رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 13 يونيو، 2017 0 تعليق

من المستحيلات – فاستبقوا الوحدة والائتلاف

  

- قال -تعالى-: {فاستبقوا الخيرات}، في سورة البقرة أية رقم: (148) من قوله -تعالى-: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

- وفي المعجم الوسيط لغة فاستبقوا أي (سبقه إلى الشيء سبقا): تقدمه، و(استبقوا إلى كذا): سابق بعضهم بعضا، و(الاستباق): هو المبادرة والإسراع.

- ويفهم من الآية الكريمة، الحث على استقبال البيت الحرام أثناء الصلاة، والمحَافِظُة عَلَى قِبْلَة المسلمين، ذلك أنها دليل واضح على وحدتهم وتآخيهم، وأنهم في وجهتهم يمثلون اللحمة الإسلامية، فهم جسد واحد، وأمة واحدة، جمعهم اتجاه المكان بعد أن جمعتهم العقيدة والأخلاق.

- وفي الدعاء أيضا يستحب أن يدعو المسلم وهو مستقبل القبلة، والميت من المسلمين يوجه إلى القبلة؛ فالكعبة قبلة المسلمين أحياءً وأمواتا، هذا التوجه العام -أحياء وأمواتا- إلى مكان واحد، لدليل على حرص ديننا على الوحدة والائتلاف.

- وكل إنسان في جميع أحواله لا بد له من استقبال شيء ما، وأشرف الجهات هي جهة البيت العتيق؛ قال الله -تعالى-: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}(البقرة: 149) لمكانة بيت الله الحرام الذي جعله الله مباركا ومثابة للناس وحرما آمنا. فقد وجه الله المسلمين إلى أشرف بقعة في الأرض تكريما وتشريفا لهم.

- وقال -تعالى-: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(البقرة: 144 - 146).

- فبعد ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا من الهجرة، تحول المسلمون من بيت المقدس إلى البيت الحرام في قبلتهم. وجاء ذلك مباشرة بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبداية بناء الدولة الإسلامية وفيها رمزية التوحد المكاني.

- لذك امتلأت نفوس الحاقدين من أعداء الأمة بهذا التحول إلى الكعبة قبلة واجتماعا ، فقال الله -تعالى-: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (البقرة: 142).

- ولا شك أن تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى المسجد الحرام فيه تأصيل للشخصية الإسلامية، وفيه دعوة لاستمرار التآلف والتكاتف بين المسلمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك