم بحث تحديد موعد رحيل الأسد، الأمر الذي نادت به بريطانيا منذ بدء الحرب السورية في 2011، وشدد أن «الأسد يداه ملطختان بالدماء، ولن نسمح له بالمشاركة في العملية الانتقالية في سوريا.

     وقال الجبير: «إن المملكة ملتزمة بدعم المعارضة السورية لتمكينها من تغيير الوضع على الأرض؛ إذ إن موقف المملكة بشأن سورية لم يتغير وهو ألا يكون هناك دور للأسد في المستقبل، وأن يشمل الحل السياسي في سورية الحفاظ على المؤسسات الحكومية والأمنية لمنع انتشار الإرهاب».

     وشدد الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) وخلال لقاء جمعه برئيس النظام السوري (بشار الأسد) في موسكو على أن العمليات العسكرية يجب أن تتبعها خطوات سياسية في محاولة لإنهاء النزاع المتواصل في سورية منذ حوالى خمس سنوات، وقال (بوتين) للأسد الذي قام بزيارة مفاجئة إلى العاصمة الروسية مساء الثلاثاء (20/10/2015)، بحسب بيان صادر عن الكرملين: «نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط بالأعمال العسكرية في مكافحة الإرهاب وإنما أيضاً في عملية سياسية».

وقال رئيس الوزراء التركي (أحمد داود أوغلو) الثلاثاء (20/10/2015): إن الأمر يتطلب عملية انتقالية في سورية تضمن رحيل بشار الأسد مضيفا أنه يتمنى بقاءه في روسيا وأن يترك شعبه في سلام.

     وفي المقابل أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) (جون برينان) الثلاثاء (20/10/2015) عن ثقته بأن الروس يريدون في نهاية المطاف رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لإيجاد حل للنزاع في بلاده، وقال برينان خلال مؤتمر في واشنطن حول الاستخبارات إنه «رغم ما يقولونه، أعتقد أن الروس لا يرون الأسد في مستقبل سورية». وأضاف: «أعتقد أن الروس يدركون ألا حل عسكريا في سورية، وأن هناك حاجة إلى نوع من عملية سياسية». وتابع «السؤال هنا متى وكيف سيتمكنون من دفعه (الأسد) للخروج من المشهد»؟ وعدَّ المسؤول الأميركي «المفارقة هي أنهم يعتقدون أن عليهم أولا تقوية الأسد قبل أن يصبح بالإمكان إزاحته».

وأضاف أن روسيا تريد أولا «الحصول على مزيد من النفوذ والتأثير» في سورية قبل أن تذهب باتجاه «عملية سياسية تحمي مصالحها» في هذا البلد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك