رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 26 أكتوبر، 2015 0 تعليق

من المستحيلات – العمل السياسي الإسلامي.. لا يسقط!

-  يعتقد بعض الناس بأن العمل السياسي الإسلامي مثله مثل أي عمل آخر سياسي.. إن سقط في الانتخابات يعني نهايته وتراجعه.

ولكن الواقع خلاف ذلك تماما، فالأهداف والنوايا والأساليب وحتى توقع النتائج في منظور الإسلام السياسي مختلفة تماما عن التيارات السياسية الأخرى التي يغلب عليها  النظرة المادية للأشياء.

- فالعمل السياسي الإسلامي يستهدف تعزيز مكانة المشاركة في القرار والتداول السلمي والحراك المجتمعي والرقابة على المؤسسات بوصفه مبدأ أساسياً في التعامل مع القضايا المهمة، وفي إطار من المصلحة العامة. ولا شك أن مساحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مساحة كبيرة لا تنحصر في التمثيل النيابي أو المشاركة في المجالس البرلمانية المحددة بل هي تشمل جميع مناحي الحياة.

- كما يستهدف العمل السياسي الإسلامي تأكيد المفاهيم الشرعية في التعاملات المختلفة من الأمانة والصدق والإخلاص بعيدا عن الغش والكذب واستغلال النفوذ والمال السياسي والمحسوبية والمناصب في تعزيز مكانته في المجتمعات، وهو بهذا يؤكد على الحرية السياسية والنزاهة الانتخابية والشفافية الكاملة في كل مراحل العملية السياسية.

- والإسلام السياسي يستمد أهدافه من الشريعة الإسلامية الأصيلة، ويدعو لبناء مجتمع قائم على القيم والتعاليم الدينية الإسلامية، التي تقرب الإسلام إلى الناس بطريقة بعيدة عن التهميش أو اتهام الدين بالإرهاب والفوضى.

- كما أن العمل السياسي الإسلامي يسعى إلى الإصلاح والتنمية من خلال دعم المشاريع والقوانين التي تستهدف استغلال الموارد الطبيعية بما يعود بالمصلحة على البلاد والحفاظ على المال العام وتوجيهه إلى الاستثمار الحقيقي والفعلي.

- ودعوة الإسلام السياسي غير مرتبطة بظروف سياسية معينة، أو ظروف اقتصادية ملحة أو تقلبات اجتماعية، بل هو وثيق الصلة بالدعوة إلى الله والعمل على إقامة العدل وغرس الكرامة الإنسانية؛ لأن الإسلام الذي هو أساس العمل السياسي الإسلامي مبني على أنه أسلوب حياة وليس مرحلة تنتهي بالسقوط!.

- والعمل السياسي الإسلامي يسعى إلى محاربة الفساد، وكشف أساليبه من إهدار مقدرات البلاد والعبث بمؤسساته، فيحارب الرشوة واستغلال النفوذ، ويقف ضد الطائفية والقبلية والمذهبية التي تطيح بالكفاءات على حساب التحزبات المشبوهة والتكتلات غير المشروعة.

- إن ظهور الإسلام السياسي جاء بعد فشل التيارات الأخرى في العالم الإسلامي، ورغبة الشعوب في بديل ناجح وقريب من حياتها، ولعل دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وارتباطها بالعمل السياسي من خلال التحالف الوثيق مع الأمير محمد بن سعود لنشر الدعوة السلفية في أرجاء الجزيرة العربية وإقامة الدولة الحديثة مثال واضح على هذا الأسلوب.

- والعمل السياسي الإسلامي ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق المجتمع المسلم القائم على الشورى والعدالة واحترام الإنسان.

- وإن تهميش العمل الإسلامي السياسي أو إلغاؤه أو التضييق على القائمين عليه مجازفة كبيرة تضر بالمجتمعات المسلمة؛ لأنه سيدفع بالشباب إلى البحث عن وسائل أخرى للتغيير والإصلاح قد تكون خارج الإطار السلمي؛ مما يدفع المجتمع إلى نفق مظلم لا يعرف أحد منتهاه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك