رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 15 ديسمبر، 2020 0 تعليق

منظومة الإيمان والأخلاق كفيلة بمعالجة مظاهر الفساد

 

- منظومة الإيمان الشاملة في الإسلام أوجدت مجتمعا محاطا بالضوابط الشرعية، جعلته منضبطا سياسيا وأخلاقيا واجتماعيا واقتصاديا، ولا شك أن بناء قوة المجتمع مستمدة من التشريع الإسلامي، سواء على مستوى الجماعات أم على مستوى الأفراد؛ فالكل تحكمه منظومة الأخلاق الإسلامية السامية.

- لذا حرم الإسلام مظاهر الفساد المالي، من الربا {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ..} (البقرة:276)، والاحتكار {والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة:34)، وغير ذلك، مثل: الرشوة، والسرقة، والقمار، ومنع الزكاة، وأنواع الخيانة، وكل ممارسات سيئة في المعاملات المالية.

- كذلك حارب الإسلام الإسراف والتبذير وهدر المال العام {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (الإسراء:27)، كما نهى الشرع عن المماطلة في أداء الحقوق، بل أمر بتأديتها لأهلها {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء:58).

- كما حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغش، وتوعد فاعله، فقد مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللاً، فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» قال: «أصابته السماء يا رسول الله»، قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني» (مسلم).

- أما الفساد الإداري فقد حاربه الإسلام بأنواعه، {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}(الأعراف:56). وقد اسْتَعْمَلَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا.. علَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: «هذا لَكُمْ، وَهذا لِي، أُهْدِيَ لِي»، فَقَامَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.. وَقالَ: «ما بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فيَقولُ: هذا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي، أَفلا قَعَدَ في بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ في بَيْتِ أُمِّهِ، حتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إلَيْهِ أَمْ لَا؟» فحذر من عاقبة هذا الفعل يوم القيامة.(مسلم).

- وأوجد الإسلام الأدوات الرقابية الكافية لمتابعة الفساد ومحاسبة المفسدين في المجتمع، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104). وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (مسلم).

- ووضع الحدود الشرعية سياجا أمنيا للمجتمع، وجعل سلطة الحاكم الشرعي نافذة؛ ليأمن الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 179).

- كما رسخ مبدأ الرقابة الذاتية لبناء الشخصية الإيمانية وتعزيزها، من خلال المحاسبة المستمرة للنفس {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1)؛ وتأكيدا لوجود النفس اللوامة التي تفتأ تلوم صاحبها على ما يبدر منه من سوء أو تقصير في البذل؛ لذا كانت أولى خطوات معالجة الإسلام لمظاهر الفساد تكمن في العودة إلى الدين، والتمسك الحقيقي بتعاليمه وشرائعه، ولا شك أن اختيار الكفء (القوي الأمين) في المراكز القيادية كفيل بتحقيق الإنجاز والتنمية، وكذلك فإن تفعيل الأجهزة الرقابية يَحُدُّ من الممارسات غير المسؤولة.

14/12/2020م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك