
مليون و250 ألف متابع و700 مقال و 10 كتب – مؤسس واعي لـ«الفرقان»: نحن أول فريق عربي متخصص في نشر العفة ومحاربة الرذيلة
(واعي) فريق تطوعي حمل على عاتقه رسالة قوية وواضحة، لمواجهة إدمان الإباحية، عبر تقديمها بوصفها قضية صحة وسلامة عامة، فضلا عن كونها معصية دينية ومشكلة أخلاقية، وبوصفها منظمة ليست هادفة للربح، تمكن الفريق من أن يصل إلى عشرات الآلاف من المراهقين وغير المراهقين، وأوصل رسالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تمكن من حشد متابعة ضخمة أنشأت حركة اجتماعية قوية على الإنترنت، ورؤيته إنشاء مجتمع خالٍ من الإباحية، ورسالته تعزيز المسؤولية الفردية والمجتمعية والحكومية للحد من استخدام الإباحية؛ وذلك عن طريق التوعية، ومساعدة مستخدميها على التعافي، وعلى هامش زيارة رئيس الفريق د. محمد عبد الجواد لجمعية إحياء التراث الإسلامي كان (للفرقان) معه هذا الحوار.
- كيف بدأت فكرة (واعي)؟ وما الدوافع التي جعلتكم تنطلقون بهذه الرسالة؟
- بدأنا برغبة بسيطة في إحداث تأثير في العالم العربي باستخدام العلم والحقائق للمساعدة في نشر رسالتنا عن الآثار الضارة للإباحية، ومساعدة من يعانيها على التعافي، ونحن مجموعة من الشباب المُبْتَكِر والشغوف بحل المشكلات، نرغب في إحداث فارق في عالمنا العربي، ومهمتنا زيادة الوعي بالآثار الضارة للإباحية عن طريق وسائل إبداعية مختلفة.
- ما المهمة الرئيسة للفريق؟
- مهمتنا الأساسية أن نحارب ذلك المخدر الجديد، وأن نوفر للأفراد فرصة كي يتخذوا قرارًا مهمًا بشأن مواجهة الإباحية؛ وذلك برفع الوعي بأضرارها وباستخدام العلم والحقائق.
- لماذا هذه القضية بالذات كانت محور اهتمامكم؟
- منذ فترة ليست بالبعيدة علمنا كيف تؤثر الإباحية على الدماغ، وكنا مصدومين إزاءَ ذلك، بعد دراسة أخرى وجدنا أن الإباحية لا تؤثر سلبيًا فقط على الأفراد، وإنما تؤثر أيضًا على العلاقات الاجتماعية المختلفة، وتمّزق الأُسر، البحوث العلمية كانت واضحةً تمامًا بأن الإباحية لها آثار عصبية سلبية، وتدمّر العلاقات وتؤثر سلبيًا على مجتمعنا بالكامل.
والأهم من كل ذلك أننا لم نصدق أن كل هذا يحدث ولا أحد يتحدث عنه، فسرعان ما أصبحنا شغوفين بأن نوجّه العالم العربي أجمع -خصوصًا المراهقين- بهذه الأخطار، وأن نرفع الوعي لهذه القضية.
- متى بدأ العمل في فريق (واعي)؟
- بدأ مشروعنا بافتتاح الموقع الرسمي لنا موقع علاج إدمان الإباحية www.antiporngroup.comفي أغسطس من عام 2014م، وقدمنا من خلاله مئات المقالات المترجمة وغير المترجمة، فضلا عن مختلف أنواع (الميديا) المتخصصة جدًا في علاج مختلف القضايا المتعلقة بمشكلة إدمان الإباحية بطريقة علمية، هذه المواد تحوي تجارب غربية وعربية، وتقدم محتوى حصريا وأدوات حقيقية، ولأول مرة في عالمنا العربي، ثم توالى افتتاح الصفحات مثل صفحة (واعي)، وصفحة علاج إدمان الإباحية على (الفيس بوك)؛ حيث يمكن لأي شخص التواصل معنا من خلالهما، فضلا عن الحسابات الأخرى على مختلف مواقع التواصل الاجتماعية.
- ما أهم إنجازات الفريق؟
- استطعنا بفضل الله من خلالها ومن خلال موقعنا نشر الوعي بخطر الإباحية على الدماغ والعلاقات والمجتمع، ونشر ثقافة التعافي من إدمان الإباحية بين الرجال والنساء على حد سواء، وتعليم الآباء والأمهات كيفية حماية أولادهم من خطر الإباحية، وطريقة التحدث إليهم حول تلك المشكلة، فضلا عن كيفية تعامل الزوجة مع زوجها إذا اكتشفت أنه مدمن على المواد الإباحية؛ فكان التفاعل مع استمرار العمل وعلى مدى أكثر من عامين كبير جدا مقارنة بالبداية؛ حيث كان الخوف والخجل يمنعان الكثير من المشاركة والتفاعل.
استطعنا تشكيل فريق خارج العالم العربي تحت اسم (aware) مقره أستراليا، وقمنا بعقد ندوات عدة في استراليا بجامعة غرب (سيدني) وجامعة (موردوك) وخارج استراليا في الفلبين وأندونيسيا وسريلانكا ليكون فريق (واعي) هو الفريق الوحيد في العالم الذي له نشاط في هذا المجال خارج العالم العربي وداخله.
أول جيل عربي
ونحن -بفضل الله- نعد أول جيل عربي يواجه قضية الإباحية بهذه الكثافة وهذا المعدل، ونحن أيضًا أول جيل لديه معرفة علمية مبنية على الحقائق بالأضرار التي يمكن أن تسببها الإباحية، وبهذه المعرفة كان اهتمامنا أن نشارك الناس هذه المعلومات، ونعرّفهم بأن الإباحية تؤذي الدماغ، وتهدم العلاقات، وتؤثر على المجتمع بالكامل، وفريقنا لا يستخدم شيئاً سوى العلم والحقائق لتخرج هذه القضية للنور وتجعل الناس يتحدثون عنها بعد أن كانت تُعْد أمرًا محظورًا.
قرار الإقلاع
كما أننا من خلال عملنا، استطعنا أن نمكن المراهقين من اتخاذ قرار الإقلاع عن هذا المرض، وقمنا أيضًا بتوفير مكان يلجأ إليه من يعانون من إدمان الإباحية للمساعدة حتى لا يعانون وحدهم في صمت بسبب خجلهم وإحراجهم من المواجهة وطلب المساعدة؛ فافتتحنا مجموعتين للتعافي على التليجرام الأول للشباب، ويحوي الآن قرابة الألفين ممن يتعافون إدمان الإباحية، وآخر للفتيات به أيضا ما يقارب الثلاثمائة، وأصبح لدينا الآن تجارب وقصص نجاح عظيمة في وطننا العربي تحكي كفاح المتعافين من هذا المرض ننشرها تباعا على مواقع التواصل في سباق شبه يومي.
- ما مرتكزات خطة عمل فريق (واعي)؟
- خطة العمل لها ثلاثة محاور رئيسة هي: الحد من استخدام الإباحية بين الشباب والكبار، والحماية من التعرض للإباحية، ولاسيما الأطفال، وتعزيز الإقلاع عن الإباحية بين المستخدمين.
وننطلق لتحقيق هذه الخطة من أهداف محددة وهي:
- زيادة الوعي بالآثار الضارة للإباحية وعواقب استخدامها.
- حث الحكومات على تطبيق سياسة حجب المواقع الإباحية لحماية قيم الأسرة، وحماية الأطفال من التعرض المبكر للإباحية.
- حث الحكومات على وضع سياسات وبرامج لمكافحة الإباحية في المدارس.
- الحد من إمكانية وصول صغار السن إلى منتجات الإباحية.
- تعزيز الإقلاع عن الإباحية بين المستخدمين.
- تصميم برامج وأدوات مساعدة للإقلاع عن الإباحية
- ما إنجازاتكم على أرض الواقع؟
- استطعنا بفضل الله تحقيق العديد من الإنجازات على أرض الواقع ومن هذه الإنجازات ما يلي:
- تكوين الفريق العربي الوحيد المتخصص بصورة علمية في مجال علاج إدمان الإباحية.
- إنتاج وتقديم محتوى علمي متخصص في علاج إدمان الإباحية من خلال منظور شمولي متكامل، وليس من جانب واحد كما كان سائداً؛ حيث قدمنا محتويات عدة من أهمها:
- إطلاق الموقع العربي الوحيد أيضاً في تاريخ العالم العربي الذي يقدم محتوى حصريا، وأدوات حقيقية للتعافي من إدمان الإباحية: موقع علاج إدمان الإباحيةwww.antiporngroup.com
- تسجيل العديد من دورات التعافي في شكل تسجيلات صوتية، ورفعها على قناتنا على (الساوند كلاود والتليجرام).
- ترجمة مئات المقالات والدراسات المتخصصة في هذا المجال.
- طباعة ستة كتب متخصصة في مجال علاج إدمان الإباحية، والتوعية بمخاطرها ونشرها.
- مساعدة المتعافين وتقديم الدعم النفسي والاستشاري والتحفيزي من خلال صفحاتنا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وما زالت خدماتنا مجانية لكل متابعينا، وصفحتنا على (الفيس بوك) (صفحة واعي) هي صفحة مليونية يصلنا من خلالها في المتوسط 300 رسالة أسبوعيا.
- نشر ثقافة الوعي؛ حيث إن أهم ما قامت به (واعي) ليس فقط إيجاد حلول علمية وعملية لمن وقع في المشكلة، ولكن أيضا لفت الأنظار لأهمية ودور التوعية -ولاسيما للأطفال.
- استطعنا لأول مرة في العالم العربي التحدث عن مشكلة من أخطر المشكلات في العالم كله، وهي تعد وباءً عالميا، انتبه الغرب منذ فترة لخطورته، ولكن لم يتحدث أحد في العالم العربي عنه علميا، ولم يقدم أحد حلولاً عملية له قبلنا.
- من خلال صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي استطعنا الوصول إلى ملايين الأشخاص من العرب، وتمت توعيتهم بفكرة أن الإباحية تسبب الإدمان، وتؤثر على العلاقات والمجتمع، وتسبب الاكتئاب، والضعف الجنسي، والاستغلال الجنسي للنساء والأطفال، والشذوذ، والطلاق، والخيانة، وغيرها من المشكلات.
- قمنا بتصميم مئات التصاميم للمساهمة في التوعية بمخاطر الإباحية على الدماغ والعلاقات والمجتمع.
- أنتجنا العديد من فيديوهات (الموشن جرافيك) المتخصصة في التوعية بمخاطر الإباحية وعلاج إدمان الإباحية.
- قمنا بطباعة العديد من المطبوعات للتوعية بمخاطر الإباحية ونشرها.
- التواصل مع الآباء والأمهات والمربين وتوعيتهم بمخاطر الإباحية على الجيل الناشئ.
- عقدنا أول مؤتمر علمي في تاريخ العالم العربي في 11 أبريل 2017م، حضره نخبة من مشاهير مواقع التواصل، وأساتذة الجامعات، والصحفيين، والشخصيات العامة، وكان هذا المؤتمر افتتاحا لمبادرة الأسبوع العربي الأول، خلال الفترة من 11-17 أبريل 2017م.
- عقدنا الكثير من الفعاليات في مصر، والأردن في أماكن مختلفة، منها الجامعات ودور الأيتام.
- تم تكريمنا في يوم التطوع المصري عام 2017م.
- الإعداد لإطلاق البرنامج الأول على مستوى العالم العربي (ويب أبليكشن للتعافي)، وقد انتهينا من 60% منه، وسيتم إطلاقه في أواخر عام ٢٠١٨م -بإذن الله.
- هل جهود (واعي) كافية لحل مشكلة الإباحية في العالم العربي؟
- أضرار الإباحية تتخطى قدرة الأفراد لعلاجها وحدهم، والجهود المبذولة لمنع مشاهدة الإباحيةوإدمانها، وتعليم الأفراد والعائلات بأضرارها وتطوير برامج علاجها، يجب أن تتم بطريقة منظمة؛ بحيث تحيط بآثارها الواسعة حتى تواجه البيئة المسممة جنسيا التي تحاول الإباحية خلقها؛ فالتوعية بمخاطرها وآثارها السيئة في عالمنا العربي، أصبح واجباً على من يستطيع، بداية منا نحن وحتى كل شخص يسمع بدعوتنا.
- كيف يدمن الشخص على الإباحية ويقع في مستنقعها؟
- يبدأ هذا المرض بالفضول، ثم التلذذ بها، ثم اتخاذها ملاذا للهروب، ثم الاعتماد عليها، ثم الاستغناء بها عن الزواج، ثم ينتهي سلوكا قهريًا وسواسيًا، وأكثرهم يتعرضون لها صدفة وفي البيت!
الجمعية القومية لمنع العنف ضد الأطفال (NSPCC) قامت مؤخراً هذا العام 2016 بعمل استبيان لأكثر من ١٠٠٠ طفل أعمارهم بين١١-١٦ عام، ووجدت أنه على الأقل فإن نصف عدد الأطفال تعرضوا للإباحيات عن طريق الإنترنت، من هذه المجموعة التي تعرضت للإباحيات، تقريبًا ٩٤٪ منهم شاهدوا الإباحيات و هم بسن ١٤.
الدراسة أظهرت أيضًا أن الأطفال أكثر احتمالية؛ لأن يروا الإباحيات عن طريق الصدفة من أن يبحثوا بأنفسهم عنها، هذا يعني أن مع الكم الهائل من المواقع الإباحية الموجودة في يومنا هذا؛ ففي الحقيقة أنه من السهل لطفل أن يعثر بالصدفة على موقع إباحي، ثم بعد ذلك يبحث بنفسه عن الإباحيات، وتقريباً ٢/٣ من الأطفال يكون التعرض الأول للأباحية لهم في بيوتهم.
واستنتاجًا من تلك الدراسة؛ فإن حجب المواقع الإباحية من الحكومات في بعض البلاد مثل: السعودية، حتى وإن استطاع البعض كسر ذلك الحجب، قرار ممتاز وفعال ومفيد؛ لأنه كما رأينا أن أعلى نسبة لتعرض الأطفال للإباحية يكون عبر الصدفة ويكون بالبيت؛ فلو حجبنا المواقع الإباحية؛ فهذا سيكون تقليل كبير جدا لخطرها؛ وبهذا نثني على الدول التي اتخذت قرارها بحجب المواقع في بلادها، ونرجو أن تنتهج باقي الدول منهجها القويم هذا.
- ما طموحاتكم المستقبلية؟
- نرجو أن تكون لنا مؤسسة رسمية باسم (مؤسسة واعي)، و أن نجوب البلاد العربية، ونقدم رسالتنا في المدارس والجامعات، وأن نصل إلى مئات الآلاف المراهقين، وأن نوصل رسالتنا أيضًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة أكبر، وبمساعدة الشخصيات التي لها حضور اجتماعي قوي، وأن نتمكن من حشد متابعة ضخمة، لتشكيل حركة اجتماعية قوية على الإنترنت، وأن نقوم بمساعدة الأشخاص الذين يعانون بالفعل إدمان الإباحية عبر برنامج فريد، ونقوم بتجهيزه الآن على الأنترنت.
كذلك نرجو أن نوفر مكانًا نتمكن من خلاله من تقديم الدورات التثقيفية والتدريبية لتوعية المراهقين، ولتعلم كيفية التعامل مع مشكلة الإباحية، وأيضا توعية الآباء والأمهات بمخاطر الإباحية، وتعليمهم كيفية حماية الأبناء منها، وكيفية تحذير أولادهم منها، وطريقة التعامل مع أولادهم إذا اكتشفوا متابعتهم لها، وكذلك تقديم المشورة للمتزوجين لعبور فترة التعافي بأمان، وأن يجري ذلك من متخصصين.
لاتوجد تعليقات