رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 8 نوفمبر، 2010 0 تعليق

مسلمو موسكو يصلون على الأرصفة.. لنقص في المساجد!


تحت المطر يفرشون سجادات الصلاة على الأرصفة.. فالآلاف من المسلمين في روسيا يضطرون للصلاة في الشوارع أيام الجمعة نتيجة للنقص الكبير الذي يسجل في عدد المساجد.

ويقول عبدالله إبراهيموف: «عندما أتمكن من الوصول باكرا، أجد لي مكانا في الداخل، وخلاف ذلك، أضطر للبقاء خارجا». وإبراهيموف (30 عاما) يقصد مسجد (سوبورنايا) الأكبر في العاصمة الروسية. وهذا المبنى الأخضر ذو الهلال الذهبي الذي يقوم بين أبنية سكنية وملعب كبير في وسط موسكو، مؤهل لاستضافة نحو 800 شخص، في حين يقصده أسبوعيا آلاف المصلين لأداء صلاة الجمعة.

وعندما يمتلئ المسجد بالمصلين، يتخذ البقية أمكنة لهم في مبان إدارية مجاورة كما في الباحة الداخلية التي تحيط بالجامع. ومن لا ينجح في تأمين مكان مناسب له، يلجأ إلى الأرصفة المحيطة.

أما إلى (عاشور عاشوروف) الستيني، فإن «صلاة الجمعة مهمة جدا؛ لذا نحضر إلى هنا حتى ولو كانت الأمطار والثلوج تنهمر».

في موسكو حيث يعيش مليون إلى مليوني مسلم بحسب تقديرات مختلفة، لا تتوافر سوى 4 مساجد فقط، وفقا للإمام ألدار خزرات علياتدينوف المسؤول عن جامع (سوبورنايا).

ويؤكد: «ما من مساحة كافية لاستقبال هؤلاء الذين يرغبون في الصلاة، لدينا نقص هائل في الأمكنة».

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، وفد مئات آلاف المهاجرين من الجمهوريات السوفييتية السابقة في وسط آسيا ذات الغالبية المسلمة إلى موسكو، التي كانت تحوي مجموعة كبيرة من المواطنين المسلمين.

يقول (علياتدينوف): «نطالب بمسجد في كل دائرة، والأفضل في كل شارع».

لكنه يلفت إلى أنه في الوقت الحالي، حتى مشروع توسيع المسجد المركزي عبر تشييد بناء ثان في جواره مازال يصطدم بغياب «توقيع صغير من الموظف المعني» الذي يأتي ضروريا لاستكمال الأعمال.

من جهتها تؤكد سلطات العاصمة الروسية نيتها الرد إيجابا على طلبات المسلمين، لكنها تجد صعوبة لدفع المشاريع المعنية.

وكانت المدينة تعتزم تخصيص قطعة أرض في مساحة خضراء في جنوب شرق موسكو بهدف تشييد مسجد قادر على استقبال نحو 5 آلاف مسلم، لكن هذه الفكرة أثارت اعتراضات من السكان الذين نجحوا في تعليق المشروع.

فسلمت عريضة مناهضة لبناء المسجد إلى السلطات المعنية، كما قام عشرات الناشطين أخيرا بزرع بعض الأشجار في المكان الذي كان سيخصص لتشييد الصرح الديني.

ويقول (ميخائيل بوتريموف) المتحدث باسم هؤلاء المعترضين: «حاليا نستطيع التنزه هنا مع حيواناتنا بالإضافة إلى شواء اللحوم، وباستطاعة رجل الدين المسلم أن يقول لنا لا تقوموا بشواء لحم الخنزير أو لا تنزهوا كلابكم هنا.. وستقوم مواجهات».

لكن (بوتريموف) لا يقطن في الحي وهو بحسب مركز «سوفا» لمناهضة العنصرية وكره الأجانب مقرب من المنظمات القومية المتشددة.

وبالنسبة إلى (اليكسي مالاشنكو) المحلل من مركز (كارنيغي) في موسكو، فإن الأمر لا يتعلق بأقلية مسلمة وأكثرية أرثوذكسية وإنما بمشكلة «تسامح ديني متبادل».

ويشير إلى أن «موسكو هي مدينة متنوعة وعدد المواطنين المسلمين فيها هو الأكبر في أوروبا، وعلى الناس أن يعتادوا رؤية المساجد»

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك