مــاذا بعـد عمليـة تكميم المعدة؟(2) الاحتياطات الـلازمة بعـد إجراء العملية
كما ذكرنا في العدد الماضي أن عملية تكميم المعدة هي عملية جراحية تقوم على قص ما نسبته 60% إلى 75% من المعدة، أي إنها تقوم على تصغير حجم المعدة فقط؛ حيث إن الهدف منها إنقاص الوزن و تقليل كميات الطعام التي يتناولها الشخص وليس نوعها؛ حيث إن المعدة بعد هذه العملية تكون صغيرة، ولا تقوى على كميات الطعام الكبيرة، ونكمل حديثنا في هذا العدد بالحديث عما يجب أن يتبعه المريض بعد إجرائه لعملية التكميم.
بعد العملية يجب على المريض اتباع نظام غذائي خاص؛ حتى لا تحصل مُضاعفات خطيرة بعد العملية، ويمكن تقسيم النظام الغذائي إلى أربع مراحل:
السوائل الرائقة
- المرحلة الأولى: تبدأ بعد العملية مباشرة ولمدة أسبوع كامل، يجب على المريض خلال هذا الأسبوع تناول السوائل الرائقة فقط مثل الماء والزهورات، ويمنع عليه أن يتناول المشروبات الغازية أو الكثيفة أو المشروبات الغنية بالكافيين أو السكر، كما يجب أن يتناول السوائل بجرعات صغيرة، وكميات لا تتجاوز الحد الافتراضي للمعدة، وذلك كله حتى لا ينفتق جرح التكميم ويبدأ التسريب. وفي حالة ازدياد حرارة الجو؛ يمكن زيادة عدد مرات تناول المشروبات ولكن ضمن المعقول، ويجب التنويه أنه يجب على المريض أن يشرب لترين من السوائل يومياً.
السوائل الكاملة
- المرحلة الثانية: تبدأ مع بداية الأسبوع الثاني، وتستمر لمدة أسبوعين، وهي تعتمد على السوائل الكاملة القليلة الدسم، مثل: الحليب قليل الدسم، عصائر الفواكه الطبيعية ولكن بدون اللب، وتكون نسبة السكر فيها منخفضة، الشوربات قليلة الدسم بدون كريمة أو قطع.
حمية الأغذية اللينة
- المرحلة الثالثة: وتستمر لمدة أسبوع واحد، وهي مرحلة حمية الأغذية اللينة؛ حيث إنه في هذه المرحلة ينتقل من السوائل إلى الأغذية اللينة التي تحتوي على بروتينات مع تقليل الكربوهيدرات، مثل البيض المخفوق والتونا والفواكه المهروسة واللحوم المطبوخة جيداً باستواءٍ كامل والبطاطا بكل أنواعها بشرط أن تكون مهروسة. يجب التنويه إلى أنه يجب في هذه المرحلة ألا تتجاوز عدد الوجبات ثلاث وجبات في اليوم، عدم الشرب والأكل في الوقت نفسه، الانتباه إلى كمية الطعام؛ بحيث لا يتجاوز الحجم الجديد للمعدة، بل يجب أن يكون أقل منه.
الأغذية الصلبة
- المرحلة الرابعة: تستمر لمدة أسبوع، وهي مرحلة الأغذية الصلبة؛ حيث إنه في هذه المرحلة تكون المعدة قد تأقلمت مع الوضع الجديد؛ ويكون الجرح قد التأم، وهنا يبدأ النظام الغذائي الذي يستمر مع المريض إلى الأبد. فيمكنه تناول ما يشاء من الطعام بكميات مقبولة للحجم الحالي للمعدة، على أن تكون أغذية صحية ومتوازنة في مكوناتها.
ويجب الانتباه إلى أن الإفراط في تناول الطعام في أي مرحلة من مراحل التعافي كفيلً بإحداث مضاعفات لا تُحمدُ عقباها، وكذلك بعد مرور هذه الفترة بنجاح، فإن الإفراط في الأكل سيؤدي حتماً إلى الاستفراغ اللاإرادي، وهو يكون مؤلماً جداً؛ حيث إن الطعام سيخرج دون أن تتم معالجته في المعدة؛ لأنه لم يبق فيها لمدة كافية، وفي أفضل الأحوال سيكون كريمياً كثيفاً جداً، وهذا الاستفراغ من شأنه إحداث آلامٍ كبيرة في المعدة والمريء، وربما يؤدي إلى هتك المعدة في مكان القص إذا تكررت هذه العملية مرات عديدة.
فوائد عملية التكميم
- الشعور بالشبع: في حال خضع الشخص لعملية تكميم المعدة ثمّ تناول الطعام بعد ذلك فإنّ معدته المصغّرة تمتلئ بسرعة. وهكذا فإنه يشعر بالشبع خلال وقت قصير، أي بعد تناوله كمية قليلة من الطعام.
- فقدان الوزن الزائد: تعد عملية تكميم المعدة حلاً مناسباً في حال كان الشخص يعاني من السمنة المفرطة، ولا يتمكن من خسارة وزنه الزائد عن طريق الحمية الغذائية والتمارين الرياضية.
- تغيير نمط الحياة: الخضوع لهذه الجراحة يدفع الشخص إلى تغيير نمط حياته؛ حيث يتعيّن عليه تناول أطعمة لا تسبب زيادة الوزن؛ إذ لا وجود لحلّ سحري ودائم للسمنة. كما أنّه من الضروري، في هذه الحالة، أن يمارس الشخص التمارين الرياضيّة لكي يتفادى حدوث تأثيرات جانبيّة عكسية ما بعد العملية.
التخلص من الأمراض
- تساعد خسارة الوزن الزائد بعد خضوع الشخص للعملية على التخلص من بعض الأمراض مثل الربو، داء السكّري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، توقف التنفس أثناء النوم، فرط ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، ارتداد الحمض المريئي المعدي.
النشاط والحيوية
- يساهم انخفاض الوزن في جعل تحركات الشخص وأدائه لنشاطاته اليومية أكثر سهولة من قبل.
مخاطر عملية التكميم
- قد يتعيّن على الأشخاص الذين يتّسمون بمؤشر كتلة جسمية مرتفع أن يجروا عمليتيّ تكميم معدة لكي يحصلوا على النتيجة التي يريدون، ولكن لابد من بعض الاعتبارات.
تكون الحصوات، قد يؤدي الخضوع لهذه العملية إلى ارتفاع خطر تكوّن حصى المرارة.
جرح المعدة، قد يصاب الشخص بجرح في المعدة أو الأمعاء أو أحد الأعضاء الأخرى أثناء خضوعه لهذه العملية.
انسداد الأمعاء، قد يسبب وجود جرح في المعدة، على المدى الطويل، انسداد الأمعاء.
إرتجاع المرئ، قد يعاني الشخص من التهاب غشاء المعدة، ارتداد حمض المعدة، القرحة.
التقيؤ، قد يعاني الشخص من التقيؤ في حال تناول كمية من الطعام أكبر من حجم معدته.
العملية ليست الحل السحري
ذكرت اختصاصية التغذية العلاجية الدكتورة وجدان مطر الشمري أنها لا تنصح كل مرضاها بإجراء عملية تكميم المعدة بوصفه حلا للسمنة وأمراضها لكنها تحث على إجرائها في حالات محددة عند استنفاد كل وسائل الحمية وفقدان الوزن الممكنة.
وأضافت الشمري أن عمليات السمنة ليست الحل السحري السريع والسهل لنزول الوزن كما يعتقد بعضهم، لكن يتم اللجوء إليها إذا فشلت جميع محاولات المريض لإنقاص وزنه بالحمية والرياضة ولأسباب وحالات مرضية، وفي كل الأحوال لن يستطيع أن يستغني الشخص عن الغذاء الصحي والرياضة. عليهم أن يأخذوا القرار بحكمة واقتناع أن أساس المشكلة هو في عادات الأكل الخطأ وأسلوب الحياة الخامل، فحتى مع خضوعهم لتلك العمليات دون تغيير نمط الحياة بالكامل لنمط حركي وغذائي صحي فلن يصلوا للصحة المطلوبة.
تجنب زيادة الوزن بعد التكميم
يقدم الخبراء أهم الحلول لهذه المشكلة في نقاط بسيطة وهي:
- الحرص على زيادة البروتينات في الوجبة والتقليل من الكربوهيدرات قدر الإمكان.
- تجنب الأكل اللين الكثير السعرات الحرارية، ولاسيما الآيس كريم والحلويات.
- تجنب تناول العصائر والمشروبات الساخنة الحالية تماما.
- مضغ الطعام جيداً، وأعط لنفسك فرصة للشبع أثناء تناول الطعام.
- الحرص على انتقاء طعام صحي وليس قليل السعرات الحرارية فقط.
- تجنب مجالسة الناس السلبيين أو التي تسخر من نظامك الغذائي.. كن قوياً في قرارك.
- أحط نفسك بالأشخاص الذين يحبونك من الأهل والأصدقاء، واشرح لهم مشكلتك، واطلب منهم العون دائماً.
- انضم إلى مجموعة من الأصدقاء قاموا بالعملية نفسها، وتشاوروا بما تحسون به وما تواجهون من مشكلات، وكيف تتغلبون عليها؟
لاتوجد تعليقات