رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 8 فبراير، 2017 0 تعليق

من المستحيلات- أحمد شبير يفضح القسمَ

- أحمد شُبير شاب فلسطيني عمره 16 عاما، من سكان رفح جنوب قطاع غزة، شبير يعاني من مشكلات خَلْقية عدة في القلب، منذ مولده (20/6/1999)، فقد شخص الأطباء في القطاع حالته النادرة، وأكدوا على أن علاجه غير متوفر لديهم، وأنه يتعين عليه اجتياز معبر (كرم بيت حانون/ إيرز)،  ويذهب إلى الضفة الغربية لكي يخضع لعملية قلب مفتوح لزراعة صمامات في القلب في مستشفى المقاصد في القدس، وفعلا أجريت العملية، وتكللت بالنجاح.

- مرت سنة ونصف، وتطلب دخول شبير مرة أخرى لمستشفى يختص بعلاج مثل هذه الحالات؛ فدخل مستشفى (تل هاشومير) بتاريخ 27/12/2015، وخضع لعملية كبيرة جداً، وتكللت بالنجاح، وعد الأطباء هذه العملية مؤقتة، وأنه لابد من تغيير صمامات القلب، ولكن بعد إجراء مجموعة من الفحوصات الإكلينيكية، وبعد أن ساءت حالته الصحية حدد الأطباء عملية ثالثة له في شهر 9/2016؛ مما تطلب معه استخراج (تحويلة) بناء على الموافقات الرسمية في القطاع، ولكن رفضت الشؤون المدنية التحويله قبل سفره بليلة واحدة، وبينت أن شبير تحت الفحص الأمني الإسرائيلي!

- مراكز حقوق الإنسان أخبرت أسرة أحمد شبير بأنه مطلوب للحضور أمام المخابرات الإسرائيلية في 16/11/2016، وبعد التحقيق معه ولمدة 12 ساعة، أيقن بأن ثمن علاجه هو التعاون استخباراتيا معهم ضد أبناء بلده، طبعا رفض شبير صغير السن عالى المبادئ العرض قائلا: «أفضل أن موت في غزة على أن أبيع نفسي رخيصة»، وقد عرضت هذه المساومات نفسها على والدته قبل 8 أشهر؛ فردت قائلة: أفضل أن يموت ابني في غزة على أن أتعاون معكم؛ فهدفي أن أعيش لابني وأعالجه، وتم تحديد موعد للعملية الثالثة في 30/1/2017 في (تل هاشومير)، إلا أن شبير كان يخاطب أبيه بقوله: «يابا أنا حاسس إني مارح أقدر أكمل الفترة هادي».

- صباح الجمعة 13/1/2017،  ذهب أحمد شبير لصلاة الجمعة، وبعد الصلاة تناول وجبة الغداء طبيعيا، ولكنه كان يشعر بضيق في التنفس، وفي فترة العشاء حتى الساعة 12 لم يكن يعاني شيئاً، وبعدها خلد إلى الفراش، وعند الساعة 3 فجراً، ساءت حالته بطريقة كبيرة، واصطحبه والده مباشرة إلى المستشفى، حاول الأطباء إنقاذ حياته، ولكن المحاولات كافة باءت بالفشل، وتوفاه الله شبير في 14 يناير الماضي. توفي أحمد على فراشه، نتيجة تدهور صحته دون أن يحصل على شهادة الثانوية العامة التي كان يحلم بها كما كتب في آخر أيامه على صفحته عبر (فيسبوك).

- وتشير الأرقام والبيانات إلى أنه منذ مطلع العام الماضي ازدادت أعداد المرضى الذين رفضت قوات الاحتلال طلباتهم للحصول على تصريح للمرور عبر حاجز بيت حانون (إيرز)؛ للوصول إلى مستشفيات الاحتلال لتلقي العلاج، التي يشكل مرضى السرطان منها ما نسبته 50 – 60 بالمئة؛ حيث قدمت دائرة التنسيق والارتباط في وزارة الصحة الفلسطينية العام الماضي، 26277 طلباً، وتمت الموافقة على 16289 طلباً، بمعدل 61 بالمئة، بينما تم رفض 1725 طلباً، فيما الطلبات الأخرى ظلت تحت الفحص، وفي شهر ديسمبر الماضي تراجعت نسبة الطلبات الموافق عليها تراجعا كبيراً؛ إذ بلغت نسبتها 40 بالمئة.

- على الرغم من أن إعلان جنيف عام 1948 قد أقر قَسَمَ الطبيب؛ بحيث لا يدع اعتبارات الدين أو الجنسية أو العرق وغيرها تؤثر عليه في تأدية واجبه نحو مريضه، بل يحقق على أقصى درجات الاحترام لحياة الإنسان في عمله، ويكون مؤمنا بهذه المباديء دون تدخل أو تأثير من أحد، إلا أن هذه الممارسات الخطأ تطيح بقَسَم الطبيب والإنسانية في مهاوي التخلف والرجعية وشريعة الغاب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك