رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: علي حسين الحمدان 4 أغسطس، 2017 0 تعليق

مفاهيم في الرقابة الداخلية

 منظومة الرقابـة الداخليةللعمـل الخـيري

 منظمات الأعمال الخيرية منظمات غير هادفة للربح، تباشر مجموعة من الأنشطة المختلفة لتحقيق مقاصدها الخيرية

 

 

تطورمفهوم الرقابة الداخلية:

تطور مفهوم الرقابة الداخلية مع تطور حجم المشروعات وتطور الوظيفة الإدارية بها، ويمكن التمييز بين ثلاث مراحل مر بها مفهوم الرقابة الداخلية هي:

المرحلة الأولى:

     حيث كان الشكل السائد للمشروعات هو المشروعات الفردية، وانصب اهتمام أصحاب المشروعات على حماية عنصر النقدية؛ ومن ثم انحصر مفهوم الرقابة الداخلية في أنها مجموعة الوسائل أو المقاييس التي يستخدمها المشروع للحفاظ على النقدية من السرقة أو الاختلاس، ثم امتدت هذه الوسائل لتشمل بعض الأصول الأخرى خاصة المخزون السلعي.

المرحلة الثانية:

     حيث اتسع حجم المشروعات، وتنوعت عملياتها، وترتب على ذلك تطور مفهوم الرقابة الداخلية ليشمل مجموعة الوسائل والإجراءات التي تساعد على التأكد من دقة البيانات المحاسبية المسجلة بالدفاتر والسجلات وحجمها وخلوها من الأخطاء أو الغش فضلاً عن حماية عنصر النقدية والأصول الأخرى.

المرحلة الثالثة:

     حيث زاد الاهتمام بتحقيق كفاءة استخدام الموارد المتاحة للمنشأة، ومن ثم تطور مفهوم الرقابة الداخلية؛ بحيث يشمل أساليب الارتقاء بالكفاءة الإنتاجية بجانب الحفاظ على الأصول عموماً وضمان الدقة المحسابية لما هو مقيد بالدفاتر وشمل أيضا إدارة المخاطر والحوكمة الذي أدرج في تعريف التدقيق الداخلي الحديث وهو عنصر رئيس في الرقابة الداخلية.

تعريف شامل

     ولقد أورد المجمع الأمريكي للمحاسبين القانونيين تعريفا شاملا للرقابة الداخلية بمعناها الواسع هو: «الرقابة الداخلية التي تتضمن الخطة التنظيمية وكل ما يرتبط بها من وسائل وإجراءات مستخدمة داخل المنشأة بهدف حماية الأصول واختيار دقة البيانات المحاسبية المسجلة بالدفاتر، ودرجة الاعتماد عليها وتحقيق أكبر قدر من الكفاية الإنتاجية الممكنة، وتشجيع الالتزام بتنفيذ السياسات الإدارية المرسومة».

     وفي تعريف أخر للرقابة الداخلية هي: تلك الوسائل والإجراءات المتبعة داخل المنشأة بهدف المحافظة على الأصول والاطمئنان إلى دقة البيانات المحاسبية والإحصائية وإكتشاف الأخطاء والغش وكذلك تحقيق أكبر قدر من الكفاية الإنتاجية، وتشجيع دقة تنفيذ السياسات الإدارية في الطريق المرسوم لها.

 

ومن هذين التعريفين يمكن تقسيم الرقابة الداخلية إلى ثلاثة فروع رئيسة هي:

 1-الرقابة الداخلية الإدارية:

     تشمل الرقابة الداخلية الإدارية الخطة التنظيمية وكافة الوسائل والإجراءات التي تستهدف تحقيق أمرين:أولهما تجنب نواحي الإسراف والضياع في استخدام الموارد المتاحة بالمنشأة وبالتالي تحقيق أكبر كفاية إنتاجية ممكنة، وثانيهما ضمان تنفيذ السياسات الإدارية حسب الخطة الموضوعة مثل سياسة التمويل وسياسة الإنتاج وسياسة الشراء والتوزيع؛ لما لهذه السياسات من أثر على تحقيق أهداف المنشأة، ومن أمثلة وسائل الرقابة الداخلية الإدارية الموازنات التخطيطية، دراسة الوقت والحركة والأداء، أساليب الرقابة على جودة الإنتاج، وبرامج تدريب الموظفين والفنيين.

2-الرقابة الداخلية المالية:

      تشمل الرقابة الداخلية المالية والمحاسبية الخطة التنظيمية والوسائل والإجراءات كافة التي تستهدف اختيار دقة البيانات المحاسبية بالدفاتر والسجلات ودرجة الاعتماد عليها، وبالتالي يدخل تحت هذا الفرع الوسائل جميعها التي تؤدى إلى دقة وصحة تسجيل وتبويب وتحليل وعرض البيانات المحاسبية ومن أمثلة وسائل الرقابة الداخلية المحاسبية اتباع طريقة القيد المزدوج في إثبات العمليات بالدفاتر، استخدام حسابات المراقبة الإجمالية مثل حساب إجمالي المدينين وحساب إجمالي الدائنين، استخدام موازين المراجعة الشهرية، اتباع نظام الجرد المستمر ومطابقة أرصدة بطاقات الصنف مع ما هو موجود فعلا بالمخازن من وقت لآخر، اتباع نظام المصادقات مع المدينين والدائنين وغيرهم ووجود نظام مستندي سليم وفي وجود الأنظمة الآلية، ازداد التركيز على الرقابة المالية والمحاسبية، وتنوعت بشكل كبير.

3-الضبط الداخلي:

     يشمل الضبط الداخلي الوسائل والإجراءات التي تستهدف حماية أصول المنشأة أو موجوداتها من السرقة أو الضياع أو سوء الاستعمال، ومن أهم وسائل الضبط الداخلي: تقسيم العمل؛ بحيث لا يعهد إلى موظف بعملية كاملة من أولها إلى أخرها، التوزيع السليم للواجبات أو المهام؛ بحيث تجعل مهمة كل موظف تراجع بواسطة موظف آخر، عدم ترك موظف في مكان واحد مدة طويلة، واستخدام عملية التدوير بين الوظائف المهمة، واستخدام أسلوب الرقابة المزدوجة مثل وجود مفتاحين لكل خزينة، وتوقيعين على الشيكات الصادرة من المنشأة، ووجود إجراءات أمن بالبوابة سواء في المخازن أم المصانع أم المعارض التي تمتلكها المنشأة.

 

الملامح الرئيسة لمفاهيم الرقابة الداخلية

 

 1-إن الرقابة الداخلية تعد نظاما شاملا يحتوى على كل من الرقابة الإدارية والرقابة المالية والضبط الداخلي.

2-إن الرقابة الداخلية ليست إدارة مستقلة لها كيان مادي ملموس ولكنها مجموعة من الوسائل أو إجراءات العمل التي تتبع داخل المنشأة على جميع أنشطة مؤسسة العمل الخيري بأيدي المختصين في المستويات الإدارية المختلفة.

3-إن الرقابة الداخلية ليست غاية في حد ذاتها، ولكنها وسيلة لتحقيق أهداف محددة، تتمثل في زيادة الكفاية الإنتاجية في مؤسسات العمل الخيري من خدمات المجتمع المادية والمعنوية لخدمة المحتاجين ومساعدتهم في دول العالم، وتشجيع السير حسب السياسات الإدارية المرسومة واختيار مدى دقة البيانات المالية المسجلة ودرجة الاعتماد عليها فضلا عن إلى حماية أصول المنشأة من السرقة أو الضياع أو سوء الاستعمال.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك