رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 1 أغسطس، 2016 0 تعليق

من المستحيلات- الفشل في التشخيص

     انشغلت الأسبوعين الماضيين مع ابنتي؛  حيث ثبت من المنظار المعدي أنها تعاني من التهابات في المعدة؛ مما تسبب في أعراض كثيرة معروفة. نقلتها من العيادة الخاصة إلى مستشفي حكومي.. الذي (في نظري) لم يركز على المشكلة، بل ركز على الأعراض، وبدأ بمعالجة الأعراض ونسي المشكلة الاساسية!

وتزايدت الفحوصات الواحدة تلو الأخرى لمعرفة الأعراض! المهم بعد 6 أيام في المستشفى لم يتطور الوضع الصحي لابنتي بل أعتقد أنه ازداد سوءا مع تراجع في الحالة النفسية.

     وعندما قرر الأطباء مزيدا من الاستكشاف والفحوصات عن طريق منظار للبطن مع استئصال الزائدة الدودية، هنا أحسست أن الموضوع بدأ يخرج عن مساره الطبيعي؛ فقررت أن أطلب لها راحة يومين في البيت لعلها تُشفى وتطيب! ولكن بعد يوم واحد فقط زادت حالتها سوءا، فقد خارت قواها، ولم تستطع حتى الوقوف!

هنا نقلتها إلى مستشفى حكومي آخر.. ولكن هذه المرة كان التركيز أكثر على المشكلة التي هي ( التهابات في المعدة) وفعلا تدريجيا بدأت تخف حالتها وتزول الأعراض، وبعد 5 أيام خرجت من المستشفى إلى البيت والحمدلله.

     حالة ابنتي تشبه الوضع العربي تماما؛ حيث يناقش العرب الأعراض ويغفلون عن المشكلة الأساسية؛ فقد اختتمت القمة العربية الـ 27 يوم الأربعاء 27يوليو في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وكانت تحت مسمى (قمة الأمل)؛ حيث ناقشوا 16 بنداً، عبرت عن هموم العرب الآن.

     فالوضع في غزة صعب جدا، وكذلك توقف كل ملفات المفاوضات الفلسطينية، ورغم أن القمة رحبت بالمبادرة الفرنسية لدفع عملية السلام وعقد مؤتمر دولي لها إلا أن الخطوات الفعلية الإيجابية بعيدة عن الواقع، وعصية على التشخيص. ولاسيما فيما يتصل بوقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية، وكذلك بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري وجنوب لبنان.

وفي اليمن المشكلة تكمن في الرئيس المخلوع والمليشيات المتطرفة من الحوثيين، والدعم الطائفي الخارجي وكل ما يقال بعد ذلك هو من قبيل الأعراض التي لا تحل المشكلة.

     إن التركيز للمرحلة القادمة يكمن في التقدم نحو العاصمة صنعاء وتحريرها نهائيا، وبالتالي الأعراض كلها ستزول! فالتعنت في حوار الكويت من قبل الحوثيين يصعب الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.

وتظل كل من ليبيا والصومال وسوريا دولا تعاني من الإرهاب واستكمال بناء الدولة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية من قبل دول إقليمية وعالمية.

إن على العرب الآن طرح مشروع ينقذ الامة ويخلصها من المحن والشرور التي تحاك ضدها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك