من المستحيلات- أحدٌ دامٍ في حمص وحلب.. طفلان ميت وحي
يوم الأحد 25/3/2012 في مدينة حمص.. حي الخالدية نحن على موعد مع حصاد الأطفال، ويبدو أن القناص السوري التابع للنظام على موعد جديد مع وجبة أطفال في عمر الزهور.
يضحك بصوت مدو ها ها ها... هذا طفل يبدو عليه أنه إرهابي.. يطلق رصاصة من بندقيته الجديدة الروسية الصنع المخصصة للتصويب بدقة على صدر الصبي (أنس)، الذي لم يبلغ العاشرة من عمره.. الصبي يهوي مترنحا، ودمه يشخب متدفقا، بقعة دم كبيرة تحته.. يجري المسعفون نحوه، يحاولون سماع شيء من كلامه المختلط بالأنين: أين أخي الصغير؟... هكذا خرجت آخر كلماته...
لفظ (أنس) أنفاسه الأخيرة، حمله المسعفون إلى أقرب تجمع للقتلى والمصابين، سجي على خشبة نقل للجرحى. فترة بسيطة تأتي الأم معها طفل يبلغ أربع سنوات اسمه (أيمن)...
لم تصدق الأم ما ترى، فهذا صغيرها (أنس) ممدد أمامها.. هل سيصحو أو يتحرك أو حتى يتنفس؟! رغم أنين المصابين والمكلومين كان طاغياً فهي لا تسمع إلا نحيب طفلها الصغير(أيمن) ينادي على أخيه..
الأم تمرر يدها على جسد طفلها (أنس) لا حراك.. تلثم قدميه ويديه ووجنته ثم تعاود المسح على صدره، ولكن لا حراك.. تهوي برأسها على صدره باكية يا طفلي العزيز أنس، ستكون هذه قبلتي الأخيرة لك، لن أودعك بقبلة الصباح وأنت ذاهب إلى المدرسة، ولا قبلة المساء وأنت تنام في فراشك.. إنها القبلة الأخيرة.. وداعا.
أخوه الصغير(أيمن) ما زال ينادي عليه أين تذهب وتتركنا؟ لماذا لا تعود؟ ماذا فعلت حتى يطلقوا عليك الرصاص؟
صوت رجل يصبر الأم اذكري الله، إنه من طيور الجنة، يسوقك إلى الجنة، اصبري، صلوا على نبينا محمد. الأم اللهم صل وسلم عليه.
وفي يوم الأحد أيضا 1/5/2016 أسرة مكونة من أب وصبي ورضيعة وطفل في الرابعة، يجلسون على الرصيف، وآثار دمار منزلهم الذي سقط على رؤوسهم بادية بسبب القصف السوري الروسي على وجوههم وملابسهم الرثة.. الطفل ذو الرابعة يبكي بحرقة وينادي على أخيه وأخته اللذين قضيا في القصف الروسي يا (أسامة).. يا (كريمة) ويبكي.. الأب مشدوه لم يصدق هول المصاب. ينظر في رأس الرضيعة التي في حضن الأخ الأكبر، ويتفقد مكان الجرح، ثم يعود مشدوها ينظر فيمن حوله ويخفض رأسه، كأنه يحاول أن يختبيء من شيء. ربما مسؤولية جديدة بآلام كبيرة.
أربعة من عمال الإنقاذ يحملون بطانية بداخلها أحد الضحايا يمرون على الأسرة وهم يعبرون فوق الصخور المتساقطة من الأبنية المهدمة، وشباب ينظرون إلى داخل البطانية
(ماتوا إخواتي)... أصداء صرخات طفل الرابعة تخبو مع حركة عمال الإنقاذ بعيدا في نهاية الشارع.
مشهد جديد: قناص حمص يتنقل من مدينة إلى أخرى، يبحث عن أطفال إرهابيين جدد ليقتلهم.
والطائرات السورية والروسية تحوم فوق مساكن جديدة يسكنها أطفال آخرون إرهابيون!
لاتوجد تعليقات