من الصفات المهمة للداعية في موسم الحج
لا شك أن موسم الحج فرصة كبيرة وعظيمة للدعوة إلى الله على بصيرة، وهذه الفرصة تتكرر كل عام؛ لذا كان على الدعاة المخلصين أن ينتهزوا تلك الفرص المتكررة لتوضيح الحق، وتبيين السنة، والرفق في تصويب الخطأ، وتقويم المعوج؛ لذا كان على الدعاة مسؤولية عظيمة، وعليهم أن يتصفوا بصفات هي من أهم ما يتطلبه موسم الحج منها:
وجوب النصح للمسلمين
ففي صحيح مسلم أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدين النصيحة» وذكر فيه النصيحة لعامة المسلمين، وجاء عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- المبايعة على النصح للمسلم؛ ففي الصحيحين عن جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم، قال الخطابي -رحمه الله-: النصيحة كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له، وقال ابن علية -في قول أبي بكر المزني رحمهما الله-: ما فاق أبو بكر - رضي الله عنه - أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، قال: الذي كان في قلبه الحب لله -عز وجل-، والنصيحة في خلقه.
الرفق واللين
ومن الصفات المهمة الرفق؛ فعلى الداعي إلى الله أن يتحلى به، فيكون رفيقاً بالمنصوح، وطالباً الخير له، والرفق خير كله، ولا يتولد منه إلا الخير؛ ففي صحيح مسلم أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه»، وفيه أيضاً أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه»، وأخرج أيضاً عن جرير - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من يحرم الرفق يحرم الخير»، وقد طبقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته فمن ذلك ما جاء في الصحيحين واللفظ للبخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان اليهود يسلمون على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون: السام عليك، ففطنت عائشة إلى قولهم، فقالت: عليكم السام واللعنة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله»، فقالت: يا نبي الله أولم تسمع ما يقولون؟ قال: «أولم تسمعي أني أرد ذلك عليهم، فأقول وعليكم؟».
ومن ألزم الأوقات التي ينبغي لزوم الرفق فيها موسم الحج؛ لوجود الجهل في بعض الحجاج، مع اختلاف الطبائع؛ فالداعي في ذلك الموسم العظيم عليه حمل ثقيل؛ فقد يواجه من بعض الناس كلاماً شديداً، وقد يناله من بعض المدعوين ما يكدر خاطره، ومع ذلك فعليه بالرفق معهم، فلن يسمع من الأذى ما سمعه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك كان - صلى الله عليه وسلم - رفيقاً حليماً، وعلى الداعي ألا يجعل المعصية التي ارتكبها أحد الحجاج طريقاً للخروج عن الرفق؛ فقد لا ينتفع المنصوح بالنصيحة، ولا يكسب الناصح الأجر.
الصبر
ومن الصفات اللازمة للداعي في الحج: أن يكون صبورًا، فقد يواجه الداعي إلى الله عنتًا وصدودًا من بعض المدعوين، وفضل الصبر أشهر من أن يذكر، وقد أمر الله به عباده المؤمنين فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
الدعوة إلى التوحيد
وإن من أهم المهمات وألزمها على الدعاة الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك ووسائله وطرائقه، والحج فرصة عظيمة لبيان ذلك، وتصحيح بعص التصورات الخطأ عن دعوة التوحيد.
لاتوجد تعليقات