رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جاسم السويدي 4 أبريل، 2016 0 تعليق

منهج البحث وحدوده

يكثر في هذه الأيام سماعنا لكلمة منهج البحث، وحدود البحث؛ حيث يقوم الكثير من الدارسين في الجامعات ومعدّي الأبحاث باستخدام هذه المصطلحات لفظاً وتطبيقاً، فماذا نعني بهذه المصطلحات؟

     تعتمد الكثير من البحوث على منهجية معينة من البحث؛ بل لا تكتمل العناصر الأساسية لأي بحث إلّا بوجود منهجية واضحة للبحث الذي يتم إعداده؛ حيث يتمثل أي نوع من أنواع البحث سواء كان ذلك بحثاً في المجال الأدبي أم في المجال العلمي، بمجموعة من القواعد العامة التي يتطلب أي بحث وجودها أثناء الكتابة والإعداد، ومن أهمها المنهج الذي يعتمد عليه البحث أثناء الكتابة.

تعريف منهج البحث

     ويعرف منهج البحث بأنه إحدى الطرائق المستخدمة في ترتيب المعلومات وتنظيمها حتى يتم عرضها بنظام منطقي وسليم وذي نسق متصل ليحدث ذلك تدرجاً في الأفكار لدى القاريء؛ بحيث يحصل على المعلومات بدرجة منطقية للفهم؛ حيث يتم التدرج فيها من السهل وحتى الصعب، ومن المعلومة المعروفة للمعلومة المجهولة وغير الواضحة، وذلك من خلال التنقل باستمرار بين القضايا الخلافية والقضايا المسلم بها، ومراعياً أنواع الانسجام والتوافق بين المعلومات والحرص على شدة الترابط فيما بينها.

     ويعرف منهج البحث لغوياً، وهو مشتق من المنهجية التي تمثل إحدى الطرائق المهمة للبحث العلمي؛ حيث يتم من خلاله التعرف على بعض الحقائق المجهولة، وكذلك التعرف عليها من خلال المعلومات المعروفة كنقطة البدء ونقطة الختام التي تتصف بأنها الوصف التفصيلي للحقائق المجهولة ومعرفتها، ويتم أيضاً بيان كمية الجهد الذي تم بذله من خلال جمع المعلومات واستخدامها من مراجع البحث المختلفة، وفي النهاية يتم عمل ما يعرف بتقرير البحث ويوصف بأنه البيان الختامي.

     كما رأينا من التعريف السابق بأن منهج البحث هو عملية كبيرة وأساسية في كل بحث، تتضمن ترتيب الأفكار وتصحيح تسلسلها من المجهول للمعلوم، ومن الأشياء التي لا نستطيع معرفتها وما يدور حولها لتلك الأشياء المعلومة والمعروفة من خلال القيام بجمع المعلومات المختلفة، كما وتبين لنا بأن المنهج هو ترتيب الأفكار أيضاً من المهم إلى الأهم، ومن الواضح إلى الأكثر وضوحاً، حتى يتم وضع الفكرة بقالب واضح وسهل، يستطيع الجميع فهمه وتناول الفكرة بأكثر وضوحاً، كما وتمثل طريقة المنهج العلمي الكشف عن الكثير من الخفايا والأسرار والغموض الذي يدور حول بعض الأفكار والقصص التي يصعب على بعضهم حلها والتعامل معها؛ لذلك يبين التسلسل في إيضاح الأفكار أحد أهم الأمور التي تلزم لإجراء البحث لإيضاح الأفكار ولإيصال معلوماتها.

حدود البحث

     حدود البحث، أو بالإنجليزية (Research limits): هي الحدود أو الحواجز التي يلتزم الباحث بالوقوف عندها في البحث العلمي الذي يقوم بكتابته، وهناك حدود للبحث يلتزم الباحث إجبارياً بالوقوف عندها، وهناك حدود يلتزم بالوقوف عندها اختيارا، أما الحدود الإجبارية، فهي النطاق الموضوعي للبحث الذي لا يمكن للباحث أن يتجاوزه، وهذا النطاق تفرضه طبيعة الدراسة أو البحث الذي يقوم على كتابته، فأي موضوعٍ من المواضيع التي يتطرق لها أي باحث في أي حقل من حقول المعرفة لا بد أن تكون له حدودٌ لا يَسَع الباحث أن يتجاوزها، وإن قام بتجاوزها، فإنه في هذه الحالة سيخرج عن موضوع البحث أو الدراسة التي بين يديه، وحتى لو حاول الباحث تكبير حجم البحث وتناول الموضوع من كل جوانبه، فإنه سيصل في النهاية إلى هذه الحدود، ولن يتمكن من تجاوزها. وقد يُفْرَض على الباحث أن يقف عند حدود معينة من قبل طرف آخر، فإذا كان الباحث طالب ماجستير أو دكتوراه، فإن المشرف قد يَفْرِض عليه حدوداً معينة؛ بحيث يلتزم بالوقوف عندها؛ وذلك حتى ينجح الباحث في كتابة البحث، وتتحقق مصلحة الباحث والمشرف بهذه الطريقة. وأما حدود البحث الاختيارية، فهي الحدود التي يرسمها الباحث اختيارياً، ويلزم نفسه بها، ويقف عندها.

أهمية حدود البحث

     إن لحدود البحث أهمية كبيرة؛ فهي تتيح للباحث إمكانية التجريد والعزل الفكري في موضوع البحث المحدد بهذه الحدود؛ بحيث يحصر فيها التفكير، ويبني عليها الفرضيات والافتراضات، فهي بالتالي تُسَهِّل البحث على الباحث، وتتيح له إمكانية إنجاز البحث بوقت أقصر؛ فحدود البحث تعد عاملاً مهماً من عوامل نجاح البحث؛ فلابد لكل باحث من تعيين ورسم حدود البحث الذي يريد القيام به، ومن الخطأ الكبير أن يَغْفَل عنها، أو أن يتجاهلها.

تُقْسم حدود البحث إلى ثلاثة أقسام، وهي:

1- الحدود الموضوعية.

2- الحدود الزمانية.

3- الحدود المكانية.

     الحدود الموضوعية لابد من توفرها في أي بحث، أما الحدود الزمانية والمكانية، فقد تتوفر، وقد لا تتوفر. وحدود البحث يعبر عنها كلها، أو عن أغلبها: (عنوان البحث)؛ فعنوان البحث لا بد أن يحتوي على كل حدود البحث، أو على أغلب هذه الحدود، ولاسيما الحدود الموضوعية، ولذلك يكتفي الكثير من الباحثين بتعيين حدود البحث وإطلاع القراء عليها من خلال عنوان البحث، وقد يقوم بعضهم بكتابة حدود البحث في المقدمة، فيقوم بتخصيص فقرة معينة يبين فيها هذه الحدود، أو يقوم بسردها أثناء كلامه في المقدمة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك