رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 23 يونيو، 2017 0 تعليق

من المستحيلات-غواية العناد..وعماية التقليد

 

- قال -تعالى-: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ}(المائدة:104)، مشكلة المعاندين هنا أنهم أوقفوا العلم والفهم على ما اعتادوه وألفوه، ونفوا أن يوجد حق سواه، ولكن يأتي السؤال: ماذا لو كان ما أوقفوا أنفسهم عليه باطلا في أساسه، ولا يُعُّد شيئا؟ هل سيأخذون الحق  هنا أم سيكابرون؟! فإن هم استمروا على باطلهم مع علمهم بجهل المصدر كانوا أجهل من المصدر نفسه!

- وفي التفسير اللغوي لقوله تعالى:{أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ}: (أن الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، والواو عاطفة على مقدر، تقديره: أحسبهم ذلك؟ أو حالية، أي: ولو كان آباؤهم جهلة ضالين. ولو شرطية وجوابها محذوف تقديره: يقولون ذلك”.  فالله ينكر عليهم استمرارهم في الضلالة ويوبخوهم، بل وتمسكهم بحجتهم الواهية وهي: {مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}.

- وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: «قالوا: يكفينا ما وجدنا عليه الآباء والأجداد من الطرائق والمسالك، قال الله -تعالى-: {أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا}، أي: لا يفهمون حقا، ولا يعرفونه، ولا يهتدون إليه، فكيف يتبعونهم والحالة هذه؟ لا يتبعهم إلا من هو أجهل منهم، وأضل سبيلا»، وهنا لم يدعوا لهم بصيص أمل في اتباع الحق!

- ولابد لنا هنا من توضيح الفرق بين التقليد والاتباع؛ فقد ذكر العلماء أن الاتباع: «هو أن تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة تمسكه بالكتاب والسنة وهذا ممدوح.

- وأما التقليد: «فهو الرجوع إلى قول لا حجة لقائله عليه من الكتاب والسنة» وهذا مذموم.

- قال الزمخشري: والمعنى أن الاقتداء إنما يصلح للعالم المهتدي، وإنما يعرف اهتداؤه بالحجة، ففيه ذم أن يقتدي الإنسان بعالم غير مهتد، ولا يكون مهتدياً إلا إذا بنى قوله على الحجة والدليل، وإذا لم يكن معه حجة ودليل لا يكون عالماً ولا مهتدياً؛ فوجب عدم جواز الاقتداء به، وثمرة الآية ذم التقليد، ووجوب النظر، واتباع الحجة، والدليل الشرعي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك