رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 1 سبتمبر، 2015 0 تعليق

من المستحيلات- دروس من اليمن

     القاعدة العريضة من الشعب اليمني مثقفون ومتعلمون وأصحاب فكر وقادة وساسة وتجار ومهنيون كلها تقف مع دول الخليج داعمة ومؤيدة، وتنتظر ساعة الحسم التي تعلن  فيها انعتاق اليمن من هيمنة قلة مغلوبة على أمرها، غَرَّرَ بها أصحاب المصالح والنفوذ وطلاب السلطة وزعماء التمدد وبسط الهيمنة؛ فإذا هي تدفع فلذات أكباد أبنائها في أتون حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر؛ بحجة أوهام لا تسمن ولا تغني من جوع.

منهم من أغروه بالمال، ومنهم من أغرته المناصب والوجاهات؛ فتحالفوا مع من هم خارج الوطن على حساب الوطن نفسه.

- لقد كانت الحياة في اليمن تسير برتابة شديدة، وتململ كبير بعد ثورة 2011 التي أطاحت بالمخلوع على عبدالله صالح عندما وقع مع المعارضة اتفاقية الرياض لبناء دولة اليمن ما بعد علي عبدالله صالح، ولكن أطماعه كانت أكبر من ذلك؛ فسولت له نفسه أن يلتف على الثورة وعلى تعهده بالتنازل عن السلطة فتحالف مع الحوثيين وإيران ليطيح باليمن كل اليمن بتاريخها وماضيها التليد، وطموحها وشبابها وعلمائها؛ فتحركت مليشيات الحوثي مدعومة بقوات الرئيس المخلوع لتبدأ من صعدة وفي منطقة دماج محاصرة حفظة كتاب الله فيها، وبدأت عملية الحصار والقصف والقتل، ثم سلمت دماج لهم، وتحركوا إلى عمران،  وهكذا لم يصدق الجميع أن صنعاء تسقط في أيديهم، ولكن مع الأسف بعد مؤامرات عدة سقطت صنعاء بتاريخ 21-9-2014، هنا أصيب اليمنيون بالحزن والقلق على اليمن ولكن ما زال هناك أمل في الجنوب، ولكن سرعان ما تساقطت المحافظات الجنوبية الواحدة تلو الأخرى، حتى سقطت عدن في تاريخ 25-3-2015 وهنا أصيب اليمنيون باليأس، ولا سيما بعد ما لاقوه من هذه المليشيات من قتل وتعذيب واعتقال وتهديد لكل معاني الحياة والنمو في اليمن.

     لقد كانت صدمة هائلة أن تقع اليمن في أيدي فئة لا تعرف إلا نفسها، وليس لها قدرة على إدارة الحكم ولا شؤون البلاد، ولديها مقومات إلغاء الآخر وتهميش الخصوم بل والقضاء عليهم بسهولة.

     لقد أحس اليمنيون بعد أن سيطرت المليشيات الحوثية على اليمن بانتهاء كل شيء، تعطلت المؤسسات والتعليم والطموح والنماء، وبدأ القتل والتدمير في كل مكان، هكذا أراد أعداء اليمن أن تكون اليمن ذليلة منكسرة مرهونة بالخارج الظالم المنكفئ على نفسه ومخططاته السوداء، وعم اليأس أرجاء اليمن حتى ظنوا ألا مخرج من كل هذا، ولكن عندما جاءت ساعة الجد، وحانت ساعة الصفر، فإذا بعاصفة الحزم على الأبواب تقلع كل شيء أمامها من أسلحة الشر وذخيرة البطش ورؤوس الفتنة.

     وتلحق بهم؛ أينما حلوا أو رحلوا حتى تم تحييد قواتهم العسكرية، فلا طائرة تطير إلا نسور التحالف، ولا قوة تقصف المستقوين على الشرعية إلا قوة التحالف بقيادة السعودية حرسها الله ومن معها من دول خليجية وعربية وإسلامية.

     وانتقلت الحزم إلى الأمل، وبعد جهد مبارك وعمل مخلص متواصل واستبشار من اليمنيين وفرحة غامرة منهم بزوال الهم والكدر إلى قدوم النصر والأمل، فتحت عدن، واستبسل الأبطال فيها، فدحروا العدو الغاشم، وأعلنوا تحرير مدينة عدن في أيام عيد الفطر السعيد؛ فكانت الفرحة فرحتين، ثم جاءت الإغاثات تترى إلى مطار عدن؛ لتنقذ الناس مما هم فيه من ضائقة الحصار والدمار والتجويع، وانطلقت المقاومة اليمنية الباسلة إلى خارج عدن إلى لحج وزنجبار والعند وشبوة وغيرها، وتقدمت بسرعة وثبات، واندحر العدوان متكبدا خسائر كبيرة في المعدات والأرواح.

     إن سقوط تعز كفيل بالتقدم نحو الشمال بسرعة وبقوة؛ فمن المهم الآن التركيز على تعز وما حولها من موانئ مثل مينائي مخا والحديدة.

     وها هم ذا الحوثيون يراهنون على تعز؛ لأنهم يدركون أهميتها؛ ولذلك يرتكبون فيها المجازر مدركين أن سقوطها في أيدي الشرعية سيكون بوابة للشمال؛ وعليه ينبغي التركيز الآن على تحرير تعز بشتى الطرق، ولا سيما بعد أن تأكد رفضهم للمصالحة الوطنية، التي عرضتها عليهم الحكومة الشرعية من خلال المبعوث الأممي؛ مما يؤكد أن هذه المليشيات ومن وراءهم لاهم لهم إلا تدمير اليمن، ولكن قوى التحالف العربي والإسلامي أخذت العهد على نفسها أن تبذل الغالي والنفيس للدفاع عن اليمن وأهله حتى يستعيد عافيته، وإن غدا لناظره قريب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك