رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 20 أبريل، 2015 0 تعليق

مصـر.. علمانيـون يدعـون لمليونيـة خلــع الحجـاب

إنَّ لميدان التحرير مع أهل مصر قصَّةً قديمةً، تاريخ قد مضى عهده؛ إلا أن هناك أناسا ممن أغاظهم تستر البنات أرادوا إحياءه مرة أخرى، فهذا الميدان وقبل أكثر من تسعين عامًا، وبالتحديد في عام 1919م أثناء الثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، كانت هناك مظاهرة نسويَّة تقودُها صفيَّة زغلول  (زوجة سعد زغلول)، وفي ميدان التحرير وقفت المظاهرة أمام قوَّات الجيش الإنجليزي، وفجأةً، وبلا سابق إنذار، وبلا أيِّ مسوغ، قامتْ صفيَّة زغلول ومَن معها بخلْع النِّقاب ووضَعْنه تحت أقدامهنَّ ثم قاموا بحرقه!

الدعوة الجديدة

      وها هو أحد أذيال العهد القديم يحاول تجديد الدعوة لخلع الحجاب سيرًا على خطى أسلافه من المنحلين والمتحررين من المروءة والأخلاق،  إنه الكاتب الصحفي، شريف الشوباشي، الذي نادى مؤخرًا بخروج مجموعة من الفتيات في تظاهرة عامة بميدان التحرير يقمن خلالها بالتكشف وخلع غطاء الرأس أو كما قال الحجاب، حيث كتب الشوباشي، على حسابه بموقع فيس بوك، اقترح الآتي: أن تقوم مجموعة من الفتيات بخلع الحجاب -غطاء الرأس- خلال تظاهرة عامة بميدان التحرير في يوم بالأسبوع الأول من شهر مايو القادم على أن يحيط بهم مجموعة من الرجال لحمايتهم وسأكون أول هؤلاء الرجال، ثم أردف قائلاً: أرجو التواصل هاتفيًا بسرعة لبحث تنفيذ هذه الفكرة التي سيكون لها أثر لا يقل عما فعلته هدى شعراوي عام ١٩٢٣.

الجماعات الإسلامية وراء الحجاب

     وفى الوقت نفسه نشر الشوباشي مقطع فيديو مصور مدته 12 دقيقة من سلسلة حلقات سجلها في وقت لاحق تحت عنوان: (كلام محظور) أشار خلالها إلى واقعة مظاهرة هدى شعراوي لخلع النقاب بالتزامن مع ثورة 1919 التي عدها بداية تكوين الهوية الحقيقية للمواطن المصري.

     وأشار الشوباشي أن فتيات مصر تعرضن للتهديد والترويع والإرهاب النفسي حتى يتم إجبارهن على ارتداء الحجاب، وأشار إلى أن الحجاب أصبح مسارًا لكثير من أنواع النفاق والغش في المجتمع المصري بحسب قوله معتبرًا أن هناك آلة دعائية جبارة من جانب جماعات الإسلام السياسي وقفت وراء الحجاب بهدف تكوين دولة الخلافة.

تدخل سافر واعتداء صارخ

      وفي رده على هذه الدعوة الفاجرة، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر: «إن المطالبة بترك الحجاب والتظاهر بدونه يعد تدخلاً سافراً واعتداء صارخاً على حرية الإنسان وكرامته، فكما لا يجوز له أن يطلب من المرأة ترك الصلاة أو الصيام أو الحج، فلا يجوز أيضا مطالبتها بترك الحق الذي آمنت به من تلقاء نفسها.

     وطالب وكيل الأزهر، في تصريح صحفي، دعاة الحريات بترك الحرية للفتاة المسلمة، لإظهار تعاليم دينها، كما تترك غير الملتزمة من دون ملاحقة من أحد على ترك حجابها مع الفارق بينهما».

عاصفة من الغضب

     في المقابل شن إسلاميون هجومًا عنيفًا ضد الشوباشى وعدوا التظاهرة المدعو أنه لن يكون لها أي تأثير، وانتقد عادل عزازي القيادي السلفي، عضو مجلس الشعب السابق، دعوة شريف الشوباشى لخلع الحجاب بميدان التحرير، واصفًا هذه الدعوة بـ«الكلام الفاضي».

     وتساءل (عزازي) في تصريحات صحفية لماذا هذه الدعوة أو الاقتراح في هذا الوقت؟ مضيفًا: «يبدو أن العلمانيين لهم غرض بوجود قانون يمنع الحجاب» مؤكدًا أن القوى العلمانية تريد لفت الأنظار لأمر دعوتهم بخلع الحجاب في ميدان التحرير.

     وقال: عندما خلعت هدى شعراوي الحجاب في ميدان التحرير كان بدعوى التحرر أما الآن لماذا الدعوة لخلع الحجاب في التحرير؟ فالتي تريد خلع الحجاب تفعل ذلك في منزلها فليس هناك حاجة للذهاب إلى ميدان التحرير خاصة لهذا الأمر.

شق صف المجتمع

     من ناحيته أكد الشيخ عادل نصر، أحد قيادات الدعوة السلفية أن: “دعوات التظاهر لخلع الحجاب تشق صف المجتمع، وتشكك الناس في فرائض دينهم، وهذه الدعوات يجب مقاومتها بشرح الدليل من القرآن والسنة الذي يؤكد أن الحجاب فرض على كل مسلمة».

      وأضاف نصر: «الدعوة لنزع الحجاب هي تغذية للإرهاب وشحن للمتطرفين بل وهذه الدعوات تسوغ لهؤلاء أعمال العنف التي يقومون بها، والحجاب لا يمنع المرأة من الدراسة والعمل، ولا يعوق تحررها ولكن دعوات خلعه بمثابة تهديد لأمن البلاد وسلامتها».

دعوات غير مؤثرة

     من جانبه قال ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت: إن هذه المظاهرات لن يكون لها تأثير، ولن يستجيب لها أحد، موضحًا أن الائتلاف لن يبحث تنظيم مظاهرات مضادة حتى لا تكون هناك مظاهرتان متعارضتان، ما يزيد حالة الاحتقان.

     وطالب رضوان في تصريح صحفي مؤسسة الأزهر بالتدخل لوقف مثل هذه الدعوات التي تستهدف إحداث حالة من البلبلة داخل المجتمع، مشيرًا إلى أنهم سيساندون الأزهر في أي إجراء يتخذ ضد دعوات خلع الحجاب.

دعوة إرهابية

      من ناحيته وصف الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، الدعوة لتظاهرات لخلع الحجاب، بأنها (دعوة إرهابية)، مؤكدا أنها محاولة للبحث عن دور في المجتمع، مطالبا مناصري حرية الرأي والعقيدة بالتصدي لتلك الدعوات.

     وقال مجاهد في تدوينة له عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي: كل من يبحث عن دور وﻻ يجد يمكنه أن يدعو لمظاهرة لخلع الحجاب.. وكل من يناصر حرية الرأى والعقيدة أيا ما كانت ديانته يجب أن يتصدى لهذه الدعوة الإرهابية.

الحجاب عبادة

      وردًا على هذه الدعوات السافرة نقول: الحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أهم الفرائض؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه، ونهى عن ضده وهو التبرج، وأمر به النبي[ في سنته ونهى عن ضده، وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على وجوبه، لم يشذّ عن ذلك منهم أحد، فتخصيص هذه العبادة – عبادة الحجاب – بعصر دون عصر يحتاج إلى دليل، ولا دليل للقائلين بذلك ألبتة؛ ولذلك فإننا نقول ونكرر القول : «لا جديد في الحجاب».

      ولو لم يكن الحجاب مأمورًا به في الكتاب والسنة، ولو لم يرد في محاسنه أيُّ دليل شرعي، لكان من المكارم والفضائل التي تُمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها، فكيف وقد ثبتتْ فرضيَّتُه بالكتاب والسنة والإجماع؟!.

 

أدلة الحجاب من الكتاب والسنة 

ونورد هنا بعض الأدلة التي هي برهان ساطع على وجوب الحجاب، وإفحامٌ واضح لمن زعم أنه عادة موروثة أو أنه خاصٌّ بعصور الإسلام الأولى.

أولاً : أدلة الحجاب من القرآن :

- الدليل الأول: قوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }(النور: 31)، قالت عائشة رضي الله عنها : «يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَ} شققن مروطهن فاختمرن بها» رواه البخاري.

- الدليل الثاني : قوله تعالى : {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور: 60).

ثانياً : أدلة الحجاب من السنة :

- الدليل الأول : في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، احجب نساءك. قالت عائشة: فأنزل الله آية الحجاب. وفيهما أيضاً: قال عمر: يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب. فأنزل الله آية الحجاب.

- الدليل الثاني : عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المرأة عورة»  الترمذي وصححه الألباني.

- الدليل الثالث : عن ابن -عمر رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فقالت أم سلمة -رضي الله عنها-: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخين شبراً» فقالت: إذاً تنكشف أقدامهن. قال: «فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه» رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك