رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: للعلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله 26 يوليو، 2018 0 تعليق

مسؤولية المرأة المسلمة


كلما عظم الخطر عظمت المسؤولية، وكلما كثرت أسباب الفتنة وجبت قوة الملاحظة، وإننا في عصر عظم فيه الخطر، وكثرت فيه أسباب الفتنة، بما فتح علينا من زهرة الدنيا، واتصالنا بالعالم الخارجي مباشرة، أو بواسطة وسائل الإعلام؛ وبسبب ذلك؛ وبسبب ضعف كثير من الرجال، أو تهاونهم بالقيام بمسؤوليتهم تجاه نسائهم، وقع ما نرى.

 

وقرن في بيوتكن

     يقول الله -تعالى- لنساء نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهن أشرف النساء، وأعفهن، وأبعدهن عن الفتنة، وهن القدوة والأسوة: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن»، هكذا يقول الله -عز وجل-: {وقرن في بيوتكن}، وهكذا يقول نبيه صلى الله عليه وسلم : «وبيوتهن خير لهن»، ومع ذلك فهو يخاطب الرجال ألا يمنعوا النساء المساجد؛ فإذا كانت البيوت خيرًا من المساجد؛ فكيف بالخروج إلى الأسواق؟

ويقول الله -عز وجل-: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة}؛ فإذا كانت المرأة العجوز ممنوعة من التبرج بالزينة؛ فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة؟!

صنفان من أهل النار

     ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من ميسرة كذا وكذا»، وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن كاسيات، أي عليهن كسوة، ولكنهن عاريات، عاريات من التقوى؛ لأن هذه الكسوة لا تسترها، إما لقصرها، أو خفتها، أو ضيقها، وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن مميلات، أي مميلات لغيرهن بما يحصل بهن من الفتنة، مائلات أي مائلات عن طريق الحق، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة بما يلففن عليهن من شعرهن، أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة»؛ فمنعها من حضور المسجد للصلاة؛ لأنها أصابت بخورا؛ فكيف بمن تتطيب بما هو أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج إلى الأسواق؟!

خير صفوف النساء

وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها»، وإنما قال ذلك؛ لأن آخر صفوف النساء أبعد عن الرجال والاختلاط بهم، هذا في العبادة؛ فكيف بمن تلي الرجال وتختلط بهم في الأسواق؟!

أيها المسلمون، هذا قليل من كثير من توجيهات الله -تعالى- في كتابه وتوجيهات رسوله في سنته.

     قالت أم سلمة -رضي الله عنها-: «لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرجت نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن ألبسة سود يلبسنها»، وهي العباءة التي كانت النساء تلبسنها، ليس لها أكمام؛ لأن العباءة ذات الأكمام تصف شيئا من حجم الجسم؛ ولهذا كان لباس النساء في الأول العباءة، وهي خير من اللباس، أي خير من لباس العباءة التي لها أكمام.

أفلا نتقي الله -تعالى؟

     أيها الإخوة المسلمون، أفلا نأخذ بهذه التوجيهات الإسلامية، ونعتد بطريق أهل الإسلام؟ أفلا نتقي الله -عز وجل- ونتدارك ما وقع فيه كثير من النساء، من مخالفة طريق أهل الإسلام؟ أفلا يجب علينا -ونحن الرجال- أن نلزم النساء بالطريق السليم والصراط المستقيم حتى يكون مجتمعنا مجتمعًا إسلاميًا، في رجاله ونسائه، وفي عباداته وأخلاقه؟

إنه لجدير بنسائنا أن يلزمن بيوتهن، وألا يخرجن إلى الأسواق، إلا لحاجة ملحة، وسيجدن ذلك ثقيلا عليهن في أول الأمر، ولكنهن سيألفن ذلك فيما بعد، ويخف عليهن في النهاية؛ فيصرن ذوات الخدور وربات الحياء.

     وإن علينا أيها الإخوة أن نكون يقظين، وأن نتفطن لكل ما يريده أعداؤنا بنا، من انحراف عن الصراط المستقيم، وأن نقوم بما أوجب الله علينا من حسن الرعاية وأداء الأمانة، حتى يصلح الله لنا الأمور، ويمنع شعبنا من الفتنة والبوار، قال الله -عز وجل-: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك