من آداب طالب العلم كن على جادة السلف الصالح
سماحة الشيخ بكر أبي زيد -رحمه الله
كن سلفيا على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة -رضى الله عنهم-، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع. قال الذهبي -رحمه الله تعالى: «وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إليَّ من علم الكلام». وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى: «وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس» اهـ. فالزم السبيل {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.ملازمة خشية الله -تعالى
التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله -تعالى-؛ محافظاً على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها، دالاً على الله بعلمك وسمتك وعلمك، متحليا بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح. وملاك ذلك خشية الله -تعالى-؛ ولهذا قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى: «أصل العلم خشية الله -تعالى». فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من يخشى الله -تعالى-، وما يخشاه إلا عالم، إذًا فخير البرية هو العالم، ولا يغب عن بالك أن العالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً، ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله. وأسند الخطيب البغدادي -رحمه الله تعالى- عن علي بن أبي طالب أنه قال: «هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل» اهـ. وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري -رحمه الله تعالى.
لاتوجد تعليقات