من اختبارات التقوى… تسريح بإحسان
- لقد وصف الله عز وجل الإمساك «بالمعروف» و«التسريح بالإحسان».. أعلى درجة من المعروف... أليس كذلك؟
كان محدثي «بو مساعد» أحد رواد المساجد الذين لا تراهم كثيراً في المسجد لبعد منزله... ولكن إذا حضر غالباً ما يسأل.
- ملاحظة جميلة..
والإجابة: بلى... الإحسان أعلى من المعروف.
- كنت آقرأسورة البقرة واستوقفتني آيات الطلاب من الآية: (226 إلى الآية (232) ثم ذهبت إلى سورة الطلاق.. وحاولت أن أربط هذه وتلك وما زالت أقرأ تفسير كل هذه الآيات.
- إن الطلاق حل أوجده الله الوضع بين زوجين لا يمكن أن تستمر الحياة بينهما... وإذا كان الطلاق وفق شريعة الله فإنه يقضي على كثير من مشكلات المجتمع.
- وكيف يكون الطلاق وفق شريعة الله؟
- إذا اختلف الزوجان... ولم يمكن الإصلاح بينهما... أو أراد الرجل أن يطلق زوجته.. فعليه أن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه.
قاطعني:
- هل تعني... أنه إذا حصلت مشكلة... اليوم.. بين زوجين.. وقرر الزوج الطلاق... فإن عليه أن يصبر حتى تحيض زوجته ثم تطهر ثم إذا أراد الطلاق طلقها قبل أن يأتيها؟
- نعم.. إلا أن تكون حاملاً فله أن يطلقها دون أن ينتظر... هكذا أمرنا الله في الطلاق... وهذا تفسير قوله عز وجل في سورة الطلاق: {فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم}.. ولاحظ أن الله أمرنا في آيات الطلاق... بمراقبته... والتزام حدوده: {تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فألئك هم الظالمون} (البقرة: 229)، {ولا تتخذوا آيات الله هزواً} {واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم} (231) {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} (الطلاق: 2).. فعلى المسلم الذي يّدعي التقوى أن يتقي الله في هذا الأمر بأن ينفذه وفق شريعة الله والمنهج الذي يبنه الرسول [ فلا يطلق ثلاثاً في مجلس واحد... ولا يطلق في حيض أو طهر جامع فيه.. ولا يشن حرباً.. على مطلقته ليتهرب من النفقة.. هنا يتبين الإنسان مدى تقواه لله عز وجل .
- إنه اختبار صعب لكثير من الناس.
- نعم.. وذلك حتى لا يظن أحدنا أنه لمجرد كثرة صلاته وصيامه بلغ منازل المتقين... بل عليه أن يتقي الله فيما يكره... كموضوع الطلاق... وقطيعة الرحم.
- كيف في موضوع قطيعة الرحم؟!
- أن يصل رحمه وفق شريعة الله... فيصل من قطعه.. ففي البخاري قال رسول الله [: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» فمن يستطيع أن يصل من قطعه.. هنا تتجلى التقوى وتقديم طاعة الله على هوى النفس.
- هل حديث: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» صحيح؟
- الحديث عن ابن عمر رواه أبو داود وضعفه الألباني، ولكن هناك حديث آخر يبين أن للشيطان دورا في قضية الطلاق عموماً: «إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول: من أضل مسلماً ألبسته التاج قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، فيقول: أو شك أن يتزوج ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى عق والديه فيقول: يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك: فيقول لم آزل به حتى قتل.. فيقول: أنت: أنت أنت، ويجيء هذا فيقول: ويلبسه التاج» السلسة الصحية للألباني.
لاتوجد تعليقات