رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 9 أبريل، 2013 0 تعليق

مقاييس العطاء

 

أستغرب من بعض المقالات التي يذكر أصحابها أن دول الخليج قبضت يدها عن مصر؛ ولذلك توجهت إلى إيران لتسد النقص!

المقاييس التي يقيس بها العادل المنصف هي:

- كم أعطت دول الخليج في السابق الشعب المصري؟ وهذه ليست منّة، بل الواجب عليهم دعم إخوانهم في كل مكان ليكون الاستقرار والأمن.

- كم جلبت من عمالة مصرية والتي تعد هي الأولى في العمالة الوافدة، وماذا سيكون حالهم لو كانوا في مصر؟

- كم عدد الطلاب الخليجيين الذين يدرسون في مصر وكم يستهلك هؤلاء؟

- كم حجم التجارة القائمة بين مصر والكويت وارتفاع مؤشر الصادرات المصرية؟

- كم عدد الاستثمارات (أي الأموال الخليجية) في البنوك المصرية وبالعملة الأجنبية؟

- كم عدد السياح إلى مصر من دول الخليج؟

- كم مشروعا خيريا أقامته الجمعيات الخيرية؟ وكم تكفل من أيتام وأرامل ومساجد ومدارس وطباعة كتب وكسوة الصيف والشتاء وحجاب المرأة المسلمة؟ وكم هي مشاريع الأوقاف (وقف مزرعة وعمارة وإيواء للأيتام وغيرهم)؟

- كم أعطوا لمصر منذ أن تولى الرئيس محمد مرسي سدة الحكم؟ ما يعادل 3 مليارات دولار، هذا ما نشرته الصحف المحلية وأكدته الصحف المصرية الرسمية.

- كم قناة إعلامية خليجية تبث من مصر؟

- كم أقاموا مؤتمرات وأسواقا خيرية؟

- كم رحلة طيران بين البلدين؟ وهل تم قطع العلاقات أو سحبوا جامعة الدول العربية؟!

دول الخليج أقامت مشاريع كبيرة وضخمة وبنت مدنا سكنية يشهد بها القاصي والداني وينتفع منها العشرات حتى الآن.

     دول الخليج تناست موقف جماعة الإخوان من احتلال المجرم البائد صدام للكويت حتى إن الإخوان في دولها قطعوا -كما صرحوا- علاقتهم معها.. وكم أساءوا في كتاباتهم ضدها، ومع ذلك شطبت كل ذلك من الذاكرة لأنها تريد العزة والرفعة والاستقرار لمصر الغالية وتترفع عمن أساء إليها وتتعامل بالعفو والصفح الجميل.

      دول الخليج لم ولن تتوقف في أي محنة تتعرض لها الشعوب الإسلامية عن المساعدات فهاهي تنفق إنفاق من لا يخشى الفاقة مع الشعب السوري وقبله الشعب العراقي وقبلهما مع الشعب الصومالي واليمني، وأمامي الآن أرقام فلكية لما تدفعه دول الخليج في السنة الواحدة إلى الدول العربية والإسلامية من خلال مشاريع تقدم -بدون أرباح- لبناء البنية التحتية، وعن طريق صندوق التنمية وعن طريق البنك الإسلامي، وعن طريق صناديق دولية للإشراف على التعليم والصحة والتوظيف والسكن للشعب الفلسطيني.

فهناك التزامات كبيرة وضخمة تقدمها دول الخليج دون فرض سياسة معينة أو لائحة طلبات أو ضغوط بفعل شيء أو ترك شيء.. ولكن تريد أن ترى أعمالا لا أقوالا.

     وقد أعطت دول الخليج، مساعدات للسودان، ولكن وجدت أن هناك حلقات مفرغة، ولا تصل إلى المشروع مباشرة بل تبدد ولذلك طلبت منهم أن تقام المشاريع عن طريق شركات خليجية وتم الرفض ومع ذلك مدت يد العون في النوازل كالجفاف والفيضانات والأمراض والحروب والكوارث التي ألمت بدول عديدة.

     فالإساءة إلى دول الخليج تدل على أن هناك قلوبا مريضة تبرر الأخطاء المتعمدة التي تقع من فئة معينة وتبرر رجوع العلاقة مع إيران التي أثبت التاريخ أنها لا تقدم شيئا بدون أوامر وتدخل سافر في شؤون البلاد وتمرست على هذا الشيء، فالناظر إلى سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن ودول أخرى يجد أنها تسعى لتنفيذ مخططات لا تعود بالخير على استقرار وأمن البلدان، والتاريخ خير شاهد على ذلك.

فلذلك حذرنا ونحذر من هذا التقارب وهناك سنة أولى سياسة وأربعون سنة سياسة، والاختلاف أكبر مما تتصوره القيادة هناك لأنهم يعملون بدهاء ومكر وتقيّة!

     أسأل الله عز وجل أن تعيش دولنا الإسلامية الاستقرار والأمن، ويقطع دابر الوشاية ويرد كيد الأعداء في نحورهم ويصلح ذات بين المسلمين ويعزز قوتهم؛ ليقوموا بحقوق شعوبهم وأداء العدل والحق والإسلام بشكل سليم.. والحمدلله رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك