رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 6 يونيو، 2017 0 تعليق

من المستحيلات- الحكمـة.. قد تظهر وقد لا تظهر!

 

الحكمة بمعنى الفهم الكامل للأمور، قد تظهر وقد لا تظهر، أي قد تكون مفهومة وواضحة وقد لا تكون كذلك! فالأمور عادة ما تتأرجح بين خير وشر، وحوادث ومخلوقات وأحكام كلها من ربنا سبحانه وتعالى.

     والواجب على المسلم في كل هذا أن يتلقى أحكام الله بالرضا، ويقبلها قبولا حسناً، ويعمل بها، وإن لم يعرف حكمتها؛ إذ عليه السمع والطاعة والاستسلام لأوامر الله -تعالى- ابتداء، وله أن يسأل عن الحكمة ولكن بهدف زيادة الإيمان وقوة اليقين مع الإيمان بأن ربنا -سبحانه- له الحكمة البالغة، وله الأمر من قبل ومن بعد، وهو الحكيم العليم؛ كما قال -عز وجل-: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا} (النساء – 11/24) (والأحزاب-1) (والإنسان-30). وكما قال -تعالى-: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (الأنعام – 83) فهو الحكيم العليم -سبحانه- فيما يقدره على الخلق من أحكام وأحوال.

قال محمد الأمين الشنقيطي (1905 -1974) -رحمه الله تعالى-: «فالله سبحانه يقضي في خلقه ما يشاء من تحليل ما أراد تحليله، وتحريم ما أراد تحريمه، وإيجاب ما شاء إيجابه عليهم، وغير ذلك من أحكامه وقضاياه. وله الحكمة البالغة في ذلك كله».

لهذا فإن مقام العبودية تجاه الله يتطلب الامتثال لأوامره سبحانه، والانقياد له؛ فهو ربنا وإلهنا والمنعم علينا وخالقنا ورازقنا، وهو أعلم بمصالحنا من أنفسنا، فعلينا أن نسلم لأمره ولا نعترض.

     والسؤال عن الحكمة يكون من باب الترقي من حال العلم إلى حال اليقين، أو إلى مرتبة أعلى، ولا تعني الجحود والنكران قال -تعالى- على لسان إبراهيم -عليه السلام-: {رَبِّ أَرِنِي كَيْف تُحْييِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} أي ليسكن (قَلْبِي) بِالْمُعَايَنَةِ الْمَضْمُومَة إلَى الِاسْتِدْلَال. أَيْ سَأَلْتُك لِيَطْمَئِنّ قَلْبِي بِحُصُولِ الْفَرْق بَيْن الْمَعْلُوم بُرْهَانًا وَالْمَعْلُوم عِيَانًا. وَالطُّمَأْنِينَة: اِعْتِدَال وَسُكُون, للْأَعْضَاء وللقلب.

وإلا فإن الأمر مآله إلى السمع والطاعة {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة - 285) أَيْ سَمِعْنَا قَوْلك يَا رَبّنَا وَفَهِمْنَاهُ وَقُمْنَا بِهِ وَامْتَثَلْنَا الْعَمَل بِمُقْتَضَاهُ.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك