رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 16 أغسطس، 2016 0 تعليق

مفاوضات السلام اليمنية تدفع نحو دولة شرعية انقلابية- هل يعيد التحالف العربي ميزان القوى لصالحه على الأرض؟

عسيري: قيادة التحالف تحكم على أفعال الحويثيين  وقوات الرئيس اليمني المخلوع صالح في اليمن لا على أقوالهم

المرهبي: قوات الجيش الوطني وبمساندة قوات التحالف العربي تواصل التقدم نحو مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء

ولد الشيخ: مشاورات السلام اليمنية التي استضافتها دولة الكويت خلال الشهور السابقة لم تفشل، والحل العسكري لن يكون ممكنا في اليمن، وأنه لا بديل عن الحل السياسي

المشاورات تطرقت إلى مواضيع حساسة كالانسحابات العسكرية والترتيبات الأمنية وتسليم السلاح وسبل تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد

العمراني: يحذر من مغبة الدخول في مرحلة جديدة من حالة اللاحرب واللاسلم. وعدم الاستقرار طالما بقي من عبث باليمن لعقود، وبدل التداول السلمي للسلطة يكون هناك تداول سلمي للفساد.

تشكيل المجلس المشترك انتحار سياسيا، ومجازفة خطيرة تعزز الغطرسة الحوثية من خلال رفض كل المبادرات المحلية والقومية والدولية. وتأكيد مبدأ( أحكمكم أو أقتلكم)!

يستهدف المجلس المشترك إلى شرعنة الانقلاب، و إنقاذ مشروع الهيمنة على الدولة من خلال 3 شروط أن يكون نائب الرئيس منهم،  وأن يكون لهم 10 آلاف جندي في الجيش ومثلهم في القوى الأمنية!

 

عادت الانفجارات العنيفة تهز أرجاء اليمن، وكثف التحالف غاراته الجوية شمال صنعاء وشرقها، وأطلق الجيش الوطني عمليته العسكرية تحت عنوان: (التحرير موعدنا)، وتقدم بمساندة قوات التحالف العربي نحو مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء. ومع أصداء فشل المباحثات اليمنية في الكويت صرح اللواء الركن أحمد عسيري أن قيادة التحالف تحكم على أفعال الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع صالح في اليمن لا على أقوالهم.  ومع وعود بالعودة إلى الكويت رأي عد المبعوث الأممي مشاورات السلام اليمنية أنها لم تفشل، مؤكدا على المرجعيات الثلاث لحل الأزمة.

     وفي رد على تشكيل المجلس الأعلى لإدارة شؤون اليمن من قبل الانقلابيين عد مراقبون هذه الخطوة بمثابة رصاصة الرحمة التي أطلقت على مفاوضات الكويت، وردت الحكومة الشرعية بقوة في حين تحركت المقاومة والجيش الوطني على الأرض عسكريا.

مجلس باطل

     وتعليقًا على المجلس الذي أعلن عنه أكد عبدالملك المخلافي، وزير الخارجية اليمني، أن المجلس السياسي الذي شكله الحوثيون وميليشيات صـالـح، باطل دستوريا، داعيا الشعب اليمني بكل قواه إلى رفض هذه الإجراءات، وقال المخلافي في مؤتمر صحفي عقد في الرياض: إن السلطة الشرعية اليمنية ستبذل كل جهد للحفاظ على الشرعية وفي مقدمتها مجلس النواب اليمني، مطالبا أعضاء مجلس النواب برفض شرعنة الانقلاب، والتصدي لهذه الإجراءات، وأوضح أن تشكيل المجلس السياسي بمثابة إعلان حرب جديدة من جانب المتمردين.

انفجارات عنيفة

     عادت الانفجارات العنيفة لتهز أرجاء اليمن (الثلاثاء 9 أغسطس)،  وبالتحديد في شمال العاصمة اليمنية صنعاء جراء سلسلة غارات جوية تشنها مقاتلات التحالف العربي منذ الاثنين على مواقع للحوثيين. وتستهدف هذه الغارات معسكر الحرس الجمهوري في مديرية أرحب ومواقع أخرى للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مديرية بني حشيش.

تكثييف الغارات

     كثف التحالف غاراته الجوية شمال صنعاء وشرقها، منذ (الاثنين: 8/8/2016)؛ حيث شنت مقاتلاته أكثر من 30 غارة جوية على مواقع متفرقة يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح في مديريات أرحب وبني حشيش ونهم التابعة لمحافظة صنعاء. ويأتي ذلك وسط استمرار المعارك بطريقة عنيفة بين مسلحي الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الموالية لهادي مدعومة بقوات التحالف من جهة ثانية، في مديرية نهم (40) كم شرق صنعاء.

التحرير موعدنا

     وكان الجيش الوطني قد أعلن (السبت: 6/8/2016) انطلاق عملية عسكرية أسماها (التحرير موعدنا)، بهدف تحرير مديرية نهم، ومن ثم التقدم حتى السيطرة على العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح منذ سبتمبر عام 2014. في غضون ذلك، سقط عشرات القتلى والجرحى من المليشيات في غارات جوية استهدفت مبنى الأمن السياسي وموقعا للدفاع الجوي قرب ميناء الحديدة.

ميناء الحديدة

     واستهدف طيران التحالف البوابة الشرقية لميناء الحديدة والدفاع الجوي بـ5 غارات، وغارة على مبنى الأمن السياسي؛ مما أدى إلى اندلاع حرائق وجرح العشرات من الجنود والسجناء، فيما تم إغلاق شارع الستين بالكامل وسمع تبادل إطلاق نار حول المبنى، وفر العشرات من المحتجزين من السجن فيما أطلق جنود الأمن السياسي والحوثيون النار في محاولة لمنعهم من الفرار.

مطار تعز

     وفي تعز، شنت طائرات التحالف 3 غارت على مطار تعز الدولي وأكثر من 7 غارات أخرى على معسكر العمري، في مديرية (ذوباب) غرب تعز على ساحل البحر الأحمر، واستهدفت 6 غارات معسكر اللواء 22 حرس جمهوري، شرق المحافظة بينما شن التحالف غارات أخرى على (جبل النار) بين مدينة المخا والمدينة. كما استهدف القصف مركز مديرية موزع، واستهدف طيران التحالف مقر اللواء (310) الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ يوليو من العام قبل الماضي والواقع جنوب مدينة عمران شمال اليمن بـ4 غارات. وشنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية غارتين على معسكر القوات الخاصة والأمن المركزي المجاور لمعسكر اللواء ( 310 ) في المدينة.

تحرير صنعاء

     على صعيد متصل أكد المتحدث الرسمي لمحافظة صنعاء عبد اللطيف المرهبي أن قوات الجيش الوطني وبمساندة قوات التحالف العربي تواصل التقدم نحو مواقع سيطرة الحوثيين وصالح في اتجاهات متعددة في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء منذ (الأحد: 7/8/2016).

     وأشار المرهبي إلى أن الحديث عن عملية شاملة لتحرير صنعاء سابق لأوانه، وأن ما يدور حاليا على أرض الميدان هو معارك مباشرة في الإطار الجغرافي لمديرية (نهم) التي قاربت على الخروج من قبضة الحوثيين. (روسيا اليوم 9/8/2016)

أفعال الحوثيين

      من جهة أخرى صرح اللواء الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف العربي(6/8/2016) لقناة الجزيرة القطرية : إن قيادة التحالف تحكم على أفعال الحوثيين  وقوات الرئيس اليمني المخلوع صالح في اليمن لا على أقوالهم، مشيرا إلى أنه لمس نوعا من المجاملة من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للطرف المعطل لمشاورات الكويت.

الطرف المعطل

     وذكر اللواء الركن عسيري في مقابلة مع قناة الجزيرة أن أفعال (الانقلابيين) تؤشر على أنهم الطرف المعطل للمشاورات؛ إذ لم يقدموا على مدار ثلاثة أشهر -هي عمر المشاورات- أي نقطة إيجابية تؤدي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، في حين تجاوبت الحكومة الشرعية مع جميع ما طرحه المبعوث الأممي. وجاء تصريح عسيري بعد أن أعلن ولد الشيخ أحمد (السبت:6/8/2016) انتهاء محادثات الكويت، متعهدا باستئنافها في غضون شهر في مكان يحدد لاحقا، وقال في مؤتمر صحفي إن المعضلة الكبرى التي واجهتها المشاورات اليمنية في الكويت هي انعدام الثقة بين الأطراف المشاركة فيها.

لا نتيجة نهائية

     وقال عسيري إن المبعوث الدولي لم يذكر نتيجة نهائية لمفاوضات الكويت، وإن الحكومة الشرعية هي المخولة باتخاذ القرار المناسب بشأنها، مضيفا أن حكمها على المفاوضات يبقى أدق من غيرها من الأطراف الأخرى.

إعادة الأمل

     وحول تأثير فشل محادثات الكويت على خيارات التحالف، شدد عسيري على أن التحالف ما يزال في إطار عملية إعادة الأمل في اليمن، التي تتجلى في ثلاثة جوانب متزامنة: عسكرية وسياسية وإنسانية، وأضاف أن الجانب العسكري توقف في الفترة الماضية استجابة للهدنة المطلوبة من المجتمع الدولي مقابل تزايد نشاط الجانب السياسي.

ضبط النفس

     وأضاف عسيري: أن قيادة التحالف حرصت في فترة المفاوضات على ضبط النفس وعدم الرد، إلا في حال الدفاع عن النفس والتصدي لخروقات مليشيا الحوثي، ولكن التحالف ملتزم بدعم الشرعية عبر تقديم الإسناد الجوي لفرض سلطة الدولة والدفاع عن أمن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية وسلامتها.

العودة إلى المشاورات

     في حين قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد (8 اغسطس 2016 –الجزيرة) خلال مؤتمر صحفي عقد في جدة: إن الفترة القادمة ستخصص لمتابعة الاتصالات مع أطراف الأزمة اليمنية وقياداتها من أجل العودة من جديد إلى طاولة المشاورات لوضع اتفاق نهائي للسلام في اليمن.

المشاورات لم تفشل

     وعد ولد الشيخ أن مشاورات السلام اليمنية التي استضافتها دولة الكويت خلال الشهور السابقة لم تفشل، ورأى أنها حققت تقدما في العديد من النقاط، مؤكدا سعيه لأن تكون هذه المشاورات الطريق لحل الأزمة اليمنية. وقال ولد الشيخ: إن المشاورات تطرقت إلى مواضيع حساسة كالانسحابات العسكرية والترتيبات الأمنية وتسليم السلاح وسبل تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، معتبرا أن الحل العسكري لن يكون ممكنا في اليمن، وأنه لا بديل عن الحل السياسي.

المرجعيات الثلاث

     ولفت إلى أن المجتمع الدولي لديه قرار واضح لإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المرجعيات الثلاث لحلها والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وأشار المبعوث الأممي إلى أن جميع الأطراف اليمنية أكدت التزامها بالمرجعيات المعتمدة لحل الأزمة.

مجلس رئاسي جديد

     دخلت الأزمة السياسية اليمنية في دائرة جديدة، حين تم الإعلان عن تشكيل جماعة الحوثيين وحلفائهم من أتباع الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، مجلسًا أعلى لإدارة شؤون اليمن، وعد مراقبون هذه الخطوة تعد بمثابة رصاصة الرحمة، التي أطلقت على مفاوضات الكويت التي تراوح مكانها منذ فترة. ويستهدف المجلس إلى شرعنة الانقلاب، وأن يلبس الانقلابيون (عباءة الدولة) رغبة في انقاذ مشروع الهيمنة عليها من خلال 3 شروط أن يكون نائب الرئيس منهم، يضمن لهم التأثير السياسي، وأن يكون لهم 10 آلاف جندي في الجيش ومثلهم في القوى الأمنية!

رد فعل قوي

     وقد أثار الإعلان عن تشكيل هذا المجلس رد فعل قوي من قبل الحكومة اليمنية، فهو في نظرهم يعكس حالة من (الصلف والغطرسة)، وعدم احترام الانقلابين للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي والدول الراعية لمشاورات السلام الجارية في دولة الكويت. وقالت: إن محادثات السلام في الكويت قد انتهت. إلا أن الوفد الحكومي قبل فيما بعد بتمديد المحادثات لمدة أسبوع آخر. كما عدته الأمم المتحدة خرقا لمقترحها الأخير.

المسودة الجديدة

     وقد قدم الطرف الشرعي مسودة جديدة للأمم المتحدة، في ردة فعل على تشكيل مجلس رئاسي مشترك، وهي تنص على تسوية الخلافات عسكريا على الأرض أولا ومن ثم يتم بحث التسوية السياسية، في حين يقول الحوثيون إنهم يريدون (حلا شاملا) ويعطون الأولوية للتسوية السياسية.

كلمة المخلوع صالح

     حاول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أن يجد له دورا جديدا يعيد له أمجاده ومكانته من خلال ترؤسه اجتماع المكتب السياسي لحزبه، حيث أخذ يدافع عن المجلس الرئاسي المشترك الجديد، وأنه لسد فراغ دستوري استمر أكثر من عام، كما وأنه يلغي الإعلان الدستوري الذي أقره الحوثيون في فبراير 2015، وأنه ليس ضد مفاوضات الكويت، بل يساهم في انجاحها؛ فالمعادلة في نظره ستتغير في اليمن في ضوء الاتفاق مشيرا إلى أنه لا شرعية لهادي على الإطلاق، كما زعم صالح، وقد دعا إلى حوار مباشر مع المملكة العربية السعودية بعيدا عن جميع الاطراف.

على الأرض

     حاول الانقلابيون استغلال هدنة الكويت لكسب مزيد من التحرك والانتشار العسكري واعادة بناء القوة ظنا منهم أنهم سوف يحرزون موقعا أفضل في مفاوضات الكويت، وكان تشكيل المجلس المشترك انتحارا سياسيا بكل معنى الكلمة، ومجازفة خطيرة تعزز الغطرسة الحوثية من خلال رفض كل المبادرات المحلية والقومية والدولية. وتأكيد مبدأ (أحكمكم أو أقتلكم)! ولكن جاء الرد سريعا فقد تحركت المقاومة الشعبية والجيش الوطني باتجاه صنعاء وحققت انجازات غير مسبوقة، وانتصارات حاسمة مع تزايد الطلعات الجوية للتحالف العربي.

الثلث المعطل

     من جهة أخرى يؤكد الدبلوماسي اليمني والكاتب السياسي عبدالوهاب العمراني في مقال له نشر في (ميدل إيست أونلاين بتاريخ 9/8/2016) بعد فشل المباحثات اليمنية في الكويت إننا أمام واقع معقد وتداخلات وتناقضات محلية وإقليمية ودولية؛ حيث يصر الحوثيون وحليفهم على المحاصصة وتقاسم السلطة تحت عنوان (التوافق) وتحت مظلة طرفي الانقلاب وإشراك الشرعية بوصفها ديكورا ليس إلا، حينها تبدأ مرحلة الثلث المعطل على غرار المشهد اللبناني، كما أشار الكاتب.

تداول سلمي للفساد

     ويحذر العمراني من مغبة الدخول في مرحلة جديدة من حالة اللاحرب واللاسلم، وأن اليمن لن تنعم بالاستقرار طالما بقي من عبث باليمن لعقود، فبدل التداول السلمي للسلطة يبدو كأنه تداول سلمي للفساد، ويؤكد الكاتب على: أزلية الوجع اليمني منذ نحو قرن مضى، ونصف قرن من جمهورية العسكر وخمس سنوات من ربيعه العربي تراكمت، وتدوير الفساد لتفرزا وضعاً مأساوياً وصراعا محموما على السلطة، وتتكالب الأمم على يمن (الحكمة) كما تداعى الأكلة على قصعتها!

مشهد عبثي سريالي

     ويختم العمراني مقاله بقوله: وإجمالاً نحن أمام مشهد عبثي سريالي يُروج له ويسوغ وفق إعلام (ديماغوجي) مفضوح سيدفع اليمنيون ثمن حماقات ساسته لأجيال قادمة، وكأن قرنا من الزمن لا يكفي للبحث عن دولة مدنية يتساوى فيها اليمنيون في الحقوق والواجبات ونظام سياسي متصالح مع شعبه بالتوافق والرضا، وليس فرض أمر واقع من فوهة البندقية، نظام سياسي يتماهى مع جيرانه ومحيطه، وليس موكلاً إليه أن يحرر المنطقة وفق أجندة خارجية ليكون مجرد ورقة تفاوضية لقوى إقليمية ودولية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك