مريض القـلــب في شهر الصيام
ينبغي استشارة طبيب القلب المسلم؛ فهو الذي يقرر ما إذا كان المريض قادراً على الصوم أم لا
لابد من استشارة الطبيب فورا عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية، مثل الشعور بآلام بالصدر أو ضربات قلب غير منتظمة، أو الشعور بالنهجان أو ضيق بالتنفس
لا شك أن في الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب، ولكن هناك حالات معينة قد لا تستطيع الصيام إلا بأمر الطبيب، ومن هذه الحالات:
أ) ارتفاع ضغط الدم:
يفيد الصيام في علاج ارتفاع ضغط الدم؛ فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بطريقة ملحوظة، كما أن العبادة من صلاة تراويح وتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم المرتفع، وإذا كان ضغط الدم مسيطراً عليه بالدواء أمكن للمريض الصيام شريطة أن يتناول أدويته بانتظام؛ فهناك حالياً أدوية لارتفاع ضغط الدم تُعطى مرة واحدة أو مرتين في اليوم.
ب) فشل القلب (قصور القلب):
فشل القلب نوعان: فشل القلب الأيسر وفشل القلب الأيمن، ويشكو المريض عادة من ضيق النفس عند القيام بالجهد، وقد يحدث ضيق النفس أثناء الراحة، وينصح المصاب بفشل القلب الحاد بعدم الصيام؛ حيث يحتاج لتناول مدرَّات بولية وأدوية أخرى مقوية لعضلة القلب، وكثيراً ما يحتاج إلى علاج في المستشفى، أما إذا تحسنت حالته واستقر وضعه، وكان لا يتناول سوى جرعات صغيرة من المدرات البولية فقد يمكنه الصيام.
وينبغي استشارة طبيب القلب المسلم؛ فهو الذي يقرر ما إذا كان المريض قادراً على الصوم أم لا؛ إذ يعتمد على شدة المرض وكمية المدرات البولية التي يحتاج إليها.
ج) الذبحة الصدرية:
تنجم الذبحة الصدرية عادة عن ضيق في الشرايين التاجية المغذّية لعضلة القلب، وإذا كانت أعراض المريض مستقرة بتناول العلاج، ولا يشكو المريض من ألم صدري أمكنه الصيام في شهر رمضان، بعد أن يراجع طبيبه للتأكد من إمكانية تغيير مواعيد تعاطي الدواء.
أما مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو الذين يحتاجون لتناول حبوب النيتروغليسرين تحت اللسان أثناء النهار؛ فلا ينصحون بالصوم، وينبغي عليهم مراجعة الطبيب لتحديد خطة العلاج.
د) جلطة القلب (احتشاء العضلة القلبية):
تنجم جلطة القلب عن انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، وهذا ما يؤدي إلى أن تموت خلايا المنطقة المصابة من القلب، ولا ينصح مرضى الجلطة الحديثة، ولاسيما في الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة بالصيام، أما إذا تماثل المريض للشفاء، وعاد إلى حياته الطبيعية، فيمكنه حينئذ الصيام، شريطة تناوله الأدوية بانتظام.
هـ) أمراض صمامات (دسامات) القلب:
تنشأ أمراض صمامات القلب عادة عن إصابة هذه الصمامات بالحمى الرئوية (الحمى الروماتيزمية) في فترة الطفولة؛ فيحدث ضيق أو قلس (قصور) في الصمام نتيجة حدوث تليف في وريقات الصمام.
وإذا كانت حالة المريض مستقرة، ولا يشكو من أعراض تذكر أمكنه الصيام، أما إذا كان المريض يشكو من ضيق النفس، ويحتاج إلى تناول المدرات البولية فينصح بعدم الصوم.
نصائح مهمة
مريض القلب يواجه العديد من التحديات لصيامه خوفًا من حدوث أي مضاعفات على صحته، ولتجنب حدوث مضاعفات يقدم أطباء القلب بعض النصائح المهمة لمريض القلب ليحرص عليها ومنها:
أولاً: تناول العلاج بانتظام.
ثانيًا: لابد من استشارة الطبيب فورا عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية، مثل الشعور بآلام بالصدر
أو ضربات قلب غير منتظمة، أو الشعور بالنهجان أو ضيق بالتنفس، أو غير ذلك من أعراض.
ثالثًا: الإقلال من الملح ولاسيما المخللات.
رابعًا: تجنب العرقسوس؛ لأنه يعمل على ارتفاع الضغط.
خامسًا: الإقلال من الدهون فى الطعام واللحوم الحمراء المشبعة بالدهون، وينصح بتناول اللحوم البيضاء، والأسماك المشوية مع نزع الجلد عند تناول الطيور.
سادسًا: الإقلال من المياه الغازية.
وقال الدكتور مجدى عبد السميع: إن معظم أدوية ارتفاع ضغط الدم طويلة المفعول، وتؤخذ مرة واحدة في اليوم، موضحًا أن الجديد أيضًا في أدوية أمراض الضغط دمج أكثر من صنف في قرص واحد، موضحًا أنه فى حالات قصور الشرايين التاجية الحادة مثل الذبحة الصدرية غير المستقرة وجلطة القلب (احتشاء عضلة القلب) في هذه الحالة لا ينصح بالصيام، مؤكدًا أن المريض في هذه الحالة يتم تنويمه في الرعاية المركزة للقلب مع العلاج بأكثر من دواء وعلى فترات متكررة خلال اليوم.
وأشار إلى أن قصور الشرايين التاجية المستقرة والمسيطر عليها علاجيًا يستطيع المريض الصيام، ولاسيما مع توافر الأدوية طويلة المفعول، التي تؤخذ مرة واحدة في اليوم وهبوط القلب الاحتقاني، الذي يأخذ من ضمن علاجه مدرات البول لا يمكن صيامه، موضحًا أن المرضى الذين لديهم مشكلات في صمامات القلب، واضطراب نظم القلب والمسيطر عليها علاجيًا وغير ذلك من أمراض القلب يستطيعون الصيام.
لاتوجد تعليقات