رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مكة المكرمة: عبدالمنعم حامد الأمين 26 نوفمبر، 2013 0 تعليق

مكتبة الحرم المكي – أكثر من 150 ألف عنوان و6500 مخطوطة

 

يظل للكتاب مكانته المتميزة بكونه أحد القنوات المهمة للعلم والمعلومات، ولا يمكن الاستغناء عنه، ومن هذا المنطلق جاء اهتمام ولاة الأمر بإنشاء المكتبات بأنواعها، والمكتبات العامة خاصة لتكون الثقافة في متناول أفراد المجتمع، فهي ضرورة حضارية، وبانتشارها وما تتضمنه من أوعية للمعلومات ومدى الاستفادة منها وبعدد مرتاديها يقاس رقي الأمم والشعوب.

وتأتي مكتبة الحرم المكي الشريف في مقدمة المكتبات في العالم الإسلامي؛ حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عصر الخليفة المهدي العباسي عام 160هـ، كما أن موقعها في الحرم المكي الشريف أكسبها أهمية على مكانتها.

       حظيت مكتبة الحرم المكي باهتمام كبير منذ بداية العهد السعودي الزاهر؛ حيث اهتم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بهذه المكتبة وكون لجنة من العلماء لدراسة أحوالها وأطلق عليها عام 1358هـ (مكتب الحرم المكي الشريف)، وأهدى إليها -رحمه الله- مجموعة من الكتب، وحظيت برعاية وعناية الدولة وعنايتها منذ ذلك الوقت، واستمر تزويدها بالمخطوطات وما يستجد من الكتب والمراجع والأجهزة الحديثة، التي تيسر على روادها استخدام أوعيتها المتنوعة.

       وارتبطت مكتبة الحرم المكي الشريف بوجود المصاحف والكتب الشرعية، ويمكن القول: إنّ تأسيس المكتبة ارتبط عموما بمجالس الفتيا والذكر التي كان الصحابة والتابعون يعقدونها بالمسجد الحرام، ومع أن كتب التاريخ لم تذكر بالنص وجود مكتبة داخل الحرم، إلاّ أنه يستنتج وجودها فقدسية المكان كان حافزاً للخلفاء المسلمين وحكمائهم وموسريهم ومؤلفيهم على وقف مصاحف وكتب تحفظ في دواليب داخل الحرم؛ حيث إنه كانت توجد قبتان إحداهما للسقاية والأخرى للمحفوظات، سميت قبة بيت المحفوظات؛ حيث كانت تحفظ بها المصاحف وبعض الكتب الدينية.

وتحتوي مكتبة الحرم المكي الشريف على خمسة عشر قسماً وهي:

- قسم الخدمة المكتبية: يستقبل المطالعين على اختلاف مستوياتهم وجنسياتهم وأعمارهم، ويقوم بخدمتهم في سرعة استخراج المصادر والمراجع التي يحتاجونها ومساعدتهم في الوصول إلى المعلومات بتلك المصادر، ويصل عدد عناوين الكتب بالمكتبة إلى أكثر من مائة وخمسين ألف عنوان.

- قسم المخطوطات: يقوم بخدمة الباحثين والمحققين بالداخل والخارج ومساعدتهم في الوصول إلى المخطوطة التي يريدونها وتخدم مجالهم، ويبلغ عدد المخطوطات النادرة في مكتبة الحرم المكي الشريف «ستة آلاف وخمسمائة مخطوطة أصلية» وأكثر من سبعين ألف مخطوطة رقمية عن طريق التبادل، و2400 مخطوطة مصورة على الميكروفيلم.

- قسم الدوريات: يشتمل على 134 صحيفة ومجلة محلية وعربية متاحة للمطالعين والزوار والباحثين.

- القسم النسائي: يقوم بخدمة المطالعات والزائرات على فترتين صباحية ومسائية، وتقديم العون والمساعدة لهن للوصول إلى المعلومات المطلوبة من قبل الزائرات.

- قسم المكتبة الصوتية: يقوم هذا القسم بتسجيل الدروس والخطب التي تلقى في المسجد الحرام، ومن ثم تحويلها إلى (CD) ثم يتم إدخالها إلى موقع المكتبة الصوتية بالإنترنت لكي يستفيد منها الزوار للموقع.

- قسم التصوير (الميكروفيلمي): يقوم بتصوير الدوريات والمخطوطات الأصلية والمصورة التي ترد إلى المكتبة.

- قسم قراءة (الميكروفيلم): يقوم بحفظ الأفلام الخاصة بالمخطوطات والصحف القديمة، وعرضها على أجهزة القراءة الموجودة في القسم.

- قسم جناح الحرمين الشريفين ويقوم هذا القسم بعرض كل ما له علاقة بالحرمين الشريفين من صور قديمة أو حديثة وخرائط وكتب وصور مخطوطات للمطالعين والزوار.

- قسم التزويد: ويتولى مسؤولية بناء المجموعات وتنميتها وفقاً للسياسة التي وضعتها الإدارة.

- قسم الفهرسة والتصنيف: يناط به القيام بعمليات التحليل والوصف (الببليوجرافي) للكتب، وإدخال تلك المعلومات في الحاسب الآلي.

- قسم الإهداء والتبادل: ويستهدف إثراء مقتنيات المكتبة من خلال التبادل بالنسخ المكررة، وتمكين رواد المكتبة من الاستفادة من تلك النسخ التي أعدت للتبادل.

- قسم التجليد: يقوم بتجليد الكتب الجديدة وترميم الكتب القديمة وتجليدها.

- قسم الترميم والتعقيم: يعدّ أحد أهم الأقسام؛ ويتولى ترميم المخطوطات والكتب القديمة وتعقيمها.

- قسم المكتبة الإلكترونية: مهمته تمكين الرواد من الاطلاع على أمهات الكتب المحفوظة على (CD) أو تلك المخطوطات التي صورت على (CD)، وذلك بهدف مواكبة المستجدات وتقديم خدمة سريعة لهم. ويتوفر في المكتبة جناح لذوي الاحتياجات الخاصة ويهتم بالمكفوفين وذوي الإعاقات الخاصة، ويضم بعض الكتب والنشرات المطبوعة بطريقة برايل، ومجموعة من الأشرطة السمعية تربو على 2300 شريط وأكثر من 700 كتاب في مختلف الفنون.

- قسم العلاقات العامة: ويقوم باستقبال الزوار والوفود الطلابية، فضلا عن الأعمال التي تخص المكتبة.

     جدير بالذكر أن المكتبة تشهد إقبالا كبيرا من قاصدي بيت الله الحرام، ولها مرتادون من داخل المملكة وخارجها؛ حيث وصل عدد زائريها في الشهرين الأخيرين إلى ما يقارب تسعة آلاف زائر، وهي نواة لدار الحكمة في هذا البيت الحرام، تظهر جميع العلوم وما يتعلق بالعلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والكثير من المعارف، وهي مصنفة بجميع صنوف المعرفة، وتقدم خدمات للزائر، وتسهل له الوصول إلى المعرفة بأية وسيلة كانت، كما تقوم المكتبة بإهداء الزوار نسخا من الخطب والدروس التي تقام في المسجد الحرام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك