منهجيات إدارة الموارد البشرية
إن مستوى تقدم أي مجتمع أصبح يتحدد من خلال جودة الأعمال الناتجة عن أنشطة المنظمات الإنتاجية والخدمية العاملة فيه، وترتبط كفاءة الأداء في هذه المنظمات بتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الإنتاجية، وبصفة خاصة الموارد البشرية؛ حيث إنها تعد القاسم المشترك الأعظم في كل الأنشطة لأي منظمة؛ حيث لوحظ في نهاية القرن العشرين الاهتمام الكبير والاعتراف المتزايد بالموارد البشرية وإدارتها، وأصبح ينظر إليها على أنها أهم وأغلى أصول المنظمة؛ حيث يميزها عن باقي هذه الأصول أنها أصول فكرية.
وقد تأثرت إدارة الموارد البشرية تأثراً كبيراً بالتطور التكنولوجي المعاصر، وظهر ذلك التأثر من خلال اختلاف نوعيات الوظائف، واختلاف طبيعة المهمات داخل تلك الوظائف، وتغير أنماط الداء من التقليدية إلى التكنولوجية المعتمدة إلى حد كبير على الأدوات التكنولوجية المعاصرة، ويعد العنصر البشري الأداة الفعالة لإتمام أي مهمات رئيسة في العمل لا تستطيع الآلة تنفيذها؛ حيث أصبحت الكثير من الوظائف تعتمد على القدرات الذهنية والإبداعية للإنسان التي لا تمتلكها الآلة حتى الآن، وهو ما نتج عنه تعاظم الحاجة للاهتمام بهذا المورد البشري والعمل على تعظيم الاستفادة منه.
ولتحقيق ذلك تتضمن منهجيات إدارة الموارد البشرية العديد من الفعاليات متمثلة في التخطيط وتصميم الوظائف للموارد البشرية المتنوعة فضلا عن برامج التوظيف وسبل الاختيار للعناصر الأكثر كفاءة في العمل، مع الاهتمام بالتدريب والتركيز على منظومة الحوافز، والتركيز كذلك على دور القيادة والتوجيه في تسيير متطلبات العمل بطريقة ناجحة ومتميزة، والتعامل مع مختلف المعوقات التي يمكن أن تؤثر على طبيعة العمل ومنظومته بين العاملين في المؤسسات.
ودائماً ما ترتبط منهجيات إدارة الموارد البشرية بالتخطيط المستقبلي والرؤية للعمل بطريقة أوسع وعلى نطاق التنافسية الدائمة والمستمرة بين الشركات وبعضها بعضا، كما تتضمن منهجيات إدارة الموارد البشرية ضرورة توافر سياسات مدروسة للتعامل مع الموارد البشرية لا تقتصر على تطبيق اللوائح و النمطية الروتينية في التعامل مع تلك الموارد بل تتسع مهمات الموارد البشرية لتوافر المحفزات المختلفة وقياس مستويات الرضا لدى العاملين، ودراسة مسببات أهم المشكلات التي تعترض تلك الموارد والعمل على حلها بما لا يتعارض مع القوانين المنظمة للعمل، بل بالشكل الذي يسهم في زيادة كفاءة مستوى تأدية المهمات المختلفة وفعاليتها وهو ما يحقق للشركات الاستفادة الكاملة من مواردها البشرية.
لاتوجد تعليقات