رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 8 مارس، 2017 0 تعليق

من المستحيلات – حب الوطن.. في عيون حكامه

- لا أعتقد أن التعبير عن حب الوطن يكون فقط برفع الأعلام والزينات والأهازيج الوطنية فقط، ولكن أعتقد جازما أن حب الوطن يكون بمقدار ما تقدمه أنت للوطن من إخلاص وعمل، وتفان في شتى المجالات الحيوية.

- فالأسرة الأب والأم والإخوة إذا أدوا دورهم على أكمل وجه فهم يخدمون الوطن، وكذلك الطالب إذا جد في دراسته، والموظف إذا أنجز عمله، والطبيب إذا نصح لمرضاه، والمهندس إذا أتقن صنعته، والشرطي إذا حافظ على الأمن، والجندي إذا حمى ثغور الوطن، وغيرهم عشرات المهن والحرف، الكل يعمل بهمة ونشاط، هنا فقط نقول: إنهم يحبون الوطن! حتى إذا ما ادلهمت الخطوب، وأحاطت الشرور بحمى الوطن، فإذا هم فداء له بدمائهم، وأرواحهم.

- والحكام كذلك يحبون أوطانهم، ويخلصون لها، ويتفانون في تقدمها ورقيها؛ فهم شركاء في الوطن، وهم قادته إلى بر الأمان، والاستقرار والرخاء. فقد قال أبو الدستور سمو الشيخ عبد الله السالم الصباح (1950-1965) في عام 1959: «لا فرق عندي بين مواطن ومواطن، ولا بين كبير أو صغير، الكل سواسية في الحقوق والواجبات، أحبهم إلى الوطن اكثرهم نفعاً له، وكلنا من هذا الوطن، وكلنا له، نفديه ونخلص له، ونذود عنه كيد الكائدين وطمع الطامعين». فهو قريب منهم في أفراحهم وأحزانهم، يشاركهم الحياة بتواضع، يقول صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد لمجموعة من تجار الكويت أرادوا وضع اسمه على أحد مشاريعهم: «ما لكم في صباح الأحمد، ضعوا عليه رمزا يدل على الكويت».

- وقال سمو الشيخ صباح السالم الصباح (1913 – 1977) عندما رأى من حب شعبه له قال شعرا: 

أنا وشعبي كل بونا جماعة

                                        الدين واحد والهدف اخدم الشعب

لو ضاق صدر الشعب ما استر ساعة.. 

                                       أضيق من ضيقه واستر لو حب

- أي أننا جميعا جماعة واحدة، الحاكم والمحكوم؛ لأن ديننا وأحد، وأن هدف الحاكم هو خدمة الشعب، فإذا ما ألمت بالشعب ضائقة أو محنة فلا يهدأ الحاكم ولا يسر، بل يتضايق مما نال الشعب، فإذا ما انزاحت الغمامة، وعم الرخاء والحب هنا يبدو السرور والفرح على الحاكم.

- لقد تعلق حب الوطن والشعب بصدر الحاكم فقال سمو الشيخ جابر الأحمد (1926 – 2006): « يوما في طوافي حول البيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة، وفي صلاتي داخل الكعبة، وفي ركوعي وسجودي، كانت الكويت دعوة يخفق بها قلبي وينطق بها لساني؛.. دعوت الله أن يحفظ على أبناء الكويت نعمة الوحدة فلا يمزقها الاختلاف، ونعمة الحب فلا تدمره الخصومات، ونعمة التقدم فلا تعوقه الأهواء».

- ومن كلمات الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح (1930- 2008) قال أيضا: «لقد قدم الكويتيون الأوائل إلى هذه الأرض منذ مئات السنين طلبًا للاستقرار والحياة الكريمة، وأقاموا هذا البلد الصغير، وأنشؤوا مجتمعا يقوم على مبادىء الشريعة السمحاء وقيم التعاون والتكافل والتراحم».

- أما صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد فقد قال: «ما أحوجنا.. إلى توحيد الكلمة، والتكاتف والتآزر، والتمسك بوحدتنا الوطنية التي حما الله -تعالى- بها كويتنا العزيزة في الماضي، وسيحفظها دائماً بفضله، فهي الظل الوارف، والسياج المنيع لدرء المخاطر عن وطننا».

هذه كلمات منيرة في سماء الوطن من حكامها عبر مسيرة الاستقلال والتحرير على مدى (55) عاما من العطاء والتنمية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك