رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 18 أغسطس، 2015 0 تعليق

من المستحيلات الاتفاق النووي أو حرب أخرى

 

     بحضور نحو 200 شخصية اجتمعت مساء الأربعاء (5/8/2015) فى قاعة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فى الجامعة الأمريكية في واشنطن (العاصمة الأمريكية)  ألقى الرئيس باراك أوباما خطابا إلى الأمة بشأن الاتفاق النووي مع إيران, لقد جاء خطاب أوباما أشبه بخطاب الرئاسة، خطابا مفصلا مدعما بالأدلة، ودقيقا في الرد على المشككين وواضحا في التسلسل والأمثلة. واعتمد على طرح الشبهات التي دفع بها المعارضون للاتفاق النووي ثم الرد عليها بحجج قوية ومنطقية.

     وخلال ساعة تقريبا عرض الرئيس أوباما وجهة نظره المؤيدة للاتفاق، وحاول تفنيد حجج المعارضين للاتفاق ودحضها الواحدة تلو الأخرى، وقد كان الخطاب موجها أساسا للحزب الديمقراطي وأعضائه في مجلسي الشيوخ والنواب، وإلى الشعب الأمريكي كله، وقال إنه لم يعطني أحد بديلا عن هذا الاتفاق، واكتفوا بالقول: إنها أي الاتفاقية، «صفقة سيئة، المطلوب صفقة أفضل».

     وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن رفض الكونغرس الاتفاق النووي مع إيران سيؤدي إلى حرب، قائلا: «إن رفضا للاتفاق من جانب الكونغرس سيجعل أي إدارة أميركية مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي تواجه خيارا وحيدا، هو حرب أخرى في الشرق الأوسط، لا أقول ذلك لأكون تحريضيا، إنه واقع». وإن أي حرب في المنطقة ستكلف الولايات المتحدة الكثير تماما كما حدث عام 2003 في حرب تحرير العراق وإسقاط صدام ، فقد كلفت هذه الحرب الآلاف من القتلى والجرحى، وصرفت عليها مبالغ بالمليارات، كما أن أمريكا سعت في هذه الحرب إلى التخلص من الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لصالح إيران التي بسطت نفوذها وهيمنتها على العراق.

     كما أكد الرئيس الأمريكي في خطابه على أنه لا بديل عن الاتفاق الحالي، ولا يمكن  استمرار العقوبات التي أفقدت الغرب الكثير من الاستثمارات في إيران.., وإن توقيع الاتفاق هو الحل الأمثل في مثل هذه الظروف وأن عدم تنفيذ الاتفاق ورفضه يعني تفكك التحالف وبقاء أمريكا معزولة عن العالم وعن الشركاء في 5+1 وأنهم سيتخلون عن أمريكا.. مؤكدا أن هذا الرفض من شأنه أن يهدد «مصداقية» الولايات المتحدة الأميركية في العالم، فقال: «إذا أطاح الكونغرس بالاتفاق، سنفقد أكثر من مجرد القيود على برنامج إيران النووي أو العقوبات التي فرضناها بدقة، سنفقد شيئا أكثر قيمة، المصداقية الأميركية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي».

     كما أن دول العالم جميعها قد وافقت على هذا الاتفاق ماعدا إسرائيل التي يؤكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة سوف تسعى إلى ضمان أمنها بكافة الطرق وأن المبالغة في المخاوف من النووي الإيراني لدى الإسرائيليين هي مخاوف مبررة ولكن المصلحة الأميركية هي مع الاتفاق كما أن الرئيس أوباما أكد أن نتنياهو على خطأ في موقفه. ومن جهة أخرى أعتبرت الصحافة الإسرائيلية أن خطاب أوباما منعطف حقيقى فى العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل.

     وقد أظهرت التعليقات الصحفية في إسرائيل على أن هناك قلقا من خطاب أوباما  لاعتقادهم أن صراع نتنياهو ضد الاتفاق النووى دفع أوباما إلى (وضع أصبح متوجبا عليه أن يُميز بين المصالح الأمنية للولايات المتحدة وبين مصالح إسرائيل)،. وقد قال الرئيس: «إنه خيانة لواجبى تجاه الدستور لو تصرفت بصورة تتعارض مع رأيى؛ لأن ذلك قد يتسبب فى توتر مؤقت مع حليف وصديق عزيز».

     وتسترسل هذه التعلقيات بقولها عن أوباما : «وهو بذلك بعث برسالة واضحة مفادها أن نتنياهو تخطى خطوطا حمراء فى نضاله ضد الاتفاق النووى من خلال تدخله السافر فى السياسة الأمريكية الداخلية ومحاولته أن يقدم نفسه على أنه يعرف أكثر من رئيس الولايات المتحدة ما هى مصالحها»، كما بينت أن «انعكاسات هذا المناخ على أمن إسرائيل القومى ستكون كارثية».

     وطمأن الرئيس دول المنطقة من استغلال إيران لهذه الاتفاقية ولعب دور شرطي المنطقة، وقال: إن إيران كانت ولا زالت تحاول التدخل في شؤون الآخرين ولكن لا يعني هذا أننا سنتخلى عن حلفائنا في المنطقة، وسندعم هذه الدول بكافة أنواع الأسلحة للحد من النفوذ الإيراني، وأضاف قائلا: وعلى الرغم من تدخل إيران في شئون العراق، واليمن ودعمها لحزب الله وسوريا والعراق واليمن  إلا أننا سنراقبها ولن نسكت على هذه الممارسات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك