معــــــاول الهــــــدم داخــــــل دولـــــــنا
الصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة: {يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، فاستعمل أهل الباطل المدافع والطائرات والأسلحة التقليدية أو المحرقة، وهدموا الديار على الأهالي دون اعتبارات؛ فكان نصيب القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، واحتلوا الديار والممتلكات الإسلامية، واعتقلوا الكثير وعذبوهم تحت تهم جزاف لا تمت في الغالب - للحق بصلة - وتدخلوا في جميع الشؤون الداخلية (السياسية والاقتصادية والاجتماعية..)، ففي السياسة قالوا: لا نريد الوزير الفلاني ونريد إقحام المرأة في المعترك، والاقتصادية فرضوا من خلالها ضرائب على سلع ورفعوها عن سلعهم، وربطوا اقتصادنا بعملاتهم المنهارة وتحكموا في أسعار الطاقة.. وفي القضايا الاجتماعية تدخلوا من خلالها بقوانين الأحوال الشخصية تحت مسمى حرية الإنسان، وتدخلوا في الجانب التعليمي فأنشؤوا داخل ديارنا المدارس والجامعات الأجنبية، وضيعوا تدريس التربية الإسلامية واللغة العربية، وتدخلوا في الجانب القانوني من منع تحكيم الشرعية إلى تحكيم القوانين الوضعية، وتدخلوا في الجانب العسكري بشراء أسلحة منهم وعقد الدورات عندهم فقط، وتدخلوا في الجانب الإعلامي عن طريق القنوات الفضائية والإنترنت ومواقع كثيرة وصحف ومجلات وإنشاء معاهد ثقافية.. وتأثر البعثيون من بني جلدتنا بهذا الشأن.. وأتخذوا غزو الفضاء وغزو الأرض وغزو البحر وغزو العقول.
وقالوا: نحن شركاء في العولمة الجديدة، وحتى في ديننا أسهموا كثيرا في دعم الطرق الصوفية، وقسموا المسلمين إلى أصولي ومتشدد أو مسلم تقليدي أو مسلم عصراني أو حداثي ومسلم علماني.
فالأول يعادي الديمقراطية ولا يقبل بكل الطوائف والفرق والملل والشواذ والانحراف: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}.
وجعلوا من بني جلدتنا من يسخر من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة عن طريق التمثيل.. وجيشوا الجيوش لمعاداة الناس لهم بكافة الوسائل، وشوهوا فهم الإسلام وإظهار عدم قدرة الملتزمين على إدارة السياسة ومواكبة الحياة، وشجعوا الصحفيين على النيل منهم وإسقاط هيبتهم {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.
وأوضحوا أن العلمانيين هم الأقرب والأكثر فهماً لمستقبل مشرق؛ فيجب مساندتهم ونشر أعمالهم في الإعلام والمناهج وتوفير الدعم الشعبي لهم وتطوير منظماتهم المدنية ومؤازرتهم بالمال والدورات والتواصل مع مكاتبهم في السفارات وإبرازهم إعلاميا؛ فأصبحوا يفتون في كل شيء.
ونجحوا في تعزيز الفرقة بين الجماعات الإسلامية المعتدلة وتفكيلها واختراقها وتفرقة الصف الإسلامي، والتحذير من دور المسجد والجمعيات الخيرية حتى منعوا أنشطتهم في الخارج لتأتي منظمات تنصيرية وإلحادية وباطنية وغيرها من أهل الانحراف ليؤثروا على دين الشباب وأخلاقهم وقيمهم والتحرر - أي الابتعاد عن الدين كله - ويخططون ويكيدون ويمكرون وما علموا أنهم أعلنوا الحرب على دين الله: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.
وصدق فيهم قول الشاعر:
بــــــــــــرز الثعــــــــــــــــلب يوما في ثيـاب الواعظينا
فمشي في الأرض يهـــدي ويســـــــــب الماكريـنـــا
مخطئ من ظــــــــن يـــــــوما أن للثــــــعلب ديـــــــــنا
قال تعالى: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أو تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}.
فالله الله بالولاء والبراء والاستمساك بالدين والتعاون على البر والتقوى.
قال الشاطبي: المقصد الشرعي من وضع الشريعة هو إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبدالله اختيارا كما هو عبدالله اضطرارا.
لاتوجد تعليقات