رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أحمد عطا عمر 17 نوفمبر، 2018 0 تعليق

مقومات الشخصية الإسلامية


للشخصية الإسلامية مقوماتها الخاصة، وأساس هذه المقومات جميعاً: العقيدة الإسلامية الصحيحة؛ لأنها القاعدة المنهجية لتكوين عقل المسلم ونفسيته وأركانه الأخرى الجسمية والأخلاقية والاجتماعية.

معالم الشخصية الإسلامية

     للشخصية الإسلامية معالمها وشخوصها التي تعرف بها، وسماتها الفارقة التي تدل عليها، منها ما بينه القرآن في قوله -تعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} إلى قوله -تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (المؤمنون: 1-9)، وقوله -تعالى-: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا...} إلى قوله -تعالى-: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} (الفرقان:63-75). ومنها ما بينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله: « المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس» (الدار قطني).

     وبالوقوف على مجمل ما في هذه النصوص وغيرها من النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة، يتبين لنا أنّ الشخصية الإسلامية شخصية سوية واعية مخلصة، ملتزمة بدين ربها، متزنة متكاملة، مجاهدة في سبيل ربها، لها ذاتيتها المستقلة التي تميزها عن غيرها، وهذا ما نلمسه بوضوح في عبادتها وعادتها ومظهرها وفي كل شأنها، وأساس ذلك كله إيمانها بعقيدتها ومبادئ دينها الحنيف وأساسه إيمانها بالله -تعالى- وحده عماد حياتها وقوام وجودها.

     والإسلام معناه: الخضوع والاستسلام لحكم الله -تعالى- في كل أمر، مصداقاً لقوله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)} (الأنعام).

     وهذا لا يعني بحال أنّ الشخصية الإسلامية شخصية معصومة من الأخطاء والمعاصي! لا، بل هي شخصية بشرية تخطئ وتصيب، مصداقا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» (الترمذي وابن ماجه). وإنما العصمة للأنبياء وحدهم.

     وإن من أبرز ما يميز الشخصية المسلمة إيمانها العميق بالله -تعالى- رباً، ويقينها بأنّ ما يجري في هذا الكون من حوادث، وما يترتب عليها من مصائر إنما هو بقضاء ربها وقدره، وأنّ ما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها، وما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يسعى في طريق الخير، ويأخذ بأسباب العمل الصالح في دينه ودنياه، متوكلاً على الله، مسلماً أوامره لله، موقنا أنه فقير دوماً لعونه وتأييده وتسديده ورضاه.والشخصية المسلمة بحكم كونها مسؤولة وصاحبة رسالة سامية في الحياة، وجب عليها أن تكون شخصية اجتماعية فعالة مؤثرة، تخالط الناس وتصبر على أذاهم، وتعاملهم بخلق الإسلام الرفيع الذي يميزها عن غيرها من البشر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك