رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 19 أكتوبر، 2015 0 تعليق

من المستحيلات- فلسطين بين الهاوية والخروج عن السيطرة

- قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إنه سيسافر إلى المنطقة في مسعى لتهدئة التوترات، وبحث ما إذا كان بالإمكان (الابتعاد عن هذه الهاوية) وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «إنه من الضروري أن يدفع المجتمع الدولي إسرائيل والفلسطينيين إلى إرساء السلام؛ لأن الوضع في طريقه إلى الخروج عن السيطرة».

- فراغ في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن الأوضاع «تنذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس ليس في المنطقة فحسب بل ربما في العالم أجمع، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الإيجابي قبل فوات الأوان». وقال حسام بدران وهو متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية: إن «قرارات الكابينت الإسرائيلي (مجلس الوزراء المصغر) لن توقف انتفاضة القدس والشعب المقاوم لا يهاب أية تشديدات أمنية جديدة قد تفرض عليه».

- وخلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر اليوم الأربعاء 14 أكتوبر عمد نتنياهو إلى مزيد من التشدد بإلغاء حقوق الإقامة للفلسطينيين الذين ترى السلطات الإسرائيلية أنهم ارتكبوا «أعمالا إرهابية» وتصعيد هدم منازل أشخاص ينفذون الهجمات.

- ويبدو أن التعنت الصهيوني مستمر ضد الأطفال والشباب والنساء والرجال الذين وقفوا يدافعون عن المسجد الأقصى منذ سبتمبر 2015 حتى الآن. وذلك لصد انتهاكات المستوطنين الصهاينة من التعدي على المسجد الأقصى ومنع المصلين المسلمين من الصلاة هناك مع استمرار انتهاك ساحات المسجد الأقصى فضلا عن الاقتحامات التي تعدت كل القوانين والأعراف في الحفاظ على أماكن العبادة واحترام الأديان فضلا عن الإنسان. في منحى يستهدف إضعاف السيطرة الدينية للمسلمين على المسجد الأقصى ومدينة القدس الشرقية. كما أن هناك خيبة أمل لدى القيادة الفلسطينية من فشل جهود السلام وإقامة دولة مستقلة. في ظل استفزاز الكيان الصهيوني باستمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

- هذه الانتفاضة الجديدة تذكر بالانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة في الفترة من 1987وحتى 1993 التي اندلعت بسبب قتل أربعة فلسطينيين، وعدم تقبل غطرسة الاحتلال الصهيوني وتردّي الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، وإعلان القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، وتقنين الدخول إلى الحرم القدسي وأماكن العبادة الإسلامية. والاستيلاء على الأراضي لترسيخ المستوطنات وبنائها، ولكن الانتفاضة هدأت عام 1991، وتوقفت نهائيا مع توقيع اتفاقية (أوسلو) عام 1993، إذاً المشهد ذاته يتكرر الآن.

- وتذكرنا أيضا بالانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى فقد كانت في الفترة من 2000 وحتى 2005 بعد اتفاق الهدنة في قمة شرم الشيخ بين محمود عباس وأرئيل شارون؛ حيث تميزت هذه الانتفاضة بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية؛ حيث راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحاً. وأما خسائر الجيش الإسرائيلي تعدادها 334 قتيلاً ومن المستوطنين 735 قتيلاً و4500 جريح وكانت شرارة اندلاعها دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي «الأسبق» أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائجه اندلاع أول أعمال العنف في هذه الانتفاضة. إذاً المشهد ذاته يتكرر الآن.

- يعد الطفل الفلسطيني «محمد الدرة» رمزا للانتفاضة الثانية، الذي أثار بطريقة إطلاق الرصاص عليه مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم للخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الإسرائيلي؛ مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم وإصابتهم.

إذاً المشهد ذاته يتكرر الآن.

- إن حالة التصعيد والغليان المشتعلة في عموم الضفة الغربية ومناطق القدس، وحالة التأهب العالية لدى الشباب الفلسطيني للتضحية والإقدام، تؤشر على أن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قد باتت على الأبواب، ورغم العوائق الكبرى التي ما زالت تعترض طريقها من ناحية الواقع الموضوعي في المحيط العربي والإقليمي وحتى الدولي، والذاتي الفلسطيني. فهل سيستمر المشهد؟.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك