رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان 7 نوفمبر، 2022 0 تعليق

منهج القرآن الكريم في تربية الشباب المسلم (2) لماذا اهتم القرآن الكريم بالشباب؟

ما زال حديثنا مستمرا عن منهج القرآن في تربية الشباب، وكنا قد ذكرنا في الحلقة الماضية أن الإسلام وضع منهجًا متكاملا لتربية الشباب، وقلنا: إنَّ أفضل المناهج وأكمل الطرائق في تربيتهم هو منهج القرآن، ثم ذكرنا أهمية التربية الإسلامية وقيمتها وأهدافها، وميزات التربية القرآنية وسماتها، وذكرنا من تلك السمات أنها ربانية المصدر، وأنها تربية تكاملية شاملة، وأنها تربية عملية، وأنها تربية فردية وجماعية معا، وتربية مستمرة وأبدية ومتدرجة، وأنها تربية متطورة، واليوم نكمل ما بدأناه بالحديث عن أهمية الشباب في المجتمع.

أهمية الشباب في المجتمع ومكانته

في الحقيقة إن الشباب هو سن الهمم المتوثبة والدماء الفائرة والآمال العريضة، وسن العطاء والبذل والفداء، وسن التلقي والتأثر والانفعال؛ فالشباب رمز للقوة والبأس والحيوية والنشاط، ومن حقائق الحياة الثابتة أن فترة الشباب تعد الفترة التي تبلغ فيها ملكات الإنسان وطاقاته الجسدية والعقلية والفكرية والمعنوية أقصى مستوى لها من النمو والاستعمال؛ فهي الفترة التي يغرز فيها العقل إمكاناته الإبداعية في أحسن صورها؛ فالشباب هو القطاع المعتمد لدى كل الاتجاهات ذات الإستراتيجية التغييرية، ومن هنا نجد القرآن الكريم اهتم بهذه الفترة التي تبلغ فيها قدرات الإنسان أقصاها، ويصبح فيه مؤهلا لتولي أقصى المسؤوليات، وتلقي أشد الواجبات، وكثير من الأنبياء نزلت عليهم الرسالة عندما بلغوا أشدهم.

الانتماء للإسلام والالتزام بمبادئه

     والإسلام حين يحرص على الشباب في تحقيق أهدافه فليس لكونه الجيل الذي لديه الصفات والمواصفات التجريدية فحسب وإنما يفرض -فوق ذلك- أن تتحقق في ذلك الجيل صفة الانتماء للإسلام، والالتزام بمبادئه، أي أن يكون جيلا مسلما؛ لأن الشباب الحق هو الملتزم بالإسلام.

الشريحة الأكثر أهمية وتأثيرًا

     الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية وتأثيرا في أي مجتمع؛ فإنهم عماد المستقبل ووسيلة التنمية وغايتها، وفي صلاح الشباب صلاح للأمة، وفي فسادهم فساد لها إلا ما شاء الله -تعالى-؛ لأنهم هم القوة المتحركة في المجتمع، فالشباب يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، والمجتمع لا يكون قويا إلا بشبابه؛ ولذلك فإن الأمم والشعوب تراهن على الشباب في بناء المستقبل؛ لإدراكها بأن الشباب هم العنصر الأساسي في تحويل الأمة وترقيتها، وعندما يكون الشباب معدا إعدادا سليما وواعياً ومسلحاً بالعلم والمعرفة فإنه سوف يصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وأكثر استعدادا لخوض غمار المستقبل.

تقدير النبي - صلى الله عليه وسلم - للشباب 

     وقد قدر الرسول  صلى الله عليه وسلم الشباب حق قدره، وأبرز قيمته، وأعلى شأنه، كنصيحته- صلى الله عليه وسلم - للمسلم: «أن يغتنم المسلم من شبابه قبل شيخوخته». وأنه ذكر من بين سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله شابا نشأ في طاعة الله.

الدور الأكبر والحاسم

     وخلال تاريخ رسالات الله للبشر منذ عهد آدم حتى عهد محمد - صلى الله عليه وسلم - كان الشباب هو الذي اضطلع بالدور الأكبر والحاسم في إعلاء كلمة الله وشريعته، فذكر الله -عزوجل- في القرآن الكريم قصصا كثيرة تخص الشباب وذلك لأهميتهم، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعتمد على الشباب فى نشر الدعوة فى بدايتها بمكة؛ حيث أقام الدعوة فى دار أحد الشباب وهو ابن الأرقم، ولا شك أن الدعوة تعتمد على العلم ونقل الوحي، فكان الشباب في ذاك الوقت هم نقلة هذا العلم إلى الناس.

     وكان - صلى الله عليه وسلم - يوجه إرشاداته وتعليماته للشباب كما يعتمد - صلى الله عليه وسلم - على الشباب ويسند إليهم المناصب والمسؤوليات الكبيرة،وهذا دليل على أن الشباب لهم الدور الأساسي في مسيره الرسالة الخالدة.

قيمة ومكانة لا يستهان بها

     فالشباب في الإسلام له قيمة ومكانة لا يستهان بها؛ لأن الشباب طاقة الأمة، إذا ضيعت فقدت مقوماتها، وإذا حفظت بقيت للأمة مقوماتها وقوتها ومكانتها ومهابتها، ومن هنا يجب العناية بالشباب، سواء من ناحية آبائهم، أم من ناحية المسؤولين، أم من ناحية عموم المجتمع، فيجب أن يتعاون المجتمع على توجيه الشباب نحو الخير، كل على حسب مسؤوليته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك