رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 4 أبريل، 2016 0 تعليق

من المستحيلات- أزمة الخطاب الإسلامي السياسي

يجب أن نقر بأن الخطاب الإسلامي السياسي في أزمة حقيقية! وهذا  الخطاب سواء من المعسكر الإسلامي بجميع أطيافه، أم من المعسكر الغربي بتنوع أشكاله، هو خطاب في معظمه سلبي الموضوع والاتجاه.

فالدول العربية والإسلامية معظم خطابها الإسلامي السياسي حول محاربة التطرف والتكفير والإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى تشجيع وتداول مصطلحات ومسميات ترمز إلى الطائفية، من قريب أو بعيد.

     فهذه الدولة تَصِمُ أخرى بأنها تدعم الإرهاب، وتلك دولة تسعى إلى نشر الطائفية والبغضاء بين المسلمين؛ فكل شعاراتها وخطاباتها ضد الدول والشعوب الإسلامية، وتتضمن أيدولوجية خاصة، وفكراً تريد فرضه على تلك الدول وهذه الشعوب وإلا كان مصيرهم القتل والدمار وهكذا.

     إذاً يمكن القول: بأن العالم العربي والإسلامي مشحون إلى حد الامتلاء، بخطاب الكراهية والبغضاء والتحدي والهجوم على الرموز الإسلامية بشتى أطيافها، ولا يسلم طرف من الهجوم؛ مما شجع الليبراليين والعلمانيين بتكثيف الهجوم على الشريعة الإسلامية؛ بل الدعوة إلى تغيير بعض الثوابت والتنازل عنها كالحجاب الشرعي، والدعوة إلى إباحة الاختلاط ونحو ذلك.

كما أن خطاب المنظمات والجمعيات الإسلامية والمفكرين الإسلاميين كذلك انصب حول مسائل التكفير والتحذير منه، وحول الارهاب والتطرف والطائفية.

     أما المنظمات الإرهابية فلم تكتف بالخطاب، بل تعدت إلى ممارسات يندى لها الجبين من القتل والترهيب والتشوية لكل التعاليم الإسلامية والقيم الدينية، وأصبح الإعلام المحلي العربي والإسلامي، فضلا عن العالمي مليئاً بأخبار إرهاب (داعش) وتحركات الإرهابيين للدولة الإسلامية في سيناء، وليبيا، وتونس، واليمن، فضلا عن سوريا والعراق!

إن هذا الخطاب الإسلامي أصبح خطابا مشوشا ومشوها؛ فالحق في نظر الناس لم يعد واحدا، بل متعدداً ومتنوعاً، وكل يرى أنه مع الحق، أو أن الحق معه!

     أما المعسكر الغربي فهو يصر متعمدا على جعل كل المسلمين في بوتقة واحدة، وفي كفة واحدة تسمى الإرهاب؛ فالمسلم إرهابي حتى يثبت العكس، والجمعيات الخيرية الإسلامية إرهابية حتى ولو أتت بكافة الأدلة والحقائق على أنها بريئة من الإرهاب والتطرف.

     ولقد زادت الهواجس لدى الغرب بطريقة كبيرة بعد أحداث الإرهاب التي ضربت أوروبا في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا. كما أن خروج أعداد من الإسلاميين من الجنسيات الأوروبية وانضمامهم إلى تنظيم الدول الإسلامية في العراق والشام جعل الإسلام هو دين التطرف والإرهاب في نظر الغرب وليس غير هذا!

إن الجهد أصبح مضاعفا على الدول والمنظمات والعلماء في العالم الإسلامي في ترشيد الخطاب الإسلامي السياسي؛ بحيث تظهر سماحة الدين وخلق المسلم الذي بني على السلم والتعاون وحرمة الدماء والأعراض.

يجب أن تتحول لغة الخطاب الإسلامي السياسي إلى خطاب إيجابي في معظمه؛ فلدينا في ديننا من الخير والنقاء الشيء الكثير؛ فديننا قائم على العدل والمساواة وحب الآخرين ونصرتهم والبذل، وليس قائماً على الظلم والجور والبغضاء والعداء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك