مظلات ساحات المسجد النبوي الشريف.. حماية من أشعة الشمس في الصيف.. ووقاية من الأمطار في الشتاء
إن المشروعات الكبيرة والضخمة التي نفذتها ولا تزال تنفذها الحكومة السعودية في المدينة المنورة، والتي تتمثل في التوسعات المتواصلة للحرم المدني الشريف، وتطوير المنطقة المركزية المحيطة به، وشق العديد من الأنفاق وإنشاء الطرق والجسور لتسهيل التنقل والحركة، وإنشاء المستشفيات، ومشروعات التطوير العام، لتدل دلالة قاطعة على مدى ما توليه القيادة السعودية من عناية واهتمام لهذه المدينة المقدسة، فقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في أكثر من مناسبة أن المملكة ماضية بتوفيق من الله وفضله في بذل كل ما تملك لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار، وأن ما يتم تنفيذه من مشروعات وتطوير عام لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يأتي في سياق الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى أن منَّ على المملكة وشعبها بخدمة هذه البقاع الطاهرة.
عناية مستمرة
امتدادا للعناية المستمرة من ولاة الأمر بالحرمين الشريفين عمارة وتوسعة وإشرافا، وتقديما لأفضل الخدمات لقاصديهما، وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالمسجد النبوي وزواره، ولزيادة استيعاب المسجد من المصلين، فقد شهدت طيبة الطيبة تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى والمهمة، التي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حجر أساسها خلال زيارته الميمونة لها بتاريخ 31/5/1427هـ، ضمن الميزانية التي أمر بها - يحفظه الله - لاستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف، وتطوير المنطقة المركزية المحيطة به، فقد صدر أمره - أيده الله - في 14 رجب من عام 1426هـ باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف، وبتكاليف إجمالية تبلغ نحو خمسة مليارات ريال. كما جسد توجيهه - حفظه الله - بإبقاء أبواب المسجد النبوي الشريف مفتوحة على امتداد الأربع والعشرين ساعة طوال العام، حجم ما يوليه من اهتمام وحرص وعناية للمسجد النبوي الشريف، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين في السابع والعشرين من رمضان من عام 1428هـ، بإبقاء أبواب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، مفتوحة أمام الزوار والمصلين على امتداد الساعة طوال العام، لتمكِّن هذه البادرة زوار المسجد من داخل المملكة وخارجها، من قضاء أوقات أطول بالمسجد النبوي الشريف، على مدار الساعة، في أجواء الطمأنينة والشعور بالارتياح والخشوع.
مظلات للساحات
لمواجهة التزايد السنوي لأعداد الزوار والمعتمرين خصوصاً في أعقاب فتح باب العمرة على مدار العام قبل عدة سنوات، ولتظليل المساحات المحيطة بالمسجد النبوي، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - بمشروع لإنشاء وتركيب عدد كبير من المظلات الكهربائية على أعمدة في جميع ساحات الحرم النبوي، تغطي كل الساحات المحيطة به، وذلك للاستفادة منها لأداء الصلوات تحتها في المواسم والجمع والأعياد، كما يستفاد منها في وقاية المصلين والزائرين المتجهين إلى المسجد والخارجين منه من وهج الشمس وعند نزول الأمطار، حيث تحميهم من حرارة الشمس في الصيف، ومن الأمطار في الشتاء. وتغطي المظلة الواحدة (576) مترا مربعا وتفتح آليا عند الحاجة، وبها أنظمة متقدمة لتصريف السيول والإنارة والصوت، لتستوعب أكثر من (200.000) مصلٍّ. ولقد اتضحت ضرورة هذه المظلات لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الزوار من حجاج ومعتمرين، ليصبح بالإمكان استخدام الساحات للصلاة في أوقات الذروة، فضلا عن الإسهام في منع الانزلاق وقت هطول الأمطار. وقد بدأ العمل في تركيب هذه المظلات في شهر رجب من عام 1429هـ.
أحدث تقنية
ويعد مشروع المظلات أحد المشروعات العملاقة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وهي تتمثل في تصنيع وتركيب (182) مظلة تركب على أعمدة ساحات المسجد النبوي، أمر بها - حفظه الله - عندما زار المدينة إثر تسلمه مقاليد الحكم، ثم أمر بإضافة (68) مظلة في الساحات الشرقية، وبعد اكتمالها غطت هذه المظلات مساحة (143000) متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من جهاته الأربع، يصلي تحت الواحدة منها ما يزيد على (800) مصلٍّ، يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية، يسير تحتها الزوار والمصلون. وهذه المظلات صنعت خصيصا لساحات المسجد النبوي على أحدث تقنية، وبأعلى ما يمكن من الجودة والإتقان، وقد خضعت لعدة تجارب في بلد التصنيع، واستفيد من تجربة المظلات التي قبلها، والتي كانت تعمل بحمد الله بكفاءة جيدة منذ أن انتهت التوسعة، ومع ذلك فإن المظلات الجديدة، قد طورت وأدخلت عليها تحسينات كثيرة في شكلها ومادتها ومساحتها، وقد صممت بارتفاعين مختلفين، بحيث تعلو الواحدة الأخرى، ولتكون في شكل مجموعات متداخلة، فيما بينها يبلغ ارتفاع الواحدة (14.40) أربعة عشر مترا وأربعين سنتيمترا، والأخرى ارتفاع (15.30) خمسة عشر مترا وثلاثين سنتيمترا، ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق بارتفاع (21.70) واحد وعشرين مترا وسبعين سنتيمترا، وهذه المظلات يصلي تحتها المصلون، وتقيهم حرارة الشمس أثناء الصلاة، كما تحجب عنهم الماء إذا نزل المطر، فيسلمون من مخاطر الانزلاق والسقوط، ويحصل لهم الأمان والاطمئنان في ذهابهم إلى المسجد النبوي وإيابهم منه بعد أداء الصلاة والزيارة.
زيادة الاستيعاب
قال وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي بالمدينة المنورة الدكتور علي بن سليمان العبيد، تعليقا على هذه الرعاية والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالمدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف: إن المسجد النبوي الشريف يشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتماما بالغا ومستمرا منه حفظه الله، ولا غرو في ذلك فهو القائم على خدمته وخدمة المسجد الحرام، ومن توفيق الله له أنه بعد توليه المُلك، كانت أولى زيارتين له الحرمين الشريفين، فتفقدهما وأشرف على الأعمال والخدمات المقدمة بهما، وقد أمر - حفظه الله - بمشروعات عدة للمسجد النبوي، تهدف إلى زيادة استيعاب المصلين وتوفير كل ما يؤدي إلى وصولهم إلى لمسجد براحة ويسر، مما يجعلنا نبتهل إلى الله سبحانه بالشكر والثناء، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على ما بذلا وقدما خدمة للحرمين الشريفين، كما نسأل التوفيق لصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة لاهتمامه وتوجيهاته التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة للزوار.
إلى ذلك، قال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالعزيز الفالح: إن التوجيه الكريم جاء في سياق تهيئة جميع أسباب الراحة والطمأنينة لزوار المسجد النبوي الشريف، خصوصاً أنه قد باتت البقاع الطاهرة تشهد طفرة في أعداد المعتمرين الذين يفدون من جميع البلاد الإسلامية والعالم، ويتمتعون بأجواء روحانية في إطار من الخدمات الرفيعة التي تقدم لهم. وأشار إلى أن المسجد النبوي بات قادرا على استيعاب أعداد واسعة من المصلين، لاسيما بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين باستكمال أعمال إنشاء ساحات المسجد ومظلاتها الجديدة، التي جعلت من الساحات امتدادا لمساحات الصلاة في المسجد.
لاتوجد تعليقات