رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 14 يناير، 2016 0 تعليق

من المستحيلات – تعز تنتظر الحل الحاسم

     مازالت تعز، التي وصفها زائروها بدمشق اليمن لارتفاع جبالها، وخضرة وديانها، وانسياب أنهارها، وعذوبة هوائها، وتفتح أزهارها وطيب ثمارها.. تعز التي جمعت الجمال والثقافة فسميت العاصمة الثقافية تتعرض إلى أشرس وأخطر هجوم وحصار وتدمير؛ حصار ليس من مستعمر خارجي بل من أبناء اليمن أنفسهم، ولكنهم أبناء عاقون، خرجوا على الشرعية بعد أن أغرتهم الحياة الدنيا وزخرفها، وظنوا أنهم مالكوها ومعمروها ومخلدون فيها؛ فلا يرون أحداً إلا أنفسهم، ولا سلطة إلا سلطتهم، ولا طائفة إلا طائفتهم ولا فكراً إلا فكرهم؛ فإما أنت معي وإلا مصيرك التدمير والخراب والفناء وما (دماج) عنا ببعيد!؛ حيث نفث فيها الحوثي حقده وغله على حفظة كتاب الله، وعلى دروس العلم والحديث ولم يهنأ لهم بال إلا بقتلهم المشايخ وطلبة العلم وتدميرهم المساجد ومراكز تحفيظ القرآن. هؤلاء هم مَنْ يحكم صنعاء الآن وما حولها بالحديد والنار والبطش والحصار، ويتشدقون بالسلام والأمن وهم أكثر من يثير القلاقل، وينقض المواثيق، يتكلمون عن الالتزام بالهدنة وهم أكثر من يخرقها ويتمادى في أكثر من ذلك.

     تعز بعدد سكانها الذي يقدر بنصف مليون ينتظرون ساعة الحسم، وأمل الحزم ولاسيما بعد تصريح المتحدث باسم التحالف العربي أحمد عسيري (3/1/2016) من أن قيادة التحالف ستقوم بما هو ضروري لإيجاد حل حاسم في مدينة تعز اليمنية، المحاصر بداخلها الآلاف من المواطنين الذين تدهور وضعهم الإنساني تدهوراً كبيراً. مؤكداً أن قيادة التحالف تدرس الأوضاع في مدينة تعز، وتدرس جميع الوسائل الممكنة للتخفيف عن المحاصرين، متهماً المنظمات الإنسانية بالتقاعس عن واجبها في اليمن. وقيام المليشيات الحوثية بسرقة المواد الإغاثية وبيعها.

     من جهة أخرى قال عسيري: إن الميليشيات الحوثية لم تلتزم الهدنة التي التزمناها، وقد تم رصد نحو ألف محاولة من الميليشيات الحوثية لاختراق حدود السعودية. كما حدد عسيري خارطة الطريق القادمة بقوله: إما تطبيق القرار (2216) أو انتظار الحسم العسكري.

وعلى الرغم من مناشدة مجلس الأمن الدولي الثلاثاء (5/1/2016) الأطراف لوقف إطلاق النار في اليمن والمشاركة في محادثات السلام في منتصف هذا الشهر مع وجود قلق شديد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إلا أن هذه المناشدة لم تأت ثمارها.

     وقد اغتال مسلحون مجهولون الثلاثاء (5/1/2016) محمود السعدي عضو المجلس المحلي لمديرية صيرة، ومحمد صالح الذحل القيادي في الحراك الجنوبي، وجاءت عمليتا الاغتيال بعد ساعات من محاولة أخرى تعرض لها محافظا عدن ولحج ومدير الأمن في عدن بسيارة ملغومة قرب مدينة إنماء السكنية غرب المدينة.

     تعز تبدو الآن هي المشهد الأخير في حلقة استرجاع الشرعية بدعم التحالف العربي لكامل التراب اليمني؛ لذا يجب حشد الجهود كافة الآن لهذا الهدف والتركيز بشدة على تحرير تعز؛ ولأجل هذا ينبغي تكاتف جميع القوى في الساحة: الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، وقوات التحالف العربي والقبائل وكل إنسان يتطلع إلى يمن مستقر وسعيد.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك