رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 4 فبراير، 2014 0 تعليق

ملتقى (صحتك تهمنا) فكرة إبداعية وخطوة رائدة لوزارة الأوقاف الكويتية


الوزارة حريصة كل الحرص على الإبداع والتميز في كل أعمالها؛ لأن ذلك هو الأساس في تحقيق النهضة

 

 جاء الإسلام للدين وللدنيا معًا، فكما شرع نظمًا للحكم وأخرى للعلاقات الاجتماعية، وأخرى للنظم الاقتصادية، وضع منهجًا فريدًا متكاملاً لحفظ الصحة البشرية،  وهذا المنهج راعى صحة الجسم وصحة العقل وصحة السلوك الخلقي والصحة النفسية؛ حيث تعدُّ الصحَّة في الإِسلامُ نِعمةٌ كبرى يمنُّ اللهُ بها على عِبادِه، بل يَعدُّها أعظمَ نعمةً بعدَ نِعمة الإيمان؛ حيث يَقول النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : «ما أُوتيَ أحدٌ بعدَ اليَقين خَيراً من مُعافاة» (رَواه ابن ماجَة). قال الألباني: صحيح.

ولذلك، كانَ من واجِب المُسلِم أن يحافظَ على هذه النِّعمَة، ويَحذَر عليها من التَّبديل والتَّغيير بإساءَة التصرُّف، والمُحافظةُ على هذه النِّعمَة تَكون برعايةِ الصحَّة والقيام بكلِّ ما يُبقيها ويُحسِّنها؛ فكلُّ ما يقرِّره أهلُ الذِّكر من الأطبَّاء أنَّه مفيد للصحَّة يجدر بالمُسلِم أن يَعملَ به. ولذلك فليس بغريب أن تقوم وزارة الأوقاف الكويتية بعقد ملتقى يهتم بهذا الجانب؛ حيث يصب في الهدف الأسمى الذي أنشئت من أجله الوزارة، وكذلك في الرؤية التي وضعتها لنفسها وهي الريادة في العمل الإسلامي عالميًا.

وللتعرف على حقيقة الملتقى وأهدافه التقيت بداية الأستاذ أسامة الكندري مقرر الملتقى.

- وسألته عن الهدف من عقد هذا الملتقى ولاسيما أنه ليس من اختصاص الوزارة فقال مشكوراً:

- يستهدف هذا الملتقى الصحي الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت عنوان: (تهمنا.. صحتك) حرص الوزارة على تقديم الوعي الصحي لموظفيها وعائلاتهم لمعرفة المعلومات والحقائق الصحية والإحساس بالمسؤولية تجاه صحتهم، فمن المعروف أن الوقاية الصحية وسيلة مهمة للحيلولة دون الإصابة بأنواع كثيرة من الأمراض؛ فإذا كانت الوزارة تقدم الوعي الديني من خلال مساجدها والمحاضرات والندوات التي تدعو لإلقائها نخبة من المشايخ والعلماء في الكويت وخارجها، فهي أيضا تقدم الوعي الصحيح من خلال هذا الملتقى، وهناك مثل عربي يقول: (درهم وقاية خير من قنطار علاج) كما أنه عندما يستفيد موظفو الوزارة وعائلاتهم من مثل هذه الملتقيات، فهو يحافظ على صحته ومن ثم يكون قادرا على الإنتاج والعطاء للوزارة، وهذا من شأنه رفع مستوى التنمية الذي ننشده في بلدنا الكويت.

أما أنه ليس من اختصاص الوزارة؛ فالملتقى كان موجها لموظفي الوزارة وعائلاتهم وليس لكل أفراد المجتمع.

- هل لديكم معايير معينة لقياس العائد من نجاح الملتقى لتحقيق الأهداف المذكورة؟

- نعم، فقد قامت اللجنة الإعلامية للملتقى بالتعاون مع اللجنة العلمية بعمل استطلاع رأي (استبيان) حول كل ما يتعلق بالملتقى، وبعد جمع الآراء وتحليلها اتضح أن الملتقى حقق كل الأهداف التي أقيم من أجلها، وطالب الموظفون بأن تكرر الوزارة هذا الملتقى مرتين في العام، كما طالبوا بالتوسع في موضوعات الملتقى ومحاوره مستقبلاً، وهذا الاستطلاع أعطانا مؤشرا وبوصلة حددت لنا الاتجاه الصحيح في الملتقيات القادمة بإذن الله.

- هل تعتقد أن مثل هذه الملتقيات تصب في تحقيق رواية الوزارةوالتي تهدف إلى الريادة في العمل الإسلامي؟

- بالفعل الوزارة حريصة كل الحرص على الإبداع والتميز في كل أعمالها؛ لأن ذلك هو الأساس في تحقيق النهضة والرقي وبناء المسلم القوي، لا المسلم الضعيف المريض، ونستطيع القول بكل فخر: إن للوزارة باعا طويلا في الشأن الإسلامي المتنوع، ونشر المنهج الوسطي في ربوع العالم الإسلامي، كما حققت الكثير من الإنجازات في العديد من المجالات في كل قطاعاتها، وكانت النتائج ملموسة وواضحة لخدمة شرائح المجتمع الكويتي والوافدين.

- كان واضحا غياب شريحة الرجال، فهل يرجع ذلك لقصور في الجانب الإعلامي؟ أم أن طبقة النساء أكثر اهتماما بمواضيع الملتقى؟

- أولاً ليس هناك تقصير في الجانب الإعلامي، فقد قمنا بنشر إعلانات عن مواضيع الملتقى ومحاوره في كبريات الصحف اليومية الكويتية، وكانت هناك تغطيات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية على مستوى كبير طيلة مدة انعقاد الملتقى، وربما نبرهن على زيادة الحضور من الجانب النسائي، فهذا راجع إلى أن معظم مواضيع الملتقى تختص بالمرأة؛ كالسمنة، وجفاف البشرة، والإسعافات الأولية وغيرها من الموضوعات التي تهم المرأة، فجاء الحضور النسائي حضورا غير متوقع حتى إن بعضهن كن لا يجدن أماكن للجلوس، ففتحنا لهن قاعة ملحقة بقاعة المحاضرات، ولو كان هناك قصور إعلامي لما حضرت هذه الأعداد من النساء، لكن عموما الرجال ليسوا مهتمين بهذه الأمور بقدر اهتمام المرأة بها.

- هل تعتقد أن هذه التجربة جديرة بالتعميم على باقي وزارات الدولة؟ وهل تنصب في النهاية في الارتقاء والاهتمام بالموظف أم لا؟

- من خلال نجاح هذه التجربة في وزارة الأوقاف، أظن أنها تستهدف الارتقاء بالإنسان؛ لأن الاهتمام بصحة الموظف من شأنه أن يكون هذا الموظف صحيحا بدنيا، قادرا على الإنتاج وبذل الجهد في العمل، وهذا ما نريده من الموظف، أما تعميمها على باقي الوزارات، فهو راجع لظروف كل وزارة.

- ثم التقيت الدكتور حامد حنفي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر وسألته عن وجهة نظره في قدرة هذ الملتقى على الرفع من الأداء الوظيفي للموظف؟

- فقال مشكورا: لا شك هذا الملتقى سيخدم الموظف، ويعطيه فكرة كبيرة عن الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها، ولا سيما الأمراض الوظيفية وكيفية الوقاية منها، على سبيل المثال آلام أسفل الظهر، وآلام الرقبة، والسمنة، والضغط، والسكري، وزيادة الكوليسترول في الدم.

وإذا تحسنت صحة الموظف، تبعه ولا شك تحسن عطاءه وأداءه الوظيفي.

- ما المعايير التي تم البناء عليها في اختيار المحاضرين؟

- تم اختيار المحاضرين والأساتذة المحترمين كل في تخصص المحاضرة، مع مراعاة الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الموظف داخل دولة الكويت التي إن حدثت تصبح عائقا كبيرا له على مواصلة عطائه للدولة ولعمله، ويصبح عبئا ماديا وأسريا على الجميع.

- هل حققتم الأهداف التي من أجلها عقد المؤتمر؟

- الحمدلله أعتقد أننا قد حققنا الأهداف التي من أجلها عقد الملتقى، فعدد الحضور الكبير، والمشاركة الفعالة من الحضور في الأسئلة التي طرحت على الدكاترة والمحاضرين، تدل على الاستفادة والوعي لدى الحضور.

- بصفتكم أحد المتخصصين في الجانب الطبي هل أعطت الشريعة الإسلامية هذا الجانب القدر الكافي من الاهتمام؟

-  الشريعة الإسلامية أعطت المسلمين وغير المسلمين أسسا للصحة ولاسيما في مجال الأكل والشرب لأنها كلمة السر في هذا الشأن، فقد قال سبحانه وتعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}، فكلنا يعرف أن السمنة أم الأمراض ولو كافحنا السمنة فقد كافحنا معظم الأمراض، وقد قال الرسول  صلى الله عليه وسلم : «ما ملأ آدمي شرا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» رواه الترمذي وصححه الألباني.

- ما أهم النصائح التي تقدمها لقراء المجلة لينعموا بصحة جيدة؟

- النصائح التي أقدمها للقراء الكرام هي:

- الوقاية خير من العلاج.

- الوسطية في كل شيء ولا سيما في المأكل والمشرب، والرياضة، والنوم والمجهود.

- السمنة أم الأمراض، ولا تجتمع السمنة والصحة في جسد واحد.

- الكشف الدوري ولو سنويا.

- الإقلاع عن التدخين فورا؛ لأنه سبب رئيس لسرطان لجسم كله وليس الرئتين فقط.

- الإكثار من شرب الماء والسوائل.

- الحرص على ممارسة الرياضة ولو داخل المنزل، متع الله الجميع بالصحة والعافية.

ثم التقيت أحد موظفي الوزارة الذي حضر الملتقى وهو الشيخ مصطفى عبدالكريم الموذن بالوزارة وسألتة قائلاً:

- بصفتك موظفاً في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وحضرت هذا الملتقى، هل استفدت من هذا الملتقى؟

- نعم.. استفدت استفادة كبيرة، ولقد كنت في أشد الحاجة لمثل هذا الملتقى الذي جاء في وقته تماما، وسعدت بحضوري ومتابعة فعاليات هذا الملتقى من أوله إلى آخره، وموضوعات هذا الملتقى كانت مهمة للغاية يحتاجها كل موظف في وزارته أو في عمله أو في حياته اليومية؛ ليعرف ما هي الأعراض التي تحيط به ويكون على دراية تامة بهذه الأمراض، ليتجنب الإصابة بها، وإن كان مصابا بإحدى هذه الأمراض فيعرف العلاج والتعايش مع بعضها كالسكر والضغط وغيرها.

- هل تعتقد أن عقد مثل هذه الملتقيات تؤثر على أدائك الوظيفي؟ وكيف ذلك؟

- نعم، تؤثر على أدائي الوظيفي؛ لأن الإنسان أو الموظف إذا كان على دراية بالموضوعات التي تثار في هذه الملتقيات المباركة، ولاسيما هذا المؤتمر أو الملتقى الذي يحتاجه الكبير والصغير، والرجل والمرأة، الصحيح والمريض، كافة شرائح المجتمعات؛ فيكون الموظف على دراية تامة بما يحيط به؛ وبذلك يؤثر على أدائه الوظيفي ويعالج نفسه إذا كان مريضا أو يتجنب المرض بقدر الإمكان؛ وبذلك تكون النتيجة إيجابية في أدائه لعمله، وتعود عليه بالفائدة وعلى المجتمع، وكما أشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عقد مثل هذه المؤتمرات، وأنها سابقة بالخير دائما، وتحرص على كل ما ينفع الموظفين لديها وعلى رأسهم الدكتور الفاضل وكيل الوزارة عادل الفلاح، كما أشكر مجلة (الفرقان) التي لها السبق دائما والحرص على تغطية فعاليات مثل هذه المؤتمرات وغيرها

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك