رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ محمد الكوس 24 يوليو، 2019 0 تعليق

من أشراط الساعة وعلاماتها

يقول الله -تعالى-: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}، ويقول أيضا: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}، الساعة تقترب والناس في غفلة عن هذا الأمر العظيم، ولا تقوم الساعة حتى تظهر علامتها كما قال -جل وعلا-: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}.

     أشراط الساعة وعلامتها جعلها الله -عز وجل- مقدمات للساعة وتنبيهات وموقظات للغافلين، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يحدث أصحابه بعلامات الساعة وأشراطها؛ فمن علامات الساعة التي أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -: «استحلال المعازف وآلات اللهو والموسيقى يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات»، والمراد بالقينات: المغنيات وهذا أصبح أمرًا شائعا».

وعيد شديد

     ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أخرجة البخاري في صحيحة من حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال «ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر أي: الزنا, والحرير الذي هو محرم على الرجال دون النساء والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم» -النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي ما سيكون في آخر الزمان من أمته- ينزل أقوام إلى جنب علم, والعلم يعني: الجبل, يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم رجل فقير لحاجة فيقولون له ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله أي: يهلكهم، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» وعيد شديد وتهديد من النبي - صلى الله عليه وسلم- لأمته إذا استحلت ما حرم الله -عز وجل.

استحلوا ما حرم الله

     وهذا وقع في بني إسرائيل؛ وبنو إسرائيل استحلوا ما حرم الله عليهم كما أخبر الله -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة والأعراف يقول -جل و علا-: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} جعل الله يوم السبت لليهود يتفرغون فيه للعبادة كيوم الجمعة عندنا لكن الله حرم عليهم في هذا اليوم صيد السمك، ولكنهم احتالوا على محارم الله؛ فوضعوا الشباك يوم السبت تدخل الأسماك ثم بعد ذلك يأخذونها يوم الأحد؛ فمسخهم الله -جل وعلا- قردة وخنازير عياذا بالله.

رفع العلم وظهور الجهل

     من أشراط الساعة كذلك: رفع العلم وظهور الجهل يقول النبي -صلى الله عليه وسلم - «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل»، وفي رواية «يثبت الجهل» رواه البخاري ومسلم، وروى البخاري عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - وأبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ», والمراد بالعلم هنا: هو العلم بالشريعة.

تعلم أحكام الدين

     فتجد في بعض البلدان لا يعرفون الإسلام إلا مظاهر، بعضهم لا يعرف إلا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) لا يعرفون الصلاة ولا الزكاة ولا الصيام ولا تفاصيل الأحكام الشرعية، والله -جل وعلا- قد فرض علينا أن نتعلم أحكام الدين، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، ينبغي على العبد أن يتعلم العقيدة، وأن يعرف نواقض التوحيد وهو الشرك بالله -تبارك وتعالى-، وأن يعرف أيضا أحكام الصلاة، الآن تجد بعض الناس يصلي ولا يعرف أحكام الصلاة إذا سها لا يعرف كيف يتصرف؟ كيف يسجد للسهو؟ بعض الناس لا يعرف أحكام الجمعة يدخل المسجد يصافح هذا ويسلم على ذاك في أثناء الجمعة، وهذا لا يجوز أو يعبث بمسبحة أو أي شيء أو يتكلم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت» حديث صحيح، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من مس الحصى فقد لغى» في الصحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة وغيره، وبعض الناس لا يعرف أحكام الصيام والزكاة، لا يعرف كيف يزكي؟ ومتى يزكي؟ وكذلك الحج، هذه أحكام يجب أن نتعلمها؛ لأنها أركان الإسلام العظمى, فيظهر الجهل في الناس حتى إن بعض الناس لا يعرف فرائض المواريث؛ فقد جاء في بعض الآثار أن أول العلوم التي ترفع هو علم الفرائض والمواريث الله -جل وعلا- قسم هذه الأموال وأعطى كل إنسان نصيبه الأب والأم والبنات والأولاد وغيرهم، والآن يأتي بعض الناس يريد أن يغير هذه الأحكام الله -جل وعلا- لما ذكر هذه الأحكام وفي سورة النساء قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}.

حدود الله

     لا يجوز أن تتعدى حدود الله؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- توعد من يتعدى حدوده بنار جهنم، بعضهم يقول: لماذا الأنثى نصف الذكر؟ لماذا يقول الله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}؟ هذا طبعا ليس عاما في كل الأحكام، أحيانا المرأة تأخذ مثل الرجل، وأحيانا تأخذ أكثر من الرجل؛ فالحالات التي ترث فيها المرأة مختلفة، لكن بعض الناس يجهل هذا الأمر ويطعن في حكم الله، ويقول هذا ظلم ويجب تغيير هذا الحكم، ورأينا بعض الدول -والعياذ بالله- تريد أن تغير أو ربما غيرت هذا الأمر عياذا بالله -تبارك وتعالى.

سبب رفع العلم

     ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - مبينا سبب رفع العلم وكيف يرفع؟ بقبض العلماء يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذا الناس رؤوسا جهالا سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، ونحن رأينا في الآونة الأخيرة كيف ذهب كثير من العلماء الربانين الكبار أمثال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمة الله عليه- الذي هو من أعلم علماء هذا العصر وتلميذه الشيخ ابن عثيمين -رحمة الله- والشيخ الألباني -رحمة الله عليه-، حتى إذا لم يبق هناك عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا لا يعلمون شيئا، يسألهم الناس وهم لا يفقهون في دين الله -عز وجل- سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا, فالعلماء صمام الأمان للمجتمعات.

كثرة الزلازل

ومن أشراط الساعة أيضًا ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري «إن من أشراط الساعة كثرة الزلازل»، بعض الناس يقول الزلازل ظاهرة طبيعية، هذا كلام فاسد، الطبيعة مطبوعة مخلوقة لا تتصرف بنفسها، إنما المدبر والمتصرف في هذا الكون هو الله -عز وجل-، الله يأمر الأرض أن تتزلزل فتتزلزل بأهلها عياذا بالله -تبارك وتعالى-، يقول الله -جل وعلا-: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِير}، الذي يزلزل الأرض هو رب العالمين، الأرض تمتثل أمر الله -عز وجل-؛ فإذا أمرها أن تتزلزل تزلزلت، الله -جل وعلا- عندما خلق السموات والأرض قال لهما: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}، السموات والأرض تتحدث وتتكلم يوم القيامة ستكون زلزلة عظيمة لم ير البشر مثلها الآن، قال الله -عز وجل- {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا}، أي ما في بطونها من البشر تقذفهم إلى الخارج وتقذف ما في جوفها من المعادن والكنوز والذهب، الأرض فيها من العجائب والكنوز ما لا يعلمه إلا رب العالمين: {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا}، ماذا يحدث ما الذي أصابها لماذا تتزلزل؟: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} تنطق الأرض بقدرة وتتكلم بقدرة الله -عز وجل-: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}، الله أوحى إلى الأرض تزلزلي فتتزلزل، والزلازل تكون عند كثرة الفساد والمنكرات، واستهانة الناس بالمحارم، فهنا تكثر الزلازل عند كثرة الفواحش والمنكرات والزنا واللواط الفاحشة العظمى؛ ولذلك الله -جل وعلا- عذب قرية بأكملها ذهب بأهلها لم يبق منها أحداً إنها قرية سدوم في الشام في فلسطين، جاءها أمر الله -سبحانه وتعالى- قذفهم بحجارة من سجيل مطبوخ في جهنم.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك