مفتي القدس الشيخ محمد حسين: نتنياهو يسعى لإسكاتي عن مخطط تهويد القدس
قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين إنه وكل الشخصيات والرموز الفلسطينية في القدس يتعرضون للتهديد اليومي بسبب إلقائهم الضوء على المخطط الإسرائيلي لتهويد المدينة المقدسة.
وأضاف الشيخ محمد حسين رداً على اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي له بالتحريض على قتل اليهود وذلك في حديث صحفي مع جريدة «الوطن» الكويتية، أنه لم يحرض على قتل أحد: «ولكنه قرأ بعض الأحاديث والآيات القرآنية التي تتحدث عن علامات الساعة واليوم الآخر، وموقف الإسلام من اليهود».
وأكد أن معظم ما نسبه إليه نتنياهو كذب وافتراء وتم إخراجه عن سياقه، مشيراً إلى أنه يمتنع حتى عن الرد على حاخامات اليهود الذين يصفون الشعب الفلسطيني بالأفاعي والثعالب والخنازير، وفيما يلي نص الحوار:
- نتنياهو يتهمك بالتحريض على قتل اليهود، فما قولك؟
- لم يصلني أي إخطار رسمي من سلطة الاحتلال الإسرائيلية وكل ما تردد بهذا الصدد هو ما تناقلته وسائل الإعلام، ومعظم ما قاله نتنياهو وغيره عن تحريضي على قتل اليهود منسوب إليّ زوراً ولم أقله ولم أخطب به.
- ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي إنك خطبت بأحاديث نبوية تدعو إلى قتل اليهود؟
- هناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية تذكر علامات قيام الساعة وتفاصيل لما سيحدث في اليوم الآخر، وأنا بوصفي داعية مطالب بأن أذكر هذه الآيات والأحاديث فهل أتجاهل نصوص ديني التي تأتي بصيغة الخبر وليس التحريض والدعوة إلى قتل اليهود الآن، هم أخرجوا ما قلت عن سياقه، فقد ذكرت الحديث النبوي الذي يقول: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فيختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر فينادي الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا شجر الغرقد»، ولذلك ليس عجيبا أن تروا الغرقد يحيط بالمستوطنات ويحيط بالمستعمرات.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول إن ما قلته جريمة خطيرة للغاية يتعين على كل الدول أن تندد بها.. وهو يتوعدك؟
- لقد نقلوا عني أنني وصفت بني اسرائيل بالقردة والخنازير وأوصاف أخرى وهذا لم يصدر مني على الإطلاق.
- الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الخاصة باليهود تتلى ويخطب بها الدعاة منذ مئات السنين فلماذا يتهمونك الآن؟
- هناك حملة تحريضية ضد القدس ومواطنيها وأبناء الشعب الفلسطيني.. وهذه الاتهامات تأتي في هذا السياق.
- وماذا ستفعل في مواجهة هذه الحملة؟
- نحن لا نقول إلا الحقيقة، كنا نُسأل حينما ينعتنا بعض الحاخامات اليهود ويقولون إن الشعب الفلسطيني أفاع وعقارب، فكنا نمتنع عن الرد بالمثل ونقول لا نصف الإنسان بمثل هذه الصفات، فلو سبوا نبينا فلا يمكننا كذلك أن نسب نبيهم ؛لأن ذلك يخرجنا من الدين الإسلامي.
- ما الهدف من الحملة ضدك: هل هي لتهيئة الأجواء لاستبعادك من القدس؟
- نحن في هذه البلاد ونقيم فيها منذ الأزل، لكننا ككل أبناء الشعب الفلسطيني نتعرض لمضايقات واعتداءات وملاحقات في كل يوم وكل ساعة من الاحتلال الإسرائيلي، فنحن نعيش في أرضنا وفي مدينتنا وهكذا قدرنا أن نكون في هذه الديار وفي هذه التحديات.
- هل تفكر في الابتعاد ولو لفترة عن القدس؟
- أنا ابن القدس وأعيش فيها ولن أتركها مهما حدث.. إلا إلى الدار الآخرة، وسنبقى مرابطين في هذه المدينة.
وسنعمل على توضيح الصورة والموقف الإسلامي فإذا قبل الطرف الآخر هذا التوضيح فأهلاً وسهلاً وإذا لم يقبل فهذا شأنه، فنحن نتكلم بما يرضي الله سبحانه.
- كيف تتناول في خطبك موقف الإسلام من اليهود؟
- موقف الإسلام من اليهود ومن أهل الكتاب مسجل في آيات القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي التطبيق العملي على امتداد التاريخ الإسلامي، ونحن نوضحه ونبين سماحة الإسلام مع أهل الكتاب وتودده إليهم.
- هل تعتقد أن الحملة على الرموز الإسلامية في المدينة المقدسة تأتي ضمن المخطط الإسرائيلي لتهويد القدس؟
- بالتأكيد، فعندما نستصرخ المسلمين لإنقاذ القدس من حملة التهويد التي تريد أن تبتلعها فلابد للإسرائيليين من أن يبحثوا عن طريقة لإسكاتنا، وبالتالي فهم يرصدون الخطب التي ألقيها ويعدونها تحريضاً على قتلهم، هم يقتلون الفلسطينيين ويصادرون المنازل في القدس ويهدمونها بشكل واضح يراه كل الناس، لكنهم يترصدوننا عندما ننبه لذلك حتى يجدوا مبرراً للهجوم علينا، ومن ثم محاولة إسكاتنا عن طريق تضخيم ذلك والزعم بأنه تحريض على قتل اليهود، فالقدس تتعرض لحملة تهويد كبيرة ونأمل أن تدرك الأمة الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي بأنه لابد من التدخل الفوري لانقاذ المدينة المقدسة وإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني.
- ماذا لو اعتقلوك أو استبعدوك من القدس؟
- أنا موجود في مدينتي وحتى الآن لم يسألني أحد من سلطة الاحتلال، وقد أوضحنا موقفنا في وسائل الإعلام ونأمل في أن يكون هذا التوضيح قد وصل إلى الجهات التي يعنيها.
- ألا تخشى على نفسك من القتل على يد متطرفين إسرائيليين؟
- الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يحيينا ما كانت الحياة خيراً لنا.. عموماً فالمستوطنون يحرقون المساجد وأشجار الزيتون ويقتلون الفلسطينيين فيما أسموه حملة «دفع الثمن» ويهددون شعبنا يومياً ولاتتوقف سلطة الاحتلال هؤلاء المستوطنين.
- هل تعرضت للتهديد بشكل مباشر؟
- الشعب الفلسطيني كله مهدد، وهناك تهديد يومي للشخصيات والرموز الفلسطينية في مدينة القدس لإخافتهم ودفعهم إلى الخروج من المدينة، وهذا لم ولن يحدث.
لاتوجد تعليقات