رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد أبو يحيى 8 أغسطس، 2016 0 تعليق

ملحمة حلب الكبرى الثوار على تخوم الأحياء الغربية

شنت مليشيات الأسد حملات همجية على المدنيين معتمدة على غطاء جوي من سلاح العدو الروسي ضدهم حيث فُرض على المدينة حصاراً خانقاً أودى بحياة العشرات من سكانها

انتصارات الثوار المذهلة جاءت بعد تفاهم الفصائل الثورية المقاتلة في حلب وتنسيقها فيما بينها لمنع وقوع كارثة حصار حلب

 

أعلنت غرفة ُعملياتِ فتح حلب الأحد الماضي 31 يوليو عن بدء ِمعركةِ فك الحصار عن المدينة التي بدأت في مرحلتِها الأولى من محوري ساتر الصادقية وصولا لمدرسةِ الحكمة، وبحسب البيان فإن التخطيط َللمعركة بدأ منذ أن قطعَ النظام طريق (الكاستلو) الذي يعد الطريقَ الوحيد الذي يربِط مناطقَ سيطرةِ الثوار بالمدينة، ويشاركُ في المعركة العديدُ من الفصائل من ضمنهم جيش الفتح، وجبهة فتح الشام، وحركة أحرار الشام وجند الأقصى، والجيش الحر، وفتح حلب.

حملات همجية

     حملات همجية شنتها مليشيات الأسد على المدنيين في مدينة حلب معتمدة على غطاء جوي من سلاح الروسي ضدهم؛ حيث فُرض على المدينة حصاراً خانقاً أودى بحياة العشرات من المدنيين، ومع احتدام التطورات والتقدم الكبير الذي حققته مليشيات النظام في المدينة قامت غرفة عمليات فتح حلب، وجيش الفتح، وكتائب الثوار الموجودة في حلب  بالإعلان عن بدء معركة فك الحصار عن مدينة حلب عصر يوم الأحد الموافق لــ: 31 يوليو  2016؛ حيث بدأت المعركة بتمهيد مدفعي وصاروخي تمكن المجاهدون خلاله وفي وقت قصير من السيطرة على نقاط عدة وتلال كانت تحت سيطرة قوات النظام قرب المشرفة جنوب حلب، أبرزها تلة مؤتة وتلة المحبة وتلة أُحد وتلة الجمعيات ومدرسة الحكمة والتلال المحيطة بها وكتيبة الصواريخ وقرية العامرية وأجزاء واسعة من مشروع 1070 بالريف الجنوبي، ونقاط عدة في محيط بلدة السابقية، فضلا عن تدمير أكثر من 5 دبابات ورشاش 14٫5 ورشاش 23 وقاعدة (كورنيت) في كل من الآكاديمية العسكرية قرب قرية الحويز واغتنام أسلحة وآليات ثقيلة للنظام، ومقتل نحو 20 عنصراً وأسر 12 آخرين.

غارات جوية كثيفة وشرسة

     وسط غارات جوية كثيفة وشرسة لطيران الأسد وطيران العدو الروسي استهدفت بلدات عدة في ريف حلب الغربي وخطوط الاشتباكات في الجهة الغربية للمدينة، كما أن الغارات الجوية استهدفت بلدات (كفرناها) و(الأتارب) و(كفرجرم) و(قبتان الجبل) وأحياء (الراشدين) و(ريف المهندسين) ونقاط عدة أخرى، أسفرت عن وقوع بعض الجرحى وسط دعوات من الدفاع المدني للأهالي بإشعال الإطارات والحرائق بهدف إعاقة حركة الطيران في مدينة حلب وريفها، وبفضل الله وكرمه كانت المعركة موفقة في بداياتها، فقد جمعت كافة الفصائل المقاتلة تقريباً حتى المدنيين كان لهم مشاركة فيها وانتهت المرحلة الأولى التي كان مخططاً لها في وقت قصير بنجاح.

     وبدأ المجاهدون بالمرحلة الثانية من المعركة؛ حيث تمكنوا من السيطرة على قرية المشرفة الاستراتيجية الواقعة غربي المدينة وتلة المحروقات، بعد هجوم شنوه على مواقع قوات الأسد والمليشيات المساندة لها، أسفر عن مقتل حوالي 20 عنصرا من عناصر النظام، فيما هرب عشرات آخرون إلى كلية المدفعية في منطقة (الراموسة)،
وتسارعت الأحداث وازداد تقدم كتائب المجاهدين وفي كل تقدم كان هنالك خسارة كبيرة للنظام في العدة والعتاد.

المرحلة الثالثة

     ومع بداية المرحلة الثالثة  تمكن الثوار من تحرير (مناشر منيان) وأجزاء واسعة من حي (الراموسة)، وفجر الثوار نفقاً أسفل معاقل قوات النظام على جبهة حي العامرية، وسط معارك عنيفة ومستمرة على نقاط أخرى كمعمل الكرتون وكتلة الصحفيين، وقُتِل خلال المعارك العشرات من عناصر الأسد، وقام الثوار باستهداف كتيبة المدفعية في الراموسة والأكاديمية العسكرية بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة وبصواريخ الغراد وحققوا إصابات مباشرة، ودمروا سيارة عسكرية على جبهة (الراموسة)، كما دمروا قاعدة (كورنيت) على مبنى الضباط غرب حي جمعية الزهراء، وأسقطوا طائرة استطلاع في سماء المدينة، كما أنهم استهدفوا معاقل قوات النظام في قرية (الحويز) وتلَّتها بالريف الجنوبي بقذائف الهاون، وقاموا بهجومٍ مكنهم من السيطرة على القرية والتلة بشكل كامل وسط غارات مستمرة للطيران الروسي الحربي، وبفضل الله كان لنا في جبهة الأصالة والتنمية شرف المشاركة في هذه الملحمة العظيمة من بدايتها ومازلنا نبذل الغالي والنفيس في هذه المعركة لتحرير مدينة حلب -بإذن الله تعالى- من ثم سوريا كاملةً من رجس الأسد وحلفائه ونذكر خسارة كبيرة لنا استشهاد الأخ الإعلامي (فايز خليل السالم) (أبو مسلم) نحسبه والله حسيبه الذي سيكون رمزاً لثورتنا وقدوة لشبابنا وحديث كل من يتابع الأحداث في سوريا -بإذن الله- عما قريب.

تفاهم الفصائل الثورية

     ما يلفت النظر في انتصارات الثوار المذهلة بالأمس وأول أمس أنها جاءت بعد تفاهم الفصائل الثورية المقاتلة في حلب وتنسيقها فيما بينها لمنع وقوع كارثة حصار حلب، وما هي إلا ساعات قليلة حتى أكرمهم الله تعالى بهذه الانتصارات والفتوحات، فكيف سيكون الكرم الإلهي إن أخلص المجاهدون النية لله، وتركوا التعصب للرايات والفصائل، وعملوا على الوحدة الكاملة لرد الغزاة والطغاة من أرض الشام المباركة ؟!

اهتمام إعلامي

     حظيت معركة ملحمة حلب الكبرى بالتفاف كبير يليق بحجمها من قبل الجمهور العربي، وتغطية واسعة من وسائل الإعلام، وكان لها حضور كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث احتل وسم #ملحمة_حلب_الكبرى المرتبة الثانية عالمياً خلال ساعات من انطلاق المعركة، وشارك علماء ودعاة بارزون في الدعاء والتغريد والتحشيد للمعركة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك