رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 19 يوليو، 2016 0 تعليق

من المستحيلات- بلال الكويتي وصلاح المصري

     كلاهما بلال وصلاح يجمعهما حب الناس لهما، بلال الكويتي تميز بالطيبة والإخلاص والرحمة، وصلاح تميز بالبذل والعطاء ومساعدة المحتاجين، محمد بلال نجح في عمله وأبدع في تحويله من عمل بسيط بوصفه شرطي مرور في أحد شوارع الكويت إلى حب مع كل الناس ورحمة بالأطفال.. فكان يحرر المخالفة المرورية بكلمة طيبة ونصح جميل لمرتادي الطرق، وفي أثناء نصحه يلاطف الأطفال ويمازحهم، ويضفي جوا من الأمان والسعادة على قلوب الجميع، الرجال والنساء والأطفال؛ لذا نجد الكل من كان راجلا أو راكبا يلقي التحية والسلام على بلال، لقد اكتسب بلال شهرة واسعة لدى الكويتيين والمقيمين؛ فقط بطيبته وحُسن لقاءه للآخرين وإخلاصه في عمله، فاستحق الترقيات والثناء والشكر من كل المؤسسات بدءا بوزارة الداخلية التي كرمته أكثر من مرة وغيرها، وفي أثناء عقد دوراتي التدريبية أعرض لصورة محمد بلال، لأجد الإعجاب والثناء من المشاركين على هذه الشخصية المحبوبة.

وبعد عمر طويل في العمل الجاد وحسن الخلق ها هو ذا يعتزم التقاعد ويترك هذه الوظيفة التي أحبها وأحبته.

 لذا كانت الرغبة أن يسمى شارع دمشق باسم محمد بلال بادرة طيبة وجميلة، فيها وفاء للمخلصين.

     أما صلاح عطية المصري فقد بدأ بسيطا في تجارته، ولكنه جعل الإخلاص والتفاني والتجارة مع الله وحب الفقراء والمساكين سبيلا إلى تنمية تجارته، فبارك الله في تجارته هو وإخوانه الشركاء، فتحولت قريته الصغيرة إلى كيان يشبه الدولة الشاملة، فأنشأ المعاهد الدينية والمدارس وسكك الحديد حتى الجامعات، فتحولت القرية إلى شعلة من النشاط والخير والبذل، ولم يكتف صلاح عطية المصري بذلك؛ بل انطلق إلى ما حولها من القرى والمدن، وبدأ بفتح المشاريع التجارية الوقفية الناجحة التي تسهم في بناء المجتمعات الصغيرة إلى كيانات تعتمد على نفسها، لقد تحول صلاح عطية إلى نموذج من العطاء والبذل، وعمل كل هذا بعيدا عن الأضواء والإعلام؛ فحظي بتقدير الجميع وحبهم.

وقد توفي -رحمه الله تعالى- في 11/1/2016م، عن عمر ناهز السبعين عاما ملؤها خير وبركة، وقد شهد جنازته مئات الآلوف من المشيعيين؛ فكانت من أكبر الجنازات في مصر.

الآن السؤال: لماذا تقدم المسلسلات الرمضانية من النماذج السيئة والهابطة, مما يشوه مجتمعاتنا المسلمة والعربية, ولا يقدم مثل هذه النماذج الحية الإيجابية التي قدمت صورة جميلة وطيبة عن المسلم المخلص الذي يحبه الناس?.

بل إن هناك كثيرا من النماذج الإيجابية والمؤثرة في المجتمعات، لا تلقي الاهتمام المطلوب، سواء على مستوى المجتمع العربي أم على مستوى أجهزة الإعلام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك